رسالة مثيرة عمرها عقود.. هل تنبأ نيكسون بحرب أوكرانيا؟
منذ ما يقرب من ثلاثة عقود، يبدو أن الرئيس الأمريكي الراحل ريتشارد نيكسون قد تنبأ بالحرب المستعرة بين روسيا وأوكرانيا.
هذا ما كشفت عنه رسالة رفعت عنها السرية مؤخرا، وفقا لما ورد في صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية.
فقبل شهر من وفاته في أبريل/نيسان 1994، كتب الرئيس الأمريكي الـ37 رسالة إلى الرئيس آنذاك بيل كلينتون، أعرب فيها عن قلقه بشأن تدهور الوضع في عهد الرئيس الروسي الراحل بوريس يلتسين، في رسالة وُصفت بأنها "مشورة حكيمة" بشأن روسيا.
في تلك الرسالة المؤلفة من سبع صفحات، والمؤرخة عام 1994، أبلغه بما رآه خلال جولته التي استمرت أسبوعين لروسيا وأوكرانيا، محذراً من اندلاع صراع حاد بين البلدين.
أخبر نيكسون، الذي كان يبلغ من العمر 81 عاماً وأول رئيس أمريكي يزور العاصمة الروسية، كلينتون أن "الديمقراطية الروسية في عهد الرئيس بوريس يلتسين في خطر".
وكتب: "بصفتي من أوائل مؤيدي يلتسين في هذا البلد وكواحد لا يزال معجبا به لقيادته في الماضي، فقد خلصت على مضض إلى أن وضعه تدهور سريعا منذ انتخابات ديسمبر/كانون الأول، وأن أيام قيادته التي لا جدال فيها لروسيا باتت معدودة".
وأشار إلى "نوبات الشرب" التي يعاني منها يلتسين، و"فترات الاكتئاب المتكررة، وعدم قدرته على الوفاء بالتزاماته تجاه القادة الغربيين".
وفي هذا الصدد، حذر نيكسون كلينتون من أن قيادة يلتسين معدودة، وأن المد القومي والشعبوي في روسيا يمكن أن ينتج مرشحا موثوقا للرئاسة.
لم يكن الرجل يعلم أنه بعد خمس سنوات فقط سيصعد فلاديمير بوتين إلى السلطة.
كما حذر نيكسون من أن العلاقات بين روسيا وأوكرانيا يمكن أن تنقطع بشكل خطير، وأن الوضع في الأخيرة "شديد الانفجار".
وعلاوة على ذلك، نصح كلينتون بالحفاظ على علاقة قوية مع يلتسين وخلفائه، وتعزيز التمثيل الدبلوماسي الأمريكي في كييف.
بعد سنوات، يتذكر كلينتون نصيحة ونبوءة نيكسون حول تدهور العلاقات بين روسيا وأوكرانيا، وأن شخصا مثل الرئيس فلاديمير بوتين سيصل إلى السلطة.
كما أن نصيحته لتقوية التمثيل الدبلوماسي الأمريكي في كييف وتطوير العلاقات مع الخلفاء المحتملين ليلتسين لها أهمية أيضا. بحسب ما ورد في المصدر نفسه.
يُذكر أن ريتشارد نيكسون لعب دورا حاسما في تشكيل العلاقة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي خلال الحرب الباردة.