انتخابات نيجيريا.. طريق الرئاسة يبدأ بـ"بصمة الوجه"
يتجه الناخبون النيجيريون، على مدار شهرين، إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس وبرلمان وحكام ولايات وسط استياء من أزمات حياتية وأمنية، ومن ارتفاع معدل التضخم إلى الهجمات المميتة التي يشنها مسلحون على المدنيين.
وشهدت نيجيريا عدة أزمات خلال فترة حكم الرئيس محمد بخاري في السنوات السبع الماضية، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
ويقول أنصار بخاري إنه بذل قصارى جهده ويسلطون الضوء على إنجازاته، مثل عمله على مشروعات البنية التحتية، ومحاولات التصدي للتطرف العنيف.
لكن حتى زوجته، عائشة بخاري، تقدمت باعتذار إلى الشعب النيجيري على الأداء الرئاسي الذي كان دون التوقعات.
وفي ضوء هذه التحديات، فإن أيا من سيفوز بالانتخابات فلن تكون مهمته سهلة.
متى الانتخابات؟
من المقرر أن تجرى الانتخابات يوم السبت الموافق 25 فبراير/شباط 2023. وحال عدم وجود فائز واضح، ستجرى جولة اقتراع ثانية في غضون 3 أسابيع.
كما تجرى انتخابات على مناصب حكام الولايات يوم السبت الموافق 11 مارس/آذار. في حين رفض رئيس لجنة الانتخابات مقترحات تأجيل الاقتراعات بسبب انعدام الأمن.
مَن المرشحون؟
يتنافس إجمالي 18 مرشحا على الرئاسة، لكن ثلاثة فقط لديهم فرصة حقيقية للفوز، وفقا لاستطلاعات الرأي.
ويخوض بولا أحمد تينوبو (70 عاما) الاقتراع الرئاسي مرشحا عن حزب "مؤتمر كل التقدميين" الحاكم.
وباشتهاره بأنه العراب السياسي لمناطق جنوب غرب البلاد، يتمتع تينوبو بقدر هائل من النفوذ، لكن تلاحقه ادعاءات الفساد واعتلال الصحة.
تينوبو ينفي بشكل قاطع اتهامات الفساد وتقارير اعتلال الصحة، في حين يقول البعض إن شعار حملته "إمي لوكان"، الذي يعني "حان دوري [لأكون رئيسا]" باللغة اليوروبية (مستخدمة في أفريقيا جنوب الصحراء)، يظهر شعورا بالاستحقاق.
أما أتيكو أبوبكر (76 عاما)، فيخوض الانتخابات الرئاسية مرشحا عن حزب المعارضة الرئيسي؛ "حزب الشعب الديمقراطي". وسبق له الترشح للرئاسة خمس مرات من قبل لكنه خسر جميع محاولاته.
وأمضى أبوبكر معظم حياته المهنية في أروقة السلطة، بالنظر إلى عمله مسؤولا حكوميا كبيرا، ونائبا للرئيس في عهد الرئيس أولوسيجون أوباسانجو، ورجل أعمال بارز.
وكما الحال مع تينوبو، واجه أبوبكر اتهامات الفساد والمحسوبية، إلا أنه أنكرها أيضا.
في المقابل، يأمل بيتر أوبي (61 عاما) المرشح القوي الثالث، في تفكيك النظام القائم على الحزبين الذي هيمن على نيجيريا منذ نهاية الحكم العسكري في 1999.
ويخوض أوبي الاقتراع مرشحا عن حزب العمال غير المعروف. ورغم أنه كان عضوا بحزب الشعب الديمقراطي حتى العام الماضي، يعتبر أوبي وجها جديدا نسبيا ويحظى بتأييد كبير على الشبكات الاجتماعية وبين الشباب النيجيري.
وشغل رجل الأعمال الثري منصب حاكم ولاية أنامبرا جنوب شرق نيجيريا في الفترة من عام 2006 إلى 2014. ويقول أنصاره إنه المرشح الوحيد الذي يتمتع بالنزاهة، لكن منتقدوه يقولون إن التصويت لصالحه سيذهب هباء، إذ لا يرجح فوزه.
مَن سيفوز؟
يرجح أن يفوز مرشح من أحد الحزبين الرئيسيين في البلد؛ أي أتيكو أو تينوبو، لكن أنصار أوبي يأملون في تحقيق مفاجأة إذا تمكن من حشد تصويت الشباب لصالحه.
وليعلن فوز مرشح بعينه بالرئاسة، يتعين عليه الحصول على أكبر عدد من الأصوات على مستوى البلاد، وأكثر من ربع الأصوات فيما لا يقل عن ثلثي ولايات نيجيريا.
