كوريا الشمالية "تعايد" أمريكا في يومها الوطني بصاروخ يهدد "ألاسكا"
خبراء أمريكيون ربطوا بين إطلاق كوريا الشمالية بنجاح صاروخا عابرا للقارات، واحتفال أمريكا بيوم الاستقلال الوطني
ربط خبراء أمريكيون بين إطلاق كوريا الشمالية بنجاح صاروخا عابرا للقارات، واحتفال أمريكا بيوم الاستقلال الوطني في 4 يوليو من كل عام.
وقال الخبراء إن هذا الصاروخ الذي أثار ردود فعل متباينة يمكنه الوصول لولاية ألاسكا الأمريكية، بما يستوجب تغيير تقييم المخاطر التي تشكلها بيونج يانج.
وكانت كوريا الشمالية أعلنت، الثلاثاء، نجاحها في إطلاق صاروخ بالستي عابر للقارات في تجربة تعني أنها اجتازت خطوة جديدة تقربها من التهديد بضرب الولايات المتحدة بسلاح نووي.
واستدعى إطلاق الصاروخ ردا شديد اللهجة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي طالب بكين، الحليف الرئيسي لبيونج يانج "بوضع حد نهائي لهذه العبثية".
وتزامنت المطالبة الأمريكية مع وجود الرئيس الصيني شي جينبينغ في موسكو للقاء فلاديمير بوتين.
وفي بيان مشترك، دعا وزيرا الخارجية الصيني والروسي بيونج يانج إلى وقف تجاربها النووية والبالستية وواشنطن إلى الكف عن إجراء تمارين عسكرية واسعة النطاق مع حليفتها كوريا الجنوبية.
وعبر هذا الموقف المشترك، بدا أن روسيا انضمت إلى المقاربة الصينية القاضية بوضع حد لتصاعد الأخطار في شبه الجزيرة الكورية وتسهيل الحوار والتفاوض.
ودعت العاصمتان أيضا إلى سحب الدرع الأمريكية المضادة للصواريخ من أوروبا ومنظومة ثاد المنتشرة حاليا في كوريا الجنوبية، معتبرتين أنهما تشكلان تهديدا لأمنهما.
تقدم كوري شمالي كبير
تمتلك كوريا الشمالية التي أجرت 5 تجارب نووية، ترسانة صغيرة من القنابل الذرية، وتسعى لحيازة صواريخ عابرة للقارات قادرة على بلوغ الأراضي الأمريكية.
وتبرر بيونج يانج برامجها النووية بالتهديد الذي تشكله لها الولايات المتحدة التي تنشر 28 ألف جندي في كوريا الجنوبية.
وامتلاك بيونج يانج لصواريخ بالستية عابرة للقارات سيغير تقييم المخاطر التي تشكلها بيونج يانج.
أشرف الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون على التجربة "التاريخية" لصاروخ "هواسونغ-14"، بحسب ما أعلنت في نشرة خاصة مذيعة في التلفزيون الرسمي الكوري الشمالي.
وأكدت المذيعة أن كوريا الشمالية "قوة نووية كبيرة" تمتلك "صواريخ عابرة للقارات شديدة القوة قادرة على ضرب أي مكان في العالم".
ويبدي محللون شكوكا حول قدرات كوريا الشمالية على بناء رؤوس نووية يمكن تحميلها على صواريخ. ويستبعدون أن تكون بيونج يانج تمتلك حاليا التكنولوجيا الضرورية لبناء صواريخ عابرة للقارات.
إلا أنهم متفقون حيال التقدم الكبير الذي حققته البرامج البالستية والنووية لكوريا الشمالية، إحدى الدول الأكثر عزلة في العالم، منذ وصول كيم جونج أون إلى السلطة.
والاختبار الصاروخي الذي رصدته القوات الكورية الجنوبية واليابانية والأمريكية استدعى ردا شديد اللهجة من ترامب.
