نورة الكعبي: إعادة إعمار الجامع النوري توفر 1000 فرصة عمل لشباب الموصل
وزيرة الثقافة الإماراتية تؤكد أن إعادة إعمار الجامع النوري لا تقتصر على إعادة بناء المواقع التراثية فقط، بل تتعداه للاستثمار في الشباب
أكدت وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة في الإمارات، نورة بنت محمد الكعبي، أن مدينة الموصل العراقية هي صلة الوصل وعاصمة الصناعات الإبداعية قبل آلاف السنين.
وقالت في مقال لها بموقع "ناس نيوز" العراقي تحت عنوان "روح الموصل": "قبل 3 سنوات كان العالم على موعد مع أكبر عملية تدمير ممنهجة للتراث الثقافي الإنساني في مدينة الموصل العراقية إحدى أقدم المدن في العالم والتي كانت لآلاف السنين جسراً يصل الشرق بالغرب والشمال والجنوب استوطنها أشخاص من خلفيات دينية وعرقية متنوعة".
وأضافت: "الموصل صلة الوصل وعاصمة الصناعات الإبداعية قبل آلاف السنين، فقد كان السجاد والرسومات والزخارف والمشغولات النحاسية تستقطب التجار من الهند والصين وكانت أسواقها تشهد حركة ثقافية نشطة واشتهرت منذ القدم بتصاميمها المعمارية وفنونها الموسيقية، ونشرت إبداعاتها في مجال النظم والتلحين إلى مدن عربية كالقاهرة وحلب ودمشق".
وأوضحت نورة بنت محمد الكعبي: "المدينة القديمة في الموصل تضم بين أزقتها مئات المعالم التاريخية التي تشهد على عدد من العصور والحضارات والثقافات والديانات من أشهرها الجامع النوري ومنارته الحدباء والذي كان قبل 3 سنوات هدفا لتنظيم داعش الإرهابي الذي دمره وحوله إلى ركام، فهبت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) لإنعاش الموصل من خلال مبادرة (إحياء روح الموصل) وكانت دولة الإمارات المساهم الأول في إعادة إعمار الجامع النوري ومنارته الحدباء والذي ارتبط روحياً بالموصليين".
وتابعت: "تزامن إطلاق مشروع إعادة إعمار الجامع النوري مع احتفاء دولة الإمارات في 2018 بمئوية الشيخ زايد ليكون خيرَ ترجمةٍ لحرصنا على إرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ودعم جهود الأشقاء العراقيين في التنمية والاستقرار ودفعة عجلة الإعمار خصوصاً المعالم التراثية التاريخية التي تعرضت لتدمير على أيدي أعداء التاريخ انطلاقاً من قيمنا الثابتة في نشر قيم الإيجابية والوسطية والانفتاح ومحاربة التعصب والتطرّف الفكري والديني والثقافي".
وأضافت :" لا يقتصر إعادة إعمار الجامع النوري ومنارته الحدباء على إعادة بناء المواقع التراثية وحسب، بل يتعداه إلى الاستثمار في الشباب الموصلي وتمكينهم بوصفهم أطرافاً فاعلة في معادلة التغيير، إذ يوفر المشروع 1000 فرصة تدريبية ووظيفة للشباب، ويسهم في خلق فرص اقتصادية وإمكانات داعمة للسياحة الثقافية بما تعكسه من استدامة للتنمية وتطور وازدهار لمستقبل العراق".
وأشارت إلى أنه قبل أشهر انتهت المرحلة الأولى من إعادة إعمار الجامع النوري ومنارته الحدباء حسب الجدول الزمني المتفق عليه مع اللجنة التوجيهية التي تقود المشروع والتي شملت إزالة الألغام الأرضية من الموقع وتثبيت ما تبقى من الهيكل للمئذنة، وإزالة الأنقاض بالكامل من محيط الجامع والمنارة.
ووقّعت دولة الإمارات ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي اتفاقية تخص المشاركة الإماراتية في جهود إعادة إعمار المعالم التاريخية في مدينة الموصل عبر إعادة ترميم كنيستي الساعة والطاهرة لتصبح الإمارات من خلال هذا المشروع أول دولة في العالم تعيد إعمار كنائس العراق.