خصوم بيونج يانج يتبارون في إدانتها مع تحاشي الخيار العسكري
كوريا الشمالية نفذت أمس تجربة لصاروخ باليستي بلغ مداه أكثر من 900 كيلومتر
من الشرق إلى الغرب، اشتدت الضغوط على كوريا الشمالية بعد إجرائها، الثلاثاء، أحدث تجربة باليستية، لكن دون أن تظهر حتى الآن حلول عسكرية ضمن خيارات خصومها الدوليين.
وما يميز أحدث تجارب بيونج يانج، أنه لنوع جديد من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، من طراز "هواسونج-15"، بإمكانه ضرب أهداف في كل الأراضي الأمريكية.
وبحسب التلفزيون الرسمي في كوريا الشمالية، فإن هذا الصاروخ هو الأقوى على الإطلاق، وإنه حلق لمسافة 950 كيلومترا، لمدة 53 دقيقة، مع ارتفاع وصل إلى 4475 كيلومترا.
وقالت كوريا الشمالية إن برنامجها الصاروخي لن يهدد أي دولة طالما أنها لا تنتهك حقوقها السيادية.
وقبيل التجربة، قال مسؤول ياباني إن بلاده رصدت إشارات لاسلكية، تشير إلى أن كوريا الشمالية ربما تستعد لإجراء تجربة جديدة على صاروخ باليستي.
وتزامنت هذه التعليقات مع أخرى مماثلة من واشنطن، إذ نقلت وكالة رويترز عن مصدر حكومي لم تسمه أن الولايات المتحدة لديها أدلة على صحة التقارير اليابانية.
وكانت وكالة الأنباء الرسمية في الجارة الجنوبية، نقلت عن وسائل إعلام شمالية أن بيونج يانج ستصدر بيانين حول التجربة، دون مزيد من التفاصيل.
وفور الإعلان عن تجربة الصاروخ الذي أفادت تقارير بأنه وقع في المياه اليابانية، بدأت الإدانات الدولية تتوالى على خطوة بيونج يانج، المتحدية لقرارات مجلس الأمن الدولي.
ومن اليابان، قال متحدث باسم الحكومة إن رئيس الوزراء شينزو آبي والرئيس الأمريكي اتفقا على تعزيز ردهما على تجربة بيونج يانج.
وفيما أفاد المتحدث الحكومي أن الزعيمين لم يبحثا أي خيارات عسكرية، قال إنهما اتفقا على "ضرورة أن تلعب الصين دورا متزايدا" في التصدي لكوريا الشمالية.
وفي تصريحات صحفية، قال ترامب، الذي أدرج قبل أسبوع كوريا الشمالية في القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب، إن إطلاق الصاروخ لم يغير نهج بلاده تجاه كوريا الشمالية.
وأمميا، ندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريتش بأحدث تحد من بيونج يانج لقرارت منظمته، بوصفها "خرق واضح لقرارات مجلس الأمن، ويظهر تجاهلا للرؤية الموحدة للمجتمع الدولي".
ولاحقا، صرحت البعثة الإيطالية بمجلس الأمن أنه سيتم عقد اجتماع للمجلس، مساء الأربعاء، لبحث التجربة ، وذلك بعد أن أشارت تقارير إلى أن واشنطن وطوكيو طلبتا عقد اجتماع.
وفي أوروبا، كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أول المنددين بفعلة بيونج يانج، قائلا إنها "تزيد من عزمنا على زيادة الضغط على بيونج يانج، وعلى تضامننا تجاه شركائنا".
ومن أوتاوا، ودون أي ربط للأمر بتجربة الثلاثاء، أعلنت كندا أن الاجتماع المقرر لعدد من وزراء الخارجية على أراضيها، لمناقشة الأزمة الكورية الشمالية، لن يعقد إلا بعد عطلة عيد الميلاد، في أواخر ديسمبر/ كانون الأول.
وطبقا لوزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، الذي أظهر امتعاضه أيضا من التجربة الصاروخية، فإن الاجتماع الذي سيشمل نظراءه من كوريا الجنوبية واليابان ضمن 12 وزير خارجية على الأقل سيبحث "كيف يمكن للمجتمع الدولي مواجهة الخطر الكوري الشمالي على السلام العالمي".
ويجادل مسؤولون كنديون بأن بلادهم لها الأفضلية لاستضافة الاجتماع، لأنها أقل تأثرا بالأزمة، مقارنة بالولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية أو الصين.
ووسط هذه التحركات الدولية، فإن التحدي الواضح الآن أمام القوى الغربية وحلفائها الإقليمين، هو إثبات أن بيونج يانج تضع اعتبارا ولو هامشيا لقائمة العقوبات المزدحمة، الأمر الذي يشكك في فعاليتها.
وما يعقد الأمر، أن معارضة الخيارات العسكرية غير متوقف فقط عند الصين وروسيا، حلفاء كوريا الشمالية، بل تتبناه كوريا الجنوبية، مخافة أن تكون أول من يدفع الثمن النووي، بحكم الجوار.