نوماتيمبا تامبو: COP28 منصة لدعم حقوق دول الجنوب في قضايا المناخ
أشادت نوماتيمبا تامبو، المفوضة السامية السابقة لجنوب أفريقيا لدى المملكة المتحدة، بمواقف دولة الإمارات الداعمة لقضايا المناخ.
جاء ذلك في مقال لها على موقع بيزنس داي Business day، حيث أشارت إلى أهمية أن تحظى دول الجنوب بمزيد من الدعم لمواجهة التداعيات المناخية.
وقالت تامبو، إن خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ (C3S) التابعة للاتحاد الأوروبي أصدرت تقريرًا يؤكد أن موسم يونيو/حزيران- أغسطس/آب 2023 كان الأكثر حرارةً على الإطلاق على مستوى العالم، مشيرةً إلى أن التقارير الرسمية تشير إلى أن درجات الحرارة العالمية سوف تستمر في الارتفاع، لذلك فإنه لا بد من الاستجابة للدعوات العاجلة للعمل مع مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) والمنعقد في مدينة إكسبو دبي خلال الفترة من 30 نوفمبر/تشرين الثاني إلى 12 ديسمبر/كانون الأول المقبل. حيث إنه من الأهمية بمكان أن يتم دعم دول الجنوب بالتمويل والأدوات التي يحتاجها، لتسريع التحول في مجال الطاقة. ويحظى الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، رئيس مؤتمر الأطراف COP28 بالاهتمام ويُعد أحد أكثر رؤساء مؤتمر الأطراف صوتًا وتأثيراً في السنوات الأخيرة. والأهم من ذلك، أن كلماته مدعومة بالأفعال.
وأشارت تامبو إلى أن الدكتور سلطان الجابر، هو رئيس إحدى أكبر شركات الطاقة المتجددة في العالم، "مصدر"، التي استثمرت مبالغ هائلة في مشاريع الطاقة النظيفة في جميع أنحاء الكوكب. ولا يمكن إنكار أن الدكتور سلطان الجابر شخصية رئيسية في جلب صناعة النفط والغاز إلى طاولة المفاوضات، حيث دعا مرارا وتكرارا منتجي الوقود الأحفوري إلى التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري مع تعزيز تخزين الكربون. وفي حديثه مؤخراً في قمة المناخ الأفريقية في نيروبي، أعلن الدكتور سلطان الجابر عن تعهد بقيمة 4.5 مليار دولار لتمويل مشاريع المناخ الأفريقية، مع التركيز بشكل خاص على استثمارات الطاقة النظيفة.
ولفتت تامبو إلى أنه من المأمول أن يحفز هذا الاستثمار مبلغًا إضافيًا قدره 12.5 مليار دولار من التمويل من مصادر متعددة الأطراف وعامة وخاصة، وهي أموال مطلوبة بشكل واضح إذا أردنا تحقيق انتقال القارة نحو حلول أكثر استدامة للطاقة. ويجب أن يكرر المجتمع الدولي مثل هذه التطورات الإيجابية كأولوية، وهو ما تم تسليط الضوء عليه مرارا وتكرارا في خطابات القادة خلال الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة وقمة مجموعة العشرين في نيودلهي.
وأبدت تامبو تأييدها لدعوة دولة الإمارات لمضاعفة قدرة الطاقة المتجددة 3 مرات، وزيادة كفاءة الطاقة وزيادة إنتاج الهيدروجين لمساعدة التنمية المستدامة وتحقيق الأهداف المناخية الحيوية، بما يتماشى مع اتفاقية باريس. ومع ذلك، تظل مسألة التمويل نقطة نقاش إشكالية حيث كشفت العديد من الدول عن عدم استعدادها لدفع مبالغ كبيرة لمساعدة دول الجنوب على التعامل مع القضايا التي يسببها دول الشمال العالمي في المقام الأول.
