كوريا الشمالية "تحت الأضواء".. جلسة 120 دقيقة ومخاوف "باليستية"
لا تخفت كوريا الشمالية عن الأضواء أبدا، وتقف دوما بين ثلاثية المخاوف والتهديدات والاتهامات.
أما الاتهامات فتتعلق بانتهاكات لحقوق الإنسان، فيما تكمن التهديدات والمخاوف في التجارب النووية والصاروخية، والتي تقول سول إن بيونغ يانغ تعتزم إجراء تجربة صاروخية توازيا مع قمة تجمع رؤساء أمريكا وكوريا الجنوبية واليابان.
- كيف تصنع كوريا الشمالية الأسلحة النووية؟.. واشنطن تجيب
- أمريكا "تعاقب" كيانات بكوريا الشمالية.. ما علاقة أوكرانيا؟
حقوق الإنسان
واتُهمت كوريا الشمالية، الخميس، خلال جلسة بمجلس الأمن الدولي بارتكاب انتهاكات "فظيعة" لحقوق الإنسان ضد شعبها من أجل تطوير برامج أسلحتها النووية والباليستية في ظل العقوبات الدولية.
الجلسة العلنية التي عقدت على مدار 120 دقيقية جاءت بناء على طلب الولايات المتحدة، التي تترأس مجلس الأمن في أغسطس/آب، وخصصت لـ"حقوق الإنسان في كوريا الشمالية"، وهي الأولى من نوعها منذ 2017.
وندّدت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة ليندا توماس-غرينفيلد من مقر الأمم المتحدة في نيويورك، في بيان مشترك تلته أمام الصحفيين بما وصفته، بـ"انتهاكات حقوق الإنسان والتجاوزات المرتبطة بشكل وثيق بأسلحة الدمار الشامل وتطوير كوريا الشمالية صواريخ باليستية".
ومن جانبه، قال المفوض السامي الأممي لحقوق الإنسان فولكر تورك، في كلمة عبر الفيديو، إن "العديد من الانتهاكات التي أشير إليها تدعم تنامي عسكرة كوريا الشمالية".
وأضاف تورك: "الاستخدام الواسع النطاق للعمل القسري في كوريا الشمالية -يطول السجناء السياسيين وأطفال المدارس- ومصادرة أجور عمال في الخارج، لدعم الجهاز العسكري للدولة وقدرتها على تصنيع الأسلحة".
الاتهامات دعمتها شهادة من شاب قال المجلس إنه "يمثل المجتمع المدني"، وكان قد فر من كوريا الشمالية ولجأت أسرته إلى كوريا الجنوبية.
الشاب الذي يدعى إيلهيوك كيم ندّد بـ"العزلة" و"العقوبات" التي يتعرض لها سكان كوريا الشمالية، واستغلال "دماء وعرق" الشعب من أجل "حياة القادة المترفة".
وأضاف: "الحكومة لا تهتم، فهي تريد فقط الحفاظ على سلطتها من خلال تطوير أسلحة نووية ونشر دعايتها لتبرير أفعالها"، بحسب قوله.
وفي أعقاب شهادة الشاب الكوري الشمالي، علقت توماس-غرينفيلد قائلة إن "انتهاكات وتجاوزات حقوق الإنسان التي سردتها للتو فظيعة لدرجة تفوق التصور".
واعتبرت أن "السيطرة الشمولية على المجتمع من (زعيم كوريا الشمالية) كيم جونغ أون، والحرمان الواسع النطاق من حقوق الإنسان والحريات الأساسية يوفران للنظام الموارد اللازمة لتطوير برامجه غير القانونية لأسلحة الدمار الشامل والصواريخ الباليستية".
روسيا والصين.. تغريد خارج السرب
ومن جانبها، انتقدت روسيا، التي عارضت الاجتماع، على غرار الصين، ما وصفته بـ"وقاحة ونفاق الولايات المتحدة وحلفائها"، وفق ما جاء على لسان نائب سفيرها لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي.
وكان في مايو/أيار 2022، استخدمت الصين وروسيا حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار يفرض عقوبات جديدة، ولم يتم اعتماد أي مشروع قرار أو بيان من المجلس منذ ذلك الحين، رغم إطلاق كوريا الشمالية العديد من الصواريخ.
تجربة صاروخية
وفي سياق آخر، أكدت وسائل إعلام كورية جنوبية، الخميس، أن تقديرات الاستخبارات تفيد بأن بيونغ يانغ تستعد لإطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات تزامنا مع انعقاد قمة ثلاثية تجمع رؤساء أمريكا واليابان وكوريا الجنوبية.
وذكرت وكالة يونهاب أن "هذه التجربة الصاروخية يمكن أن تكون جزءا من سلسلة استفزازات عسكرية قد تقدم عليها لإظهار التحدي بوجه قادة الدول الثلاث خلال لقائهم، الجمعة".
كما أنه يعد بمثابة عرض قوة احتجاجا على المناورات العسكرية الأمركية الكورية الجنوبية التي تبدأ، الإثنين وتستمر حتى نهاية الشهر.
ومن المقرر أن يلتقي الرئيس الأمريكي جو بايدن، ونظيره الكوري الجنوبي يون سوك يول، ورئيس وزراء اليابان فوميو كيشيدا في منتجع كامب ديفيد الجمعة.
تاريخ من العقوبات
وكانت بيونغ يانغ سرّعت تجارب إطلاق الصواريخ القادرة على حمل رؤوس نووية، منذ العام الماضي، ما أدى إلى تصعيد التوتر في جميع أنحاء شرق آسيا.
وتخضع كوريا الشمالية، لعقوبات دولية منذ عام 2006، جرى تشديدها 3 مرات عام 2017، لإجبار بيونغ يانغ على وقف برامج التسلح النووي والباليستي.
لكن مجلس الأمن بات منقسما بشأن كوريا الشمالية منذ عام 2017، فيما تدخلت الصين وروسيا مرات عدة لمنع عقوبات بحق بيونغ يانغ.
aXA6IDE4LjIxNy4yMDguMjIwIA== جزيرة ام اند امز