نيجيريا عاصمة النفط الأفريقي.. إرث ثقيل ينتظر الرئيس الجديد؟
نيجيريا، أكبر منتج للنفط الخام في أفريقيا بأكثر من 1.75 مليون برميل يوميا في الظروف الطبيعية، تعاني اليوم من فقدان مقومات الحياة.
واليوم السبت اتجه سكان نيجيريا -أكبر دولة في أفريقيا من حيث عدد السكان- إلى صناديق الاقتراع، حيث سيرث الرئيس المقبل الاقتصاد والدولة بكثير من الألم والضعف وفقدان كل شيء حيوي تقريبا داخل اقتصاد البلاد.
نيجيريا الأكثر فقرا في أفريقيا
اليوم، النيجيريون أكثر فقرا وأقل أمانا، وبلدهم أقل اندماجا في الاقتصاد العالمي، والمرحلة الجيوسياسية أسوأ مما كان عليه عندما تولى الرئيس محمد بخاري منصبه قبل ثماني سنوات.
ففي نيجيريا العام الماضي، لم يذهب 20 مليون طفل إلى المدرسة، وسجلت العملة أدنى مستوى لها على الإطلاق عند 470 نيرة من 410 قبل نحو عام واحد.
كذلك، فإن نصف البالغين تحت وطأة البطالة وعاطلون عن العمل، فيما انخفض إنتاج النفط -شريان الحياة للاقتصاد- إلى أدنى مستوى له منذ 40 عاما عند قرابة 1.25 مليون برميل يوميا عدا عن السرقات للخام.
منذ العام الماضي، عانت نيجيريا من نقص واسع النطاق في كل من البنزين والأوراق النقدية في الأسواق بسبب تغيير البنك المركزي أوراق عملاتها، في محاولة لرقمنة المدفوعات النقدية بعيدا عن الكاش وأقرب إلى التحويلات الإلكترونية.
نقص العملة، كان أبرز التطورات في نيجيريا هذا العام، إذ أدى إلى مشاهد فوضوية في محطات الوقود والبنوك في جميع أنحاء البلاد. واندلعت الاحتجاجات وما تلاها من حملات قمع للشرطة في المدن الكبرى.
المرشحون في الانتخابات وضعوا الاقتصاد على سلم أولوياتهم في الفترة المقبلة، في محاولة لاستعادة نسق النمو في التوظيف وخفض نسب التضخم والبطالة، وتعزيز الناتج المحلي الإجمالي.
لكن حجم التحدي هائل، مع عدم قدرة البلاد على النهوض سريعا، ففي قطاع النفط مثلا تعاني البلاد من مشاكل سرقة النفط وضعف الإنتاج بسبب الحاجة إلى الإصلاح، ومع قلة القدرة على التكرير.
يعتمد أكبر منتج للخام في أفريقيا بشكل شبه كامل على الوقود المستورد، والذي غالبا ما يشهد نقصاً في المعروض مما يضطر الناس للنوم في سياراتهم في طوابير خارج محطات الوقود.
إنفاق نيجيريا على الوقود
أنفق النيجيريون ما يقدر بنحو 14 مليار دولار العام الماضي على تزويد مولداتهم بالوقود لتعويض شبكة متداعية، والتي بالكاد تنقل طاقة كافية لمدينة أوروبية متوسطة الحجم.
وبعد ثماني سنوات عانت فيها البلاد من فترتي ركود، أصبحت نيجيريا الآن أكثر عرضة من أي وقت مضى للانهيار الاقتصادي، ويهدد انعدام الأمن بإغراق الدولة.
إذا استمرت نيجيريا -موطن واحد من كل سبعة أفارقة مع ناتج محلي إجمالي يبلغ ضعف حجم جيرانها البالغ عددهم 14 في غرب أفريقيا- في التدهور، فإن الآثار الاقتصادية المنهارة قد تتفاقم أكثر.
بالنسبة لدولة في طريقها لتصبح ثالث أكبر عدد سكان على وجه الأرض بحلول عام 2050، مع أكثر من 450 مليون شخص، فقد يكون لهذا عواقب وخيمة ليس فقط على المنطقة، ولكن على العالم بأسره.
إحدى أبرز الحملات الانتخابية للمرشحين والتي اجتمعوا عليها هي خفض دعم البنزين، وتوحيد نظام سعر الصرف المتعدد وإزالة قيود الاستيراد والعملات الأجنبية.
aXA6IDMuMTQ2LjEwNy4xNDQg جزيرة ام اند امز