رؤية سعودية منفتحة على "التكامل" مع إسرائيل.. رسالة مشروطة
فناء خلفي مشتعل بات بمثابة حجر عثرة أمام أي تطبيع محتمل للعلاقات السعودية – الإسرائيلية، استدعى تحركات أمريكية، بعد إشارة من الرياض.
إشارة مشروطة بثتها المملكة على لسان سفيرتها لدى الولايات المتحدة، الأميرة ريما بنت بندر آل سعود، قائلة إن سياسات حكومة بنيامين نتنياهو تعقد محاولات التقارب المحتمل، واصفة العمليات العسكرية المستمرة في الضفة الغربية بأنها "مروعة للغاية"، في حين أن التوسع في المستوطنات الإسرائيلية يمثل أيضًا "إشكالية".
وقالت الدبلوماسية السعودية خلال مشاركتها في مؤتمر لمركز أبحاث أمريكي بمدينة أسبن بولاية كولورادو: "لا أعتقد أن هناك أمًا إسرائيلية تستيقظ كل صباح وتحتفل بقرب الصواريخ. لا أعتقد أن هناك أمًا فلسطينية واحدة تحتفل بفقدان ابنها أو ابنتها بسبب هذا الصراع. مر وقت طويل".
رؤية متكاملة
وفي تصريحات عُدت بمثابة إشارة على نية الرياض للتطبيع، قالت السفيرة السعودية في الولايات المتحدة، إن التوصل إلى اتفاق سلام إسرائيلي فلسطيني يتماشى مع رؤية المملكة 2030.
وأضافت أن المملكة تريد "رؤية إسرائيل تزدهر بقدر ما نريد أن نرى فلسطين تزدهر"، مشيرة إلى أن الرياض تركز على الاندماج مع إسرائيل.
وأوضحت: "نحن لا نقول التطبيع، نحن نتحدث عن شرق أوسط متكامل وموحد مثل أوروبا، وكلنا فيه حقوق (..) التطبيع يعني أنك جالس هناك، وأنا جالس هنا، ونعيش معًا، لكن بشكل منفصل. والاندماج يعني أننا نتعاون، وتتعاون مصالحنا، ويزدهر شبابنا".
وبحسب الدبلوماسية السعودية، فإن "الرياض لديها مصلحة واضحة في رؤية نهاية للصراع الإسرائيلي الفلسطيني".
بينما كانت المحادثات رفيعة المستوى جارية منذ بعض الوقت، بوساطة الولايات المتحدة، اشترطت الرياض دائمًا، للسلام مع إسرائيل، حل الدولتين للقضية الفلسطينية.
تحركات كبيرة
من جانبه، قال أحمد الخزاعي، المستشار السياسي البحريني المقيم في واشنطن، إن تصريحات الأميرة أظهرت تحركات كبيرة في العلاقة، مضيفًا: "إنها الرسالة الأكثر مباشرة حتى الآن من مسؤول سعودي رفيع المستوى مثل هذا".
إلا أنه مع ذلك، قال المستشار السياسي البحريني، إنه بينما كانت التحركات من أجل الانفراج على قدم وساق، فإن أي اتفاق بين الطرفين سيكون عملية بطيئة، مضيفًا: "لن يحدث بالسرعة التي يأملها الناس وسيستغرق بعض الوقت حتى يتحقق".
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، قال هذا الأسبوع إن هناك "نافذة فرصة" لاتفاق إسرائيلي سعودي، وإننا "متفائلون للغاية بشأن إمكانية تحقيق مثل هذا الاتفاق".
في السياق نفسه، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن خلال اجتماع لمجلس العلاقات الخارجية في واشنطن الأربعاء، إنه أخبر وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين "في محادثتنا الهاتفية أمس أنه في الوقت الذي تشتعل النيران في الفناء الخلفي لإسرائيل، فإن الأمر يلقي بصعوبته علينا ولربما من المستحيل، بالنسبة لنا تعزيز الاتفاقيات الإبراهيمية أو توسيعها على سبيل المثال من خلال التطبيع مع السعودية".
aXA6IDE4LjE4OC4xMTAuMTUwIA== جزيرة ام اند امز