وكتب الرئيس الأمريكي في رد فعل أولي على تويتر متسائلا: "أطلقت كوريا الشمالية للتو صاروخا جديدا. أليس لدى هذا الرجل (الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج-أون) شيئا أفضل يفعله في حياته؟".
وأضاف الرئيس الأمريكي "من الصعب أن نصدق أن كوريا الجنوبية واليابان ستتحملان هذا الأمر لفترة طويلة. ربما تتخذ الصين بادرة قوية في موضوع كوريا الشمالية وتضع حدا نهائيا لهذه العبثية".
تخضع كوريا الشمالية لعدد كبير من العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة بسبب برامجها النووية والبالستية المحظورة.
وقالت هيئة أركان القوات الكورية الجنوبية، في بيان، إن "الصاروخ البالستي غير المحدد" أطلق من موقع قريب من بانغيون في مقاطعة بيونغان الشمالية الواقعة في غرب كوريا الشمالية، قبل أن يسقط في بحر الشمال، وهي التسمية الكورية لبحر اليابان.
وأكد الجيش الأمريكي أن الصاروخ متوسط المدى وسجل مدة تحليق وصلت إلى 37 دقيقة، وهي مدة طويلة وغير اعتيادية.
بدوره، خلص الجيش الروسي إلى تجربة صاروخ بالستي متوسط المدى.
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع اليابانية أن الصاروخ ارتفع إلى علو يزيد على 2500 كلم، وسقط في بحر اليابان، في المنطقة الاقتصادية الحصرية للأرخبيل.
وقالت متحدثة باسم الدائرة الدبلوماسية في الاتحاد الأوروبي، في بيان الثلاثاء، إن الاتحاد "سيفكر في رد ملائم، يشمل إجراءات عقابية محتملة".
وحضت المتحدثة بيونج يانج على "وقف إطلاق" الصواريخ و"التخلي لمرة واحدة وأخيرة عن برنامجها للصواريخ البالستية في شكل تام لا عودة عنه".
وأضافت أن وزيرة خارجية الاتحاد فيديريكا موغيريني "ستتحدث في الأيام المقبلة إلى وزراء خارجية الشركاء الدوليين لبحث الرد الدولي وإمكان اتخاذ إجراءات جديدة من جانب مجلس الأمن الدولي".
وطالب الاتحاد كوريا الشمالية "بالامتناع عن أي عمل من شأنه تصعيد التوتر الإقليمي والبدء بحوار صادق مع المجتمع الدولي بهدف نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية".
عابر للقارات
وقال الباحث في معهد ميدلبوري جيفري لويس، في تغريدة على تويتر: "إنه صاروخ عابر للقارات. الصاروخ العابر للقارات قادر على الوصول إلى انكوراج، وليس سان فرانسيسكو، ولكن مع ذلك (يبقى تهديدا)".
واعتبر العالم ديفيد رايت العضو في منظمة اتحاد العلماء المهتمين (يونيون اوف كونسورند ساينتستس) أنه بالنظر إلى المعلومات المتوفرة فإن الصاروخ اتخذ مسارا "شديد الانحناء" وهو "قادر على عبور مدى أقصاه 6700 كلم في مسار اعتيادي".
ويتابع رايت: "هذا المدى لا يسمح بالوصول إلى الولايات الثماني والأربعين (الواقعة جنوب كندا) أو الجزر الكبرى في هاواي، ولكنه كاف للوصول إلى ألاسكا".
من جهته، صرح رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، للإعلام، بأن "إطلاق الصاروخ يظهر بوضوح أن التهديد قد تضاعف".
واعتبر الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي ان، الداعم للعقوبات ولجهود إحياء المفاوضات مع كوريا الشمالية، والذي التقى ترامب الجمعة، أن ثمة "خطا أحمر" يجب ألا تتجاوزه بيونج يانج.
وأضاف "آمل ألا تصل كوريا الشمالية إلى نقطة اللاعودة".
aXA6IDE4LjIyMS4xODMuMzQg جزيرة ام اند امز