استقرت أوضاع الداخل الإثيوبي بعد عامَي اضطرابات انتهيا باتفاق سلام في جنوب أفريقيا، مرورًا بالاتفاق العسكري الموقع في العاصمة الكينية.
وبموجب عملية تفاوضية طويلة، كانت هنالك رحلات مكوكية بين دول أفريقية وغربية وبين العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، ومدينة مقلي، عاصمة إقليم تيغراي، الذي شهد أحداث الاضطرابات، التي اعتُبرت الأسوأ خلال عقد مضى، وقد تكللت هذه التحركات الإقليمية والدولية بالنجاح لدعم جهود السلام في إثيوبيا.
وقد وجد السلام الإثيوبي قبولا لدى المنظمات الإقليمية والدولية، وفي الداخل الإثيوبي بالطبع، إذ كانت عملية السلام هي الأكثر ترحيبا وقبولا لدى مواطني إثيوبيا جميعا.
وقد عادت الخدمات لإقليم تيغراي، وتغلب الإثيوبيون على محاولات الهدم والتفرقة، لكن الجميع اتفق على إعلاء صوت السلام، الذي أنتج نوعا من الاستقرار والارتياح لدى الشارع الإثيوبي.
ويدعو الخبراء المهتمون بالملف الإثيوبي إلى تطبيق نموذج السلام، الذي وُقّع بين الحكومة الإثيوبية وبين جبهة تحرير تيغراي، في بقية مناطق أوروميا، ليعم السلام الداخل الإثيوبي.
وقد وجدت الخطوات، التي أقدمت عليها الحكومة والجبهة من أجل سلام يخرج بإثيوبيا وشعبها إلى بر الأمان والاستقرار، قبولا ودعما مجتمعيا كبيرا في الداخل، وارتياحا من قبل الدول المجاورة، التي تضررت جراء أحداث الاضطرابات، حيث بذلت دول الجوار جهودا دبلوماسية كبيرة، باستقبال وفود لإجراء مفاوضات، ودعم ومراقبة العملية السلمية، وقد أشاد الجميع بهذه الجهود، مثمّنين أن طرفَي الخلاف عمِلا بإيمان تام من أجل مصلحة الشعب الإثيوبي.
وإلى هنا، لم يبق للإثيوبيين إلا النظر إلى الأمام والمستقبل ومصالح الشعب الاقتصادية والسياسية، والتأكيد أن النزاعات والاضطرابات لا تخلف إلا ضحايا وخسائر وتعطيلا لحركة التنمية في الدولة الأفريقية، التي كانت تشهد نموا كبيرا خلال السنوات العشر الماضية، يجدر به أن يعود ويتواصل.. لذا آن للجميع أن يرعوا السلام ومبادئ البناء من أجل مستقبل أكثر استقرارا وإشراقا.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة