عشية اجتماع "إيكواس".. النيجر تسابق الزمن والمصير في المحيط
على التوقيت المحلي في النيجر، تتحرك عقارب الساعة إلى غدٍ ملغم بالمصير، وذلك عشية اجتماع قادة جيوش "إيكواس".
فأمس الثلاثاء، أعلنت الحكومة التشادية أن رئيس البلاد محمد إدريس ديبي إيتنو، استقبل رئيس الوزراء النيجري المعين من قبل المجلس العسكري، علي لامين الزين، في إطار "زيارة عمل" يقوم بها الأخير لبلد يخضع هو الآخر للحكم العسكري منذ أبريل/نيسان 2021.
زيارةٌ تأتي عشية اجتماع يعقده قادة جيوش مجموعة دول غرب أفريقيا (إيكواس)، في غانا، غدا الخميس وعلى مدار يومين متتاليين، لمناقشة التدخل المحتمل في النيجر.
وأمس الثلاثاء، قال الرئيس النيجيري ورئيس "إيكواس" بولا تينوبو، إن الكتلة الإقليمية تحظى بالدعم في جهود قلب انقلاب النيجر واستعادة النظام الدستوري في هذا البلد، وذلك بعد الإطاحة بالرئيس محمد بازوم في 26 يوليو/تموز الماضي.
رسالة من رأس الانقلاب
الزين حمل معه رسالة من رجل النيجر الجديد الجنرال عبد الرحمن تياني، قال إنها "رسالة حسن الجوار والأخوة الطيبة" من رئيس المجلس العسكري في النيجر.
وفي تصريحات عقب الزيارة، صرح رئيس الوزراء المعين من قبل المجلس العسكري: "نحن في عملية انتقال ، ناقشنا الأمور الداخلية والخارجية وأكدنا على استعدادنا للبقاء منفتحين والتحدث مع جميع الأطراف ، لكننا نصر على استقلال بلادنا".
وكان رئيس تشاد، قد زار العاصمة النيجرية نيامي، في 30 يوليو ، بعد أربعة أيام من الانقلاب.
ووقتها، أظهرت إحدى الصور من الزيارة، الرئيس التشادي بجانب نظيره النيجري المحتجز محمد بازوم.
وأظهرت صورة أخرى للرئيس التشادي مع أحد قادة المجلس العسكري.
وسبق أن أعلنت تشاد أنها لن تشارك في أي تدخل عسكري إلى جانب "إيكواس" التي لا تنتمي إليها.
وتواصل المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا التفكير في التدخل بالنيجر، حيث وافقت الأسبوع الماضي، على نشر "قوة احتياطية لإعادة النظام الدستوري" في البلاد.
وفيما أبدت دول من المجموعة استعدادها لإرسال قوات، أكدت "إيكواس" رغبتها في استنفاد المسار "الدبلوماسي" قبل أي إجراء تُقدم عليه.
لكن المجلس العسكري في النيجر، قابل مساعي التهدئة بإثارة استياء المجموعة الاقتصادية وأطراف إقليمية ودولية، بعد إعلان عزمه محاكمة بازوم، بتهمة "الخيانة العظمى".
تصعيدٌ من قبل عسكر النيجر، رآه محللون سياسيون تحدثت إليهم "العين الإخبارية" بأنه محاولة من نيامي لامتلاك أدوات ضغط، ضد "إيكواس" والتصعيد الدولي.
وهو ما فسرته مديرة البرنامج الأفريقي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتورة أماني الطويل.
وقالت الطويل إن "تقديم بازوم للمحاكمة، محاولة لتنويع كروت الضغط لدى المجلس العسكري؛ كون تهمة الخيانة، تحتاج إلى كثير من الإثباتات".
أمريكا وروسيا على خط الأزمة
وعلى وقع اجتماعات "إيكواس"، تتزايد الأصوات المنادية بتجنب التدخل العسكري، خشية تعميق الأزمات في منطقة الساحل الأفريقي التي تشهد نشاطا للجماعات الإرهابية.
وأمس الثلاثاء، حثت واشنطن على لسان وزير خارجيتها أنتوني بلينكين، على حل الأزمة من خلال الدبلوماسية.
وصرح بلينكين للصحفيين "أعتقد أنه لا يزال هناك مجال للدبلوماسية لتحقيق هذه النتيجة".
واعتبر أن "الضغط الذي تمارسه دول كثيرة بما في ذلك من خلال إيكواس على القادة العسكريين المسؤولين عن تعطيل النظام الدستوري في النيجر يتزايد".
مضيفا "أعتقد أن عليهم أن يأخذوا ذلك في الحسبان ، وكذلك حقيقة أن أفعالهم (عسكر النيجر) عزلتهم عن المنطقة والعالم".
وبالمثل ، قال الكرملين، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعا إلى حل "سياسي ودبلوماسي سلمي" لأزمة النيجر في مكالمة هاتفية مع زعيم المجلس العسكري في مالي ، أسسيمي جويتا.