إجراءات أمريكية سريعة للرد على الصاروخ الجديد لكوريا الشمالية
البنتاجون بحث الرد العسكري مع كوريا الجنوبية، مقدما لذلك بمناورات أرض-أرض ونشر صواريخ ثاد والضغط على روسيا والصين
أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، السبت، أن القادة العسكريين الأمريكيين والكوريين الجنوبيين بحثوا "خيارات الرد العسكري" على إطلاق كوريا الشمالية صاروخا جديدا عابرا للقارات.
وأفاد بيان للجنرال جو دنفورد قائد أركان الجيوش الأمريكية بأنه تباحث والجنرال هاري هاريس قائد قيادة المحيط الهادئ في البحرية الأمريكية، مع الجنرال لي سون جين قائد أركان جيوش كوريا الجنوبية، وأنه تم بحث "خيارات رد عسكري".
ويستعد البنتاجون منذ زمن طويل لاحتمال نشوب نزاع مع كوريا الشمالية، غير أن اللهجة الحازمة المستخدمة هذه المرة تشير إلى تطور في الموقف عن ردود الفعل العلنية السابقة على تجارب بيونج يانج الصاروخية.
وكانت الولايات المتحدة تكتفي في السابق بانتقاد عمليات إطلاق الصواريخ دون التحدث عن خيارات رد عسكري.
وأكدت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية السبت أن عملية إطلاق الصاروخ تمت "بنجاح" تحت إشراف كيم كونج أون شخصيا.
وعن قدرات الصاروخ الجديد قالت إنه نسخة محدثة من صاروخ هواسونج-14 الباليستي العابر للقارات، مشيرة إلى أنه قطع مسافة 998 كلم في 47 دقيقة على ارتفاع أقصاه 3724 مترا.
وفي إطار ردود الفعل السريعة على التجربة الكورية الشمالية أجرت الولايات المتحدة مع كوريا الجنوبية مناورات عسكرية مشتركة صباح السبت.
وجرت المناورات باستخدام صواريخ تكتيكية أمريكية أرض-أرض وصواريخ باليستية كورية جنوبية من طراز هيونمو-2.
وحسب الجيش الأمريكي فإن الصواريخ التكتيكية أرض-أرض "يمكن نشرها سريعا (...) وتوفر القدرة على شن ضربات دقيقة في العمق، ما يسمح للتحالف بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة بضرب مجموعة واسعة من الأهداف بصورة سريعة أيا كانت الظروف المناخية".
وفي وقت سابق قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إن "الولايات المتحدة ستتخذ كل الخطوات اللازمة لضمان أمن الأراضي الوطنية الأمريكية وحماية حلفائنا في المنطقة"، في إشارة إلى كوريا الجنوبية واليابان.
وكان زعيم كوريا الشمالية كيم كونج أون أعلن الجمعة عقب نجاح التجربة الصاروخية أن أراضي الولايات المتحدة بكاملها "باتت في مرمانا (...) في أي مكان وفي أي وقت".
من جهتها، نددت الصين السبت بإطلاق الصاروخ مؤكدة أنها "تعارض خروقات كوريا الشمالية لقرارات مجلس الأمن الدولي".
غير أنها دعت في الوقت نفسه إلى أن "يتوخى جميع الأطراف المعنيين الحذر ويتجنبوا تصعيد التوترات" في شبه الجزيرة الكورية.
غير أنه كان لوزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون رد فعل حاد تجاه كل من الصين وروسيا؛ إذ قال إنه "نظرا لكونهما داعمتين اقتصاديتين لبرنامج كوريا الشمالية النووي، فإن الصين وروسيا تتحملان مسؤولية فريدة وخاصة حيال تصاعد الخطر على الأمن الإقليمي والعالمي".
ولم تأت استراتيجية الولايات المتحدة حيال كوريا الشمالية، سواء في عهد الرئيس السابق باراك أوباما أو الرئيس الحالي، بالنتيجة المطلوبة.
وعلى الرغم من تشديد العقوبات الدولية وضغوط الصين، الحليف الأساسي لبيونج يانج، واصلت كوريا الشمالية تطوير برنامجيها النووي والباليستي.
وجاءت التجربة الصاروخية الأخيرة بعد تجربة أولى ناجحة جرت في 4 يوليو/تموز، وهو يوم العيد الوطني الأمريكي، مع إطلاق أول صاروخ باليستي عابر للقارات قادر على بلوغ شمال غرب الولايات المتحدة وخصوصا ألاسكا.
وفي اليابان، إحدى الدول المعرضة لخطر كوريا الشمالية، أعلن رئيس الوزراء شينزو أبي عن اجتماع لمجلس الأمن القومي.
وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء إن "الصاروخ الباليستي سقط في منطقتنا الاقتصادية الحصرية في بحر اليابان" مضيفا أنه لم يلحق "أضرارا بسفن أو طائرات".
كذلك دعا رئيس كوريا الجنوبية مون جاي-إين إلى اجتماع طارئ لفريق الأمن القومي.
وندد الاتحاد الأوروبي بعملية إطلاق الصاروخ الجديدة معتبرا أنها تشكل "تهديدا جديا للسلام والأمن الدوليين" و"انتهاكا فاضحا لواجبات كوريا الشمالية الدولية".
ودعت فرنسا من جهتها إلى "إقرار عقوبات إضافية شديدة على وجه السرعة" في مجلس الأمن الدولي ضد الدولة الشيوعية.