وذكرت أنه من الضروري أكثر من أي وقت مضى أن تحصل الدول النامية على مقعد بارز على الطاولة في مداولات المناخ. خاصة أن دول الجنوب أكثر تعرضا بشكل غير متناسب للتأثيرات الضارة الناجمة عن تغير المناخ. وفي نهاية المطاف، كان الاعتراف الدولي بهذه الحقيقة بمثابة الأساس للتعهد الأصلي بتمويل المناخ في عام 2009.
وأشارت إلى أنه من المرجح أن يكون التمويل المناخي للدول النامية سمة أساسية للمناقشات في قمة COP28 التي ستُعقد في دبي الشهر المقبل. وقد برز هذا الموضوع بشكل واضح خلال المناقشات التي جرت في نيويورك قبل بضعة أسابيع، خاصة وأن الدول المتقدمة لم تف بعد بوعدها بتوفير 100 مليار دولار سنويا لتمويل مساعدة الدول الناشئة. وخلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول، كما هي الحال في كل تجمع سنوي يعقد في نيويورك، أشار أغلبية القادة إلى قضية تغير المناخ. ومع ذلك، فإن هذه المرة كان هناك شعور أكبر بالإلحاح مما كان عليه في السنوات السابقة، على الأرجح نتيجة للتطورات الجيوسياسية الأخيرة مثل توسع مجموعة بريكس.
- بنك الأمم المتحدة للتكنولوجيا: 26 مليار دولار تدفقات استثمارية للبلدان الأقل نمواً
- معرض صُنع في السعودية.. الطريق لاكتشاف أفضل الفرص في قطاعات الصناعة
وقالت تامبو في مقالها، إننا نشهد الآن دولاً نامية تقف جنباً إلى جنب، ليس للدعوة إلى التغيير، بل للمطالبة به بطريقة موحدة إلى حد لم نشهده من قبل. ومن خلال تجميع الخطابات والموارد والرؤى، وقد أصبح قادة العالم الآخرون مجبرين الآن على التحرك. وبعد قمة المناخ الأفريقية في نيروبي، دعا الزعماء الأفارقة لإيجاد طرق أكثر عدالة لتمويل استجابة العالم لتغير المناخ وانتقدوا الدول الأكثر ثراءً لعدم وفائها بتعهداتها السابقة.
وذكر المقال أنه ليس سراً أن الوقت ينفد أمام العالم للوفاء بالتزاماته المتعلقة بتغير المناخ. إن أفريقيا، القارة التي تتمتع بأسرع نمو سكاني في جميع أنحاء العالم، والتي تُعد موطنًا لأسرع الاقتصادات نموًا وفقًا للعديد من المقاييس، تتلقى 12٪ فقط من التمويل الذي تحتاجه لمعالجة تغير المناخ. وبالإضافة إلى ذلك، فإن أفريقيا لا تزال الأكثر تضرراً، بما في ذلك الجفاف والظواهر الجوية القاسية. وتضم أفريقيا نحو 60% من موارد الطاقة الشمسية في العالم، ومع ذلك لا تملك سوى 1% فقط من القدرة على الاستفادة من هذه الطاقة. وقد أوضحت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا) إمكانات الطاقة الخضراء في القارة ونقص الاستثمار بها حتى الآن.
وشددت تامبو في مقالها على أن ما تحتاج إليه دول الجنوب هو المزيد من العمل، والأهم من ذلك، المزيد من الاستثمار من ذلك النوع الذي توفره دول مثل دولة الإمارات العربية المتحدة. ذلك أن زيادة الاستثمار الأخضر ستخلق فرص عمل، وتحفز النمو الاقتصادي، وتساعد الدول على التكيف مع تغير المناخ والتخفيف من آثاره، وتمهد الطريق في نهاية المطاف لنجاح الأجيال القادمة. وبينما تستعد الدول الأفريقية للضغط من أجل توسيع مظلة الاقتراض الخاصة من صندوق النقد الدولي، ويبدو أن دولة الإمارات العربية المتحدة قد بدأت العمل على مسألة إطلاق التمويل الأخضر الذي تشتد الحاجة إليه.
وعبرت تامبو عن أملها في أن يتحقق لدول الجنوب الوفاء بالتعهدات السابقة خلال قمة المناخ القادمة COP28.