الإمارات تعيد إعمار المأذنة الحدباء والمسجد النوري في العراق
وزير الثقافة العراقي فرياد رواندزي وصف إعادة بناء مسجد النوري ومنارة الحدباء بـ"مبادرة كريمة وسخية من دولة الإمارات العربية المتحدة".
وقعت نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة الإماراتية، مع نظيرها العراقي فرياد رواندزي بروتوكولاً للتعاون الثقافي بين الوزارتين.
جرى ذلك في المتحف الوطني العراقي، هيئة الآثار والتراث العراقية، وحضر حفل التوقيع مدير مكتب اليونسكو في بغداد لويز إكستهاوزن، كما تم توقيع عقد شراكة بين وزارة الثقافة وتنمية المعرفة الإماراتية واليونسكو.
وعُقد بعد توقيع المذكرتين مؤتمر صحفي مشترك، أكد خلاله رواندزي أن زيارة الوزيرة الإماراتية نورة الكعبي، للعراق تأتي للبدء في مشروع إعادة بناء مسجد النوري ومنارة الحدباء، وهي مبادرة كريمة وسخية من دولة الإمارات العربية المتحدة.
وفي كلمتها خلال المؤتمر الصحفي أشادت نورة بنت محمد الكعبي، بتضحيات العراقيين والقوات المسلحة في دحر ومحاربة التطرف والإرهاب واستعادة العراق لعافيته.
وأكدت أن "التراث ركن رئيسي من أركان الهوية الحضارية تتوارثها الأجيال وتأخذ مكانه في التاريخ الإنساني، وتراثنا العربي عميق بالجذور أصيل المنبع رفيع المكانة، ومصدر من مصادر الثقافة وبوابتنا نحو المستقبل، فالأمة التي لا تدرك تاريخها لا تستطيع أن تصنع مستقبلا، وانطلاقا من هذا العمق التاريخي للعلاقة مع العراق الشقيق ودولة الإمارات، ومن القيم الإنسانية السامية التي تتبناها دولة الإمارات والتي تشكل جزءا من سياستنا الثابتة القائمة على التضامن العربي والتعاضد الإنساني وقيم التسامح المبروكة التي أسسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، لا يوجد أفضل من تكريمه في ذكراه المئوية بدعم مشروع إعادة بناء مسجد النوري والمنارة الحدباء في الموصل قلب الحضارة من خلال تمويلها بـ400 ألف دولار أمريكي لإعادة إعمار وبناء البنى التحتية الخاصة بالمنطقة وإعادة تشييد الحدائق التاريخية وصرح تذكاري يشمل مساحات تعليمية ثقافية مجتمعية".
وأشارت الكعبي إلى أن الإمارات تدعم جهود العراقيين في التنمية والاستقرار ودفع عجلة الإعمار خصوصا المعالم التاريخية التراثية التي تعرضت للتدمير الممنهج على يد أعداء التاريخ أعداء الحياة، وتسهم هذه المشاريع في حماية التراث ودعم التنمية الثقافية المعرفية وتوفر فرص العمل، حيث من المتوقع أن يشغل هذا المشروع ١٠٠٠ فرصة تدريبية ووظيفة للشباب العراقي.
وشددت على ضرورة إشراك المجتمع الموصلي المحلي واستشارته في كل مراحل المشروع ودونهم لا يمكن أن يحقق المشروع أهدافه المنشودة.
وفي ختام كلمتها أشارت الكعبي إلى ضرورة تكاتف جميع الدول والمؤسسات الدولية لحماية مواقع التراث العالمي، ولا سيما في منطقتنا العربية التي شهدت وتشهد نزاعات وحروبا وإرهابا عابرا للحدود مدمرا للعمران والتراث المادي والإنساني.
من جانبه أشار فرياد رواندزي، في كلمته إلى أهمية الزيارة قائلا: "هذه الزيارة تأتي في إطار توطيد العلاقات الثقافية والفنية والتراثية بين العراق والإمارات في جميع المجالات بين البلدين".
وأضاف: "دولة الإمارات بقيادتها الحكيمة دائما تطلق مبادرات كثيرة، وقبل هذه المبادرة أطلقت مبادرة (أ) مع فرنسا، وجزء من هذه المبادرة إعادة بناء وترميم الآثار العراقية المدمرة من قبل داعش، ولا سيما في محافظة نينوى وعشتار ونمرود وحضر وغيرها من الأماكن الأثرية".
وشكر الوزير العراقي مكتب اليونسكو في بغداد على تعاونه المثمر مع وزارة الثقافة والسياحة والآثار العراقية، منوها أن اليونسكو ستكون الطرف الأساس في إعادة بناء المنارة الحدباء ومسجد النوري مع وزارة الثقافة والوقف السني والإدارة المحلية في محافظة نينوى من جانب ودولة الإمارات العربية المتحدة من جانب آخر.
من جانبها أكدت لويز اكستهاوزن، أهمية الشراكة التي أطلقت بين دولة الإمارات واليونسكو لإعادة بناء المسجد النوري والمأذنة الحدباء، لافتة إلى ضرورة إعادة إعمار ما تم تدميره، ولهذا يُطلق على المبادرة اسم "إعادة روح الموصل"، مضيفة: "نحن في منعطف تاريخي ومصممون على إعادة بناء المنارة الحدباء والجامع النوري".
وتجولت نورة الكعبي والوفد المرافق لها في أروقة المتحف بصحبة وزير الثقافة فرياد رواندزي وأعضاء مكتب اليونسكو في بغداد، والتقت عددا من الطلبة من جامعة بغداد، متحدثة عن إعمار المأذنة الحدباء والجامع النوري والمشروع الإماراتي في هذا الجانب.