صلاة القيام.. الوقت والكيفية وعدد الركعات وجواز الجمع مع التراويح
تعد صلاة القيام سُنة مؤكدة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، خاصة في شهر رمضان المبارك، كما أن لها شأنًا عظيمًا في تثبيت الإيمان، وإليكم تفاصيل أدائها بالوقت والطريقة الصحيحة.
يستحب أن تبدأ صلاة القيام في اللّيل بركعتين خفيفتين ثم تُكمَّل الصّلاة ركعتين ركعتين لما ورد عن رسول الله، فعَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ رضي الله عنه قَالَ:
"صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَهُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَهُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَهُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ هُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ أَوْتَرَ، فَذَلِكَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً"، وبذلك تُصلى صلاة القيام رَكعتين رَكعتين.
صلاة القيام
تأتي صلاة القيام في جوف الليل من السنن المؤكدة، التي تعد من العبادات والنوافل المحببة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد لفريضة صلاة الليل".
ويُفضل عند أداء صلاة القيام أن يختم صلاته بأداء الوتْر، لقول النبيّ عليه الصلاة والسلام:
"اجْعَلُوا آخِرَ صَلَاتِكُمْ باللَّيْلِ وِتْرًا".
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطيل السجود في صلاة قيام الليل، فقد روت أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها:
"أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يُصَلِّي إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، كَانَتْ تِلكَ صَلَاتَهُ -تَعْنِي باللَّيْلِ- فَيَسْجُدُ السَّجْدَةَ مِن ذلكَ قَدْرَ ما يَقْرَأُ أحَدُكُمْ خَمْسِينَ آيَةً قَبْلَ أنْ يَرْفَعَ رَأْسَهُ".
وتعتبر من العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، فيمحو الله بها السيئات ويعفو ويصفح، غير أنها سكينة للنفس وراحة للقلب، ويُذكر إن الله تعالى مدح عباده مِمَنْ يقومون في جوف الليل بقوله تعالى في سورة السجدة: "تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ".
عدد الركعات
ليسَ لصلاةِ قيام الليل عددٌ مخصوصٌ من الركعات؛ لقول النبي، صلى الله عليه وسلم: "صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا رأيت أن الصبح يدركك فأوتر بواحدة، فقيل لابن عمر: ما مثنى مثنى؟ قال: أن تسلم في كل ركعتين".
من الأفضل أن يقتصر عدد الركعات على إحدى عشرة ركعة؛ أو ثلاث عشرة ركعة، وهذا فعل النبيّ عليه الصّلاة والسّلام، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي ما بين أن يفرغ من صلاة العشاء إلى الفجر إحدى عشرة ركعة يسلِّم بين كل ركعتين ويوتر بواحدة".
أما مواعيد صلاة القيام فهي تبدأ بعدَ انتهاء صلاةِ العشاء إلى طلوع الفجر الثّاني، ويُفضّل أن تكونَ في الثّلث الأخير من اللّيل كما جاء في الحديث الصّحيح إذ يقول النّبي عليه الصّلاة والسّلام:
"أحَبُّ الصّلاة إلى الله صلاة داود عليه السّلام، وأحَبُّ الصّيام إلى الله صيام داود، وكان ينام نصف اللّيل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه، ويصوم يومًا ويُفطر يومًا".
كيفية صلاة قيام الليل بالتفصيل والدعاء
تكون صلاة القيام على هيئة ركعتين، ويمكن قراءة ما تيسر من القرآن الكريم مع الإكثار من الصلاة على النبي والدعاء، فقد روي عن عبدالله بن عباس أن رسول لله صلى لله عليه وسلم كان إذا صلى في جوف الليل يقول:
"اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض ولك الحمد أنت قيوم السماوات والأرض ولك الحمد أنت رب السماوات والأرض ومن فيهن أنت الحق وقولك الحق ووعدك الحق ولقاؤك حق والجنة حق والنار حق والساعة حق اللهم لك أسلمت وبك امنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت فاغفر لى ماقدمت وأخرت وأسررت وأعلنت أنت إلهى لا إله الا أنت".
صلاة قيام الليل كم ركعة؟
يمكن صلاة القيام بأي عدد ركعات، ولكن يجب أن تكون ركعتين ركعتين، فقد ورد عن الله عز وجل في وصفه لعباده من يقومون الليل ويخصصون وقتا من الليل لذكر الله والصلاة على النبي في قوله تعالى في سورة الذاريات:
"كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ، وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ".
طريقة صلاة قيام الليل ووقتها
وعلى حسب دار الإفتاء المصرية، فإن الطريقة المُثلى عند صلاة القيام هي مثنى مثنى، وعند الانتهاء تصلي ركعتي الشفع وركعة الوتر مع الدعاء بالأدعية الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم، كما يجوز الدعاء بما تشاء وبأي صيغة تفضلها.
يكون وقت صلاة قيام الليل من بعد صلاة العشاء وحتى صلاة الفجر، فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"إذا مضى شطر الليل، أو ثلثاه، ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا، فيقول: هل من سائلٍ يعطى؟ هل من داعٍ يستجاب له؟ هل من مستغفرٍ يغفر له؟ حتى ينفجر الصبح".
كيف تصلي قيام الليل والشفع والوتر؟
يكون لكل عدد ركعات من صلاة القيام فضل عند الله عز وجل، بالإضافة إلى صلاة ركعتي الشفع وركعة الوتر. فقد ورد عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المُقَنْطِرين".
تعتبر صلاة القيام من أفضل الأعمال التي وردت في السنة النبوية، حيث يكون الدعاء في جوف الليل مُستجاب. لهذا يجب الحرص على أدائها والالتزام بها مع ذكر الله عز وجل والصلاة على النبي والدعاء بما تشاء ليستجيب الله لدعائك.
هل يجوز جمع صلاة التراويح مع القيام؟
فور أن يأتي شهر رمضان الكريم، نستعد جميعا لصلاة التراويح بعد صلاة العشاء، ولكن هل تختلف صلاة القيام عن صلاة التراويح؟
أجاب الفقهاء بأن صلاة التراويح هي صلاة القيام ولا اختلاف بينهما، وأن صلاة التراويح والقيام هما اسمان لنفس العبادة، وتعتبر الصلاة في جوف الليل عملا مستحبا في رمضان وله أجر عظيم.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"من قام رمضان إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنب".
ووفق دار الإفتاء المصرية، فهناك روايات صحيحة متعدد تشير إلى أن النبي الكريم كان يصلي التراويح ثماني ركعات أو عشرا أو اثنتي عشرة ركعة، وأشار الفقهاء إلى الصلاة عشرين ركعة، وتظل عدد الركعات متروكة لقدرة المسلم نفسه.