وإذا لم يحقق أي من المرشحين ذلك، تُجرى جولة ثانية أو إعادة، في غضون 21 يوما، بين المرشحين الاثنين المتصدرين للتصويت في الجولة الأولى.
ملفات رئيسية
ويعتبر انعدام الأمن أحد المخاوف الرئيسية للناخبين، في بلد يشهد حاليا أزمة أمنية تتصدرها عمليات اختطاف مقابل دفع فدية، وتمرد المتشددين في أجزاء من الشمال.
ويمثل الاقتصاد الشاغل الآخر، حيث ارتفع التضخم خلال عام 2022 لأكثر من عشرة أشهر على التوالي، قبل أن ينخفض إلى 21.3% فقط وفقا لأحدث الأرقام الصادرة هذا الشهر.
وتسبب ارتفاع تكلفة المعيشة في معاناة الأسر لتلبية احتياجاتهم الأساسية، حيث وصفت وسائل الإعلام الوضع بـ"الوخيم".
وتعتبر البطالة أيضا مشكلة رئيسية، الأمر الذي يترك العديد من الخريجين وسط هالة من الخوف من المستقبل. وتظهر أحدث الأرقام الصادرة عن المكتب الوطني للإحصاء أن 33% من السكان عاطلون عن العمل، فيما تصل النسبة بين الشباب إلى 42.5%.
ووضع العديد من المرشحين تلك القضايا في مقدمة حملاتهم الانتخابية. لكن هذه المشكلات تتصاعد منذ عدة سنوات، الأمر الذي يترك بعض النيجيريين متشككين حيال قدرة من يفوز في الانتخابات على إصلاحها.
تصويت حر ونزيه!
خلال الانتخابات السابقة في نيجيريا، كانت هناك تقارير موثوقة تفيد بتزوير الساسة الاقتراع، إما بالتسبب في أعمال عنف لإبعاد الناخبين وإما باختطاف صناديق الاقتراع وملئها بأوراق مزورة.
لكن المفوضية القومية المستقلة للانتخابات تقول إن استخدام التكنولوجيا الجديدة سيساعد في ضمان تأمين صناديق الاقتراع وألا يشوبها الاحتيال أو التزوير.
وكانت هناك أيضًا حالات دفع فيها الساسة المال للفقراء للتصويت لهم، حتى داخل مراكز الاقتراع.
انتخابات أخرى
وبالإضافة إلى التصويت لانتخاب الرئيس، سيختار الشعب أيضًا ممثليهم في البرلمان، الجمعية الوطنية، بواقع 469 مشرعا يتألفون من 109 أعضاء بمجلس الشيوخ و360 عضوا بمجلس النواب.
وبعدها بأسبوعين، وبالتحديد في 11 مارس/آذار، ستُجرى انتخابات لاختيار حكام 28 ولاية من بين 36 في البلاد.
ويحتاج المواطنون للإدلاء بأصواتهم "بطاقة ناخب دائمة" صالحة، والتي تظهر التسجيل للتصويت وتثبت هوية الناخب، كما تحتوي على البيانات البيومترية للناخب، والتي تستخدم لمزيد من التحقق يوم الانتخابات.
والموعد النهائي للحصول على بطاقة ناخب دائمة هو 5 فبراير/شباط. ومن أجل الإدلاء بالصوت، يحتاج الناخبون للوصول إلى مركز الاقتراع بين الساعة 8:00 و14:00 وبحوزتهم تلك البطاقة. لكن لا يسمح للنيجيريين الذي يعيشون بالخارج بالتصويت.
وتعتبر انتخابات هذا العام مختلفة عن السابقة بسبب استخدام نظام جديد، نظام اعتماد الناخبين الثنائي (BVAS)، وهو عبارة عن جهاز أدخلته المفوضية القومية المستقلة للانتخابات عام 2021 ويستهدف وقف تزوير الانتخابات، ويتخذ شكل صندوق مستطيل صغير مزود بشاشة، ويعتبر أكثر تطورا عن أجهزة قراءة البطاقات الذكية المستخدمة في الماضي.
وتتمثل الميزة الأساسية لهذا النظام في قدرته على إجراء تحديد مزدوج للناخبين يوم الانتخابات باستخدام بصمات الأصابع وتكنولوجيا التعرف على الوجه.
النتائج
وخلال السباقين الرئاسيين الماضيين، كان الفائز يعلن بشكل رسمي باليوم الثالث بعد التصويت. لكن سيتم فرز الأصوات بمجرد انتهاء التصويت يوم السبت الموافق 25 فبراير/شباط.
وفرز الأصوات عملية طويلة وتشمل وصول جميع النتائج إلى أبوجا، بعد فرزها في عشرات الآلاف من وحدات الاقتراع بشتى أنحاء البلاد.
aXA6IDMuMTIuMTIzLjQxIA== جزيرة ام اند امز