النيكوتين في الطماطم والبطاطس.. ويحمل الأمل لمرضى فقدان الذاكرة
النيكوتين موجود في البطاطس والطماطم وتستخدمه النباتات للدفاع عن نفسها ضد الحشرات.. فهل به أي فوائد لصحة الإنسان؟
ما أن يرد ذكر النيكوتين، يتوجه التفكير سريعاً باتجاه التدخين وأضراره، لكن كثيرين لا يعلمون أن النيكوتين مادة موجودة في الطماطم، والبطاطس، والفلفل الأخضر، والباذنجان وغيرها، إلى جانب التبغ أيضاً.
ولا يعلم الكثيرون أيضاً أن ثمة فوائد مهمة للنيكوتين، مع ضرورة التمييز بينها وبين التدخين.
والنيكوتين مركب عضوي شبه قلوي وسام يوجد في الطبيعة في جميع أجزاء نبات التبغ، مع تركيز أكبر في الأوراق. وتستخدمه النباتات، خاصة التبغ، كوسيلة للدفاع عن نفسها ضد الحشرات.
وقد كشفت العديد من المواقع الطبية المتخصصة عن دراسة يجرى العمل عليها في الولايات المتحدة الأمريكية، بتمويل من المعاهد الوطنية الأمريكية للصحة تختبر صحة القول إن النيكوتين يمكن أن يحسن الذاكرة وحقق نتائج إيجابية لدى الأشخاص الذين يعانون من فقدان متوسط في الذاكرة، أو ضعف بالإدراك.
بحسب موقع "جلوب نيوز واير" الأمريكي، هذه هي أكبر وأطول دراسة من نوعها، ولذلك يجرى البحث عن 300 متطوع في الولايات المتحدة يعانون من فقدان معتدل في الذاكرة لكنهم أصحاء وغير مدخنين وتزيد أعمارهم على 55 عاماً.
وقال الدكتور بول نيوهاوس، مدير مركز فاندربيلت للطب المعرفي وقائد فريق الباحثين الذين يجرون الدراسة "إن دراسة جرعات النيكوتين على تحسين الذاكرة ستوفر معلومات قيّمة للباحثين فيما يتعلق بفقدان الذاكرة المبكر المرتبط بالشيخوخة الطبيعية ومرض ألزهايمر المبكر، لكننا نحتاج إلى متطوعين إذا أردنا النجاح".
وفقاً لجمعية مرض ألزهايمر الأمريكية، ما يقرب من واحد من كل 5 أشخاص يبلغون من العمر 65 عاماً أو أكثر لديهم فقدان الذاكرة المعتدل وأكثر عرضة لتفاقم مرض ألزهايمر أو الخرف الآخر. ولا يوجد حالياً أي دواء معتمد من إدارة الغذاء والدواء لعلاج هذه الحالة، إلا أن النيكوتين يحفز منطقة في الدماغ معروفة بأنها مهمة للتفكير والذاكرة، ويعتقد العلماء أنها يمكن أن تكون علاجاً فعالاً للبالغين الذين يعانون من فقدان الذاكرة المعتدل.
ويقول نيهاوس: "يعتقد الناس غالباً أن النيكوتين ضار ويسبب الإدمان لأنه في منتجات التبغ، لكنه آمن عند استخدامه بشكل صحيح". وأضاف: "النيكوتين علاج غير مكلف ومتوفر بسهولة ويمكن أن تكون له فوائد كبيرة للأشخاص الذين يعانون من ضعف في الذاكرة بشكل معتدل".
ويرى علماء النفس ومتخصصون في إدمان التبغ، بعضهم في مختبرات عالمية كبيرة ببريطانيا، أنه لا بد من للتمييز بشكل واضح بين النيكوتين والتدخين، ويقولون إن الأدلة تشير إلى أن التدخين هو الجاني بكل أضراره ومخاطره وليس النيكوتين.
وسبق أن قالت آن مكنيل، أستاذة إدمان التبغ بمعهد الصحة النفسية والطب النفسي وعلوم الأعصاب في كلية كينجز بالعاصمة البريطانية لندن، والتي أمضت حياتها العملية في إجراء أبحاث عن سبل إقناع الناس بالإقلاع عن التدخين: "علينا أن نمحو الصورة السلبية السيئة عن النيكوتين".
وقالت مكنيل إن أحد أسباب إدمان التدخين الكفاءة العالية التي ينتشر بها النيكوتين في الجسم "فتدخين سيجارة تبغ واحدة من أفضل الطرق لتوصيل النيكوتين للمخ، وأثره أسرع حتى من الحقن في الوريد". كما أن شركات صناعة السجائر تستخدم مختلف المواد الكيماوية لجعل نيكونين السجائر أكثر فاعلية وقوة".
وأضافت أن جزءاً من أبحاثها يهدف لتكريم أستاذها السابق بكلية كينجز، عالم الطب النفسي البريطاني، مايك راسل، الذي أشار منذ نحو 40 عاماً، إلى أن "الناس يدخنون للاستمتاع بالنيكوتين لكنهم يموتون بسبب القار الذي يتم وضعه داخل السجائر"، وهي فكرة ساعدت على إرساء أسس ودعائم تقنيات وسوق العلاج، باستبدال النيكوتين، ومنها علكة النيكوتين، والرقع التي توضع تحت الجلد، للمساعدة على الإقلاع عن التدخين، والبخاخات، وأخيراً السجائر الإلكترونية.
ويقول مايك دوب، أستاذ السياسات الصحية بجامعة كيرتن في أستراليا، إن بعض العلماء يشيرون إلى أن صناعة التبغ استغلت رؤية راسل، وظلت تطلق لعدة عقود وعوداً وهمية خادعة بإنتاج سجائر (لايت)، ذات محتوى أقل من المواد الضارة، الأمر الذي اجتذب المزيد من المدخنين.
وبثت وكالة رويترز للأنباء تقريراً يؤكد أن نتائج بعض الدراسات تظهر أن النيكوتين كالكافيين، يمكن أن تكون له آثار إيجابية، فهو ينشط ضربات القلب، ويزيد سرعة استجابة الجسم للإشارات الخاصة بالحواس، ويقلل التوتر، ويشحذ القدرات الذهنية للمخ.
وانطلقت بعض الدراسات لتبحث عن فوائد أوسع للنيكوتين، سواء على صعيد القدرات الذهنية للشبان، أو استيعاب مواد دراسية أصعب، وتبطئة مرض خرف الشيخوخة، وعرقلة تفاقم أعراض مرض الشلل الرعاش.
aXA6IDMuMTUuMjM5LjUwIA== جزيرة ام اند امز