«نوبل» و«الساكورا».. هدايا اليابان لترامب في زيارة حافلة
بـ«ترشيح لجائزة نوبل» و«هدية من أشجار الكرز» تحمل عبق التاريخ ومعاني التحالف.. هكذا احتفت رئيسة وزراء اليابان ساناي تاكايشي بزيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وتبادل ترامب، الثلاثاء، في طوكيو مع رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايشي رسائل الود، حيث أكد أنّ الولايات المتّحدة هي حليف "على أعلى مستوى" لليابان.
وقال ترامب في مستهلّ اجتماع مع تاكايشي "لطالما كان لديّ حبّ كبير واحترام عميق لليابان. أريد أن أؤكّد لكم أنّ هذه ستكون علاقة مميزة، نحن حليف على أعلى مستوى".
من جهتها، أكدت تاكايشي أنها تريد «عصرا ذهبيا جديدا» للعلاقات اليابانية-الأمريكية، في وقت تواجه فيه اليابان تصاعد القوة العسكرية لجارته الصين.
ترشيح نوبل.. «هدية رمزية»
وأعلن البيت الأبيض أنّ رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايشي أعربت عن رغبتها في ترشيح الرئيس ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام.
وكانت قناة «إن.تي.في» اليابانية كشفت أن رئيسة الوزراء ساناي تاكايشي تستعد لترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام، في خطوة رمزية تعكس متانة العلاقة السياسية بين الجانبين.
وذكرت القناة أن تاكايشي تقوم بالترتيبات الرسمية لإبلاغ الرئيس الأمريكي بهذه النية خلال الزيارة الحالية.
ويُعدّ هذا الترشيح تتويجًا لمسار شخصي وسياسي جمع بين ترامب وتاكايشي منذ توليها رئاسة الحزب الليبرالي الديمقراطي، إذ لطالما اعتبرت تاكايشي سياسات ترامب نموذجًا في «الاستقلالية الاقتصادية» و«إعادة الاعتبار للسيادة الوطنية».
وتأتي المبادرة في وقت يواصل فيه ترامب تعزيز حضوره الدولي عبر سلسلة من اللقاءات مع حلفاء آسيا، تمهيدًا لقمة «آبيك» التي يُتوقع أن تشهد عودة قوية للدبلوماسية الأمريكية في المنطقة.
«دبلوماسية الساكورا»
ولم تكتفِ تاكايشي بالرمزية السياسية، بل أهدت ترامب 250 شجرة كرز «ساكورا» بمناسبة الذكرى الـ250 لتأسيس الولايات المتحدة — هدية محمّلة بمعانٍ تتجاوز الزينة والبروتوكول إلى عمق الذاكرة الدبلوماسية بين البلدين.
وقالت تاكايشي خلال اللقاء إن اليابان «تحتفي بصداقة تمتد لأكثر من قرن»، فيما رد ترامب بإعجاب واضح قائلاً إنها «ستكون إحدى أعظم رؤساء الوزراء في التاريخ».

كما أعلنت أن عروض الألعاب النارية من محافظة أكيتا ستُضيء سماء واشنطن في الرابع من يوليو/تموز 2026، احتفاءً بمرور ربع ألفية على استقلال الولايات المتحدة.
«هدية تحمل قرنًا من الدبلوماسية»
الهدية الجديدة تستعيد ذكرى عام 1912، حين أهدت طوكيو واشنطن نحو 3700 شجرة ساكورا زُرعت حول حوض المد والجزر قرب نصب جيفرسون التذكاري، لتصبح منذ ذلك الحين رمزًا دائمًا للصداقة اليابانية–الأمريكية.
وقد جُدد هذا التقليد عام 2024 حين أعلن رئيس الوزراء السابق فوميو كيشيدا عن تبرع بـ250 شجرة جديدة عقب أعمال ترميم في محيط الحوض البحري.
وقال مسؤول أمريكي آنذاك إن «أهم هديتين في تاريخ الولايات المتحدة جاءتا من الخارج: تمثال الحرية من فرنسا، وأشجار الساكورا من اليابان».
اليوم، تعيد تاكايشي هذا التقليد إلى الواجهة، لتتحول الساكورا إلى رمز ناعم لصلابة التحالف الأمريكي–الياباني، ورسالة سياسية مغلّفة برائحة الزهر.
«الساكورا».. فلسفة الجمال العابر
وفي الثقافة اليابانية، تمثل زهور الساكورا أكثر من مجرد مشهد طبيعي؛ إنها رمز للحياة المتجددة والجمال الزائل، تعكس فلسفة «هانامي» التي تحتفي بلحظة الفناء بوصفها جزءًا من اكتمال الوجود.
كل ربيع، يحتشد اليابانيون تحت الأشجار لمشاهدة تفتح الزهور، في طقسٍ يمزج بين التأمل والجمال والروح الوطنية، ما جعل الساكورا أحد أقوى أدوات «الدبلوماسية الثقافية» في التاريخ الحديث.
ومثلما استخدمت الصين «دبلوماسية الباندا»، باتت اليابان تستخدم «دبلوماسية الساكورا» لتقديم وجهها الناعم إلى العالم، حيث تمتزج الوداعة بالجاذبية، والرمز بالرسالة.
حقيبة غولف ومضرب
ولولعه برياضة الغولف أهدت رئيسة وزراء اليابان ترامب حقيبة غولف موقعة من اللاعب الياباني هيديكي ماتسوياما.
إضافة إلى المضرب الخاص برئيس الوزراء الراحل شينزو آبي.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNTgg
جزيرة ام اند امز