حاول تنظيم الإخوان الإرهابي ممارسة ألاعيبه المفضوحة لزعزعة أمن واستقرار مصر، عبر إثارة أكاذيب ودعوات الخروج يوم 11 نوفمبر 2022.
تزامنت الدعوات الإخوانية الخبيثة مع انعقاد مؤتمر المناخ COP27 على أرض مصر بمدينة شرم الشيخ، لكن النيّات الإخوانية أراد لها شعب مصر الفشل كالمعتاد، ولم يخرج أحد مع فوضاهم، أو كما يقول المصريون بلهجتهم: "ماحدش خرج".
أرادت جماعة الإخوان الإرهابية عبثًا إحراج الدولة المصرية أمام المجتمع الدولي، حين اختاروا التحريض على الفوضى بالتزامن مع مؤتمر المناخ، الذي يحضره نحو 10 آلاف مدعو، بينهم أكثر من 120 من قادة الدول، إلا أن الشعب المصري، الذي أسقط حكم جماعة الإخوان الإرهابية في 30 يونيو 2013، هو من أفشل التحريض الإخواني، ما يؤكد سقوط فكر الإخوان بشكل نهائي على المستوى الشعبي.
لم يكن الحراك الإخواني الأخير وليد مصادفة، بل جاء بتوافق من قيادات الجبهات الإخوانية الثلاث، المتمثلة في "جبهة محمود حسين"، و"جبهة محيي الدين الزايط"، الذي خلف إبراهيم منير، المتوفَّى مؤخرا، بالإضافة إلى ما يسمى "تيار التغيير" أو "الكماليون"، عبر محاولة دفع القوى المدنية والشعبية للمواجهة مع الدولة، ثم استغلال الفوضى لصالح أهداف التنظيم الإرهابي، لكن رصيد الفشل الإخواني زاد رغم هذه المؤامرات التي يحيكها ضد الشعب المصري.
كذلك أطلق الإخوان قناتين فضائيتين مع دعوات الفوضى في 11 نوفمبر، بالإضافة إلى عمل كتائب الإخوان الإلكترونية من حشد للتظاهر... كل هذه الجهود الآثمة راحت أدراج الرياح، فقد وُلدت فاشلة، فلا يمكن تجاهل أي عاقل لنجاحات مصر التنموية تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لذا لم تتمكن أي كلمات تحريض من التأثير في الشعب المصري الواعي.. ما اضطر الإخوان إلى استخدام فيديوهات قديمة تعود لعام 2011، لادعاء خروج المصريين معهم إلى الميادين والشوارع.
إنها حالة تداعٍ وانهيار للتنظيم الإرهابي الفاشل، والفشل هنا ليس فقط مرتبطا بتخبط التنظيم وصراعاته الداخلية، بل بنجاحات الجمهورية الجديدة في مصر، في مختلف المجالات الاقتصادية، ما أعطى المصريين الثقة بالقيادة التي حققت نتائج ملموسة، والوعي للتصدي لأدوات الهدم، التي تُستخدم ضد نهضة وازدهار مصر، بالإضافة إلى نجاح منظومة العمل الأمنية المصرية، التي تمكنت من القضاء على المخططات العدائية، بما فيها جذور التنظيم الإرهابي، وخلاياه النائمة، ما أفقد التنظيم القدرة على التحرك في الداخل المصري.
من الممكن تلخيص الفشل الإخواني في أسباب داخلية مرتبطة بالعمق التنظيمي، فمن الواضح أن الصراع بين أجنحة الإخوان على النفوذ والقيادة، والانشقاقات، أدت إلى التأثير في مركزية القرار، وفِقدان السيطرة على عناصر التنظيم، الذين لم يستجيبوا لقياداتهم في الخارج، بسبب الخلاف المتأجج بين الأجنحة الثلاثة للجماعة الإرهابية.
لقد صُدم الإخوان بردة الفعل الشعبية، وحالة الوعي الكبيرة لدى المصريين، المنتبهين لأساليب التنظيم عبر خلاياه الإلكترونية، وبادلوا هذه الحملات الممنهجة التجاهلَ والسخرية، والقيام بحملات مضادة للاصطفاف خلف القيادة المصرية، في دلالة على أن الخطاب التحريضي اصطدم بوعي شعبي جارف، ولم يلقَ استجابة لدى المصريين، ما يعكس فِقدان الإخوان كل مصداقية، في مؤشر على تفكك التنظيم ونهايته.
انكشف غدر الإخوان أمام الشعوب العربية الواعية بتكتيكات التنظيم الإرهابي الطامح للوصول إلى السلطة، عبر دغدغة عواطف الشعوب بأكاذيب ومبالغات، والتستر خلف الدين لهدم الأوطان، مع تجاهل إنجازات الدول التنموية الهادفة لبناء الإنسان.. فالإخوان لا يؤمنون بالدولة، بل يعتبرون جماعتهم ومرشدها هما الدولة بالنسبة لهم.. لذلك، فمن الضرورة بمكان أن يستمر الوعي الشعبي في مواجهة آلة الإخوان التحريضية، مع وضع حد نهائي على المستوى الإقليمي والدولي لتنظيم الإخوان الإرهابي، الذي بات "المحرض الأول" على الإرهاب والتطرف في المنطقة والعالم.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة