تفاجأ العالم مطلع 2018 بوقف كوريا الشمالية تجاربها النووية والصاروخية التي أشغلت بها الأمم كافة وأثارت الدول البعيدة والقريبة.
تفاجأ العالم مطلع 2018 بوقف كوريا الشمالية تجاربها النووية والصاروخية التي أشغلت بها الأمم كافة وأثارت الدول البعيدة والقريبة، لتدمر مواقع لتجارب نووية، في خطوة متقدمة قدمت فيها بيونج يانج التنازلات وكأنها مجانية لكسب ود الإدارة الأمريكية الجديدة.
ما الذي دفع بيونج يانج إلى اتخاذ هذا القرار الذي كان يعد تراجعاً في عرف الشماليين إلى وقت قريب، لا سيما أن التقارب جاء بعد أشهر فقط من تهديدات بالزر النووي جعلت العالم يحبس أنفاسه مخافة حرب مرتقبة في آسيا
لم تمض شهور حتى اجتمع رأسا الهرم في الدولتين في قمة سنغافورة التاريخية، ليوقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الكوري الشمالي كيم جونج أون اتفاقا يهدف إلى نزع السلاح النووي من شبه جزيرة كوريا وصفه ترامب بالـ"هائل".
وفي الذكرى السبعين لقيام الشمالية خلت الاحتفالات والاستعراضات في العاصمة الكورية بيونج يانج من الخطاب المعتاد لكيم جونج أون، كما خلا من الاستعراض من الصواريخ الباليستية ما أثار إعجاب ترامب وثناءه.
ولعل الخطوات المتلاحقة التي خطتها كوريا الشمالية تثبت جدية غير مسبوقة وتوجهاً نحو اتفاق يضمن انفتاح كوريا الشمالية وبقاء نظام كيم جون أون في سدة الحكم بتعهد أمريكي، كما أن تراجع الولايات المتحدة عن القيام بمناورات عسكرية مع الجارة الجنوبية قدم تطمينات للجانب الشمالي من شبه الجزيرة.
ومنذ القمة التاريخية، شهدت العلاقات بين الطرفين شداً وجذباً، حتى شكك مراقبون بإمكانية التوصل إلى حل نهائي للأزمة، إلا أن الرسائل المتبادلة بين الزعيمين، وزيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى بيونج يانج أخيراً أعادت المهادنة الثنائية إلى الواجهة مرة أخرى، حيث اتفق بومبيو مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون على عقد قمة تجمع الأخير بالرئيس دونالد ترامب في أقرب وقت.
لكن في الحقيقة أن الاتفاق الأمريكي الكوري الشمالي عصي على الفهم، ذلك أنه رغم التقارب فإن الدعوات لمزيد من العقوبات كانت تتزايد في أروقة الأمم المتحدة إلى وقت قريب، كما تتبادر أسئلة تبقى بلا أجوبة حول ماهية الاتفاق الأمريكي الكوري الشمالي، وما الذي دفع بيونج يانج إلى اتخاذ هذا القرار الذي كان يعد تراجعاً في عرف الشماليين إلى وقت قريب، لا سيما أن التقارب جاء بعد أشهر فقط من تهديدات بالزر النووي جعلت العالم يحبس أنفاسه مخافة حرب مرتقبة في آسيا.
الأكيد أنه لا إجابات واضحة لتلك الأسئلة، إلا أن التفاؤل يسود شبه الجزيرة الكورية، رغم أنه قد لا يمكن حل قضية استمرت سنين طويلة في أيام معدودات وفي لقاءات سريعة، لكن الأهم هو عودة كوريا الشمالية إلى حضيرة العالم المتحضر، ولتتعلم بقية الدول من هذا الدرس.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة