بالصور.. نساء من كوريا الشمالية للبيع والتصدير
فضحية "عبودية" جديدة عبر الحدود الكورية-الصينية
تنتشر تجارة العرائس أو بيع نساء كوريا الشمالية إلى رجال صينيين من أجل الزواج عبر الحدود الكورية الصينية منذ منتصف التسعينيات
بينما العالم لم يزل تحت وقع فضيحة العبودية والاتجار بالبشر في ليبيا، كشف الإعلام الأمريكي عن واقعة أخرى هي تجارة العرائس أو بيع نساء كوريا الشمالية إلى رجال صينيين من أجل الزواج عبر الحدود الكورية الصينية منذ منتصف التسعينيات حينما ضربت البلاد مجاعة هائلة قتلت مئات آلاف الأشخاص.
ويخدع الوسطاء هؤلاء السيدات بإغرائهن بفرص عمل في الصين، وبمجرد وصولهن إلى هناك يقومون ببيعهن في 3 قرى حدودية إلى رجال صينيين، لاسيما الفقراء منهم، حيث يصارعون من أجل العثور على زوجات جزئيا بسبب سياسة بكين الملزمة بولادة طفل واحد والتي أدت إلى إجهاض كثير من الأجنة، ويقدر عدد الهاربات من كوريا الشمالية بـ13 من أصل 15 في القرية الواحدة.
وفي تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست نقلا عن وكالة أسوشيتد برس الأمريكية، روت قصة إحدى نساء كوريا الشمالية اللاتي تم إغراؤها منذ 11 عاما بتوفير عمل لها عبر الحدود الكورية الصينية، لكن بدلا من ذلك تم الاتجار بها وبيعها إلى مزارع صيني عاجز.
وخلال هذه السنوات، عاشت تلك السيدة التي طلبت أن يكتب اسمها S.Y ، في رعب مستمر من أن تلقي الشرطة الصينية القبض عليها وتقوم بترحيلها إلى بلدها الأصلي كوريا الشمالية حيث السجن والتعذيب.. فضلا عن صراعها مع سخرية الجيران الذين يعتبرونها دخلية ويصفونها بالدجاجة التي تم شراؤها لتبيض، هذا بالإضافة إلى شعورها بالندم والحزن لأنها اضطرت إلى هجر أطفالها في كوريا الشمالية.
ويبيع زوجها، 55 عاما وأقاربه الخنازير والذرة من أجل الدفع إلى الوسطاء لتفقد أطفال S.Y. في كوريا الشمالية. ويقول زوجها:" شعرت بالراحة عندما قابلتها لأول مرة، لكنني رجل عاجز واعتقدت أن هذا ربما يكون غير منصف بالنسبة إليها، ربما كانت تقابل زوجا أفضل مني".
ومثل S.Y. توجد كثير من الكوريات الشماليات اضطررن إلى هجر أبنائهن في موطنهم الأصلي، مثل الأرملة القادمة من مدينة بالقرب من العاصمة بيونج يانج وبيعت إلى زوجها الصيني مقابل 14 ألف يوان أو 2100 دولار. وبالرغم من أن زوجها الجديد يعاملها بطريقة حسنة ورزقا بطفلة، إلا أنها غير قادرة على نسيان أطفالها في كوريا الشمالية الذين لم ترهم منذ عام 2006.
لكن لا يعرف الكثير عن معاناة هؤلاء السيدات، لأن معظمهن لا يقبلن بإجراء مقابلات أبدا، وفي تقرير وصفته بالحصري، تحدثت أسوشيتد برس مع 7 سيدات تم الاتجار بهن، بالإضافة إلى 3 أزواج صينيين.
وتعيش هؤلاء السيدات بطريقة غير شرعية في الصين، ولا يتزوجن أزواجهن رسميا أبدا، وبالتالي لا يحصلن على الإعانات الطبية والاجتماعية اللازمة، وبعضهن يمضي قدما مع عائلته الجديدة ويعيش راضيا بحياته في الصين، في حين تتعرض أخريات إلى عنف من قبل أزواجهن أو تجاهل أو سخرية من أقربائهن وجيرانهن الجدد، في الوقت الذي خاطرت مجموعة أخرى برحلة إلى كوريا الجنوبية، مجبرات على ترك أبنائهن أيضا لكن هذه المرة في الصين.
وبالنسبة للعرائس الكوريات اللاتي يردن الفرار من المدن الصينية، تعتبر كوريا الجنوبية خيارا مغريا بسبب وعود المواطنة وأموال إعادة التوطين وشقق تقريبا مجانية وعدم وجود مشكلات باللغة.. لكن الوصول إلى هناك يتطلب رحلة خطيرة وثقة في الوسطاء.. وبعض السيدات يكذب على أزواجهن بأنهن سيعدن بعد جمع الأموال في كوريا الجنوبية، وأخريات يهربن في منتصف الليل بدون علم أزواجهن.
ويعاني الأطفال الذين تركوا في كوريا الشمالية أيضا من وصمة عار بسبب هرب أمهاتهن واختفائهن المجهول.
ولم ترد السلطات الصينية بما فيها وزارة الأمن العام في بكين والشرطة الصينية في 3 محافظات قريبة من كوريا الشمالية، على طلبات التعليق حول كارثة الاتجار بالعرائس من الوكالة الأمريكية.. متحدث باسم وزارة الخارجية فقط أرسل ردا مكتوبا قال فيه إن الصين تعمل على محاربة الاتجار بالنساء والأطفال خلال السنوات الأخيرة عبر تعزيز القوانين والجهود..