علاقة الشارب بسرطان البروستاتا في نوفمبر.. إليكم القصة
قبل 17 عاما أطلقت حملة خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني لتوعية الرجال بالأمراض الأكثر خطورة على صحتهم وكيفية الوقاية منها.
وكان على رأس هذه الأمراض سرطانا البروستاتا والخصية وارتفاع ضغط الدم.
الشهر الذي سمي فيما بعد باسم "موفمبر" وشعاره "الشارب"، يشهد مبادرة إطالة الرجال شواربهم كوسيلة للتوعية بخطورة أمراض مثل السرطانات وتذكيرهم بضرورة الفحص الدوري والمبكر، وأيضا الأمراض النفسية مثل الاكتئاب.
و"موفمبر" كلمة مركبة من شهر نوفمبر و"موستاش" أي شارب، الذي يعد من أهم علامات الذكورة، وهدف المبادرة تشجيع أنماط الحياة الصحية كاستثمار طويل الأجل في الصحة الشخصية وتقليل مخاطر الإصابة بالسرطان بشكل استباقي.
قصة الاحتفال
في عام 2003 اقترح صديقان من أستراليا، أصبحا فيما بعد مؤسسا حركة موفمبر Movember ، إطلاق شاربهما لدعم صحة الرجال خلال شهر نوفمبر، على غرار تخصيص شهر أكتوبر لتوعية النساء بسرطان الثدي.
الصديقان صمما الشعار ووضعا قوانين الشهر ثم أرسلا رسائل إلكترونية إلى رجال كثر للمشاركة في هذا الحدث، وبالفعل انضم لهم نحو 30 شخصا.
وتمحورت رؤيتهما حول إمكانية تسليط الضوء على خطورة أمراض من خلال حديث رجلين عن شارب أحدهما، مثل سرطانا البروستات والخصية والأمراض النفسية مثل الاكتئاب والانتحار، وأيضا قلة النشاط الجسدي لدى الرجال.
وأصبحت Movember فيما بعد المؤسسة الخيرية الرائدة التي تغير وجه صحة الرجل على نطاق عالمي، وتركز على الصحة النفسية والوقاية من الانتحار وسرطاني البروستاتا والخصية.
إضافة إلى معالجة المشكلات الصحية الرئيسية، تعمل الحركة على تشجيع الرجال على البقاء بصحة جيدة في جميع مجالات حياتهم، وأيضا البقاء على اتصال اجتماعي وزيادة انفتاحهم على مناقشة صحتهم واللحظات المهمة في حياتهم.
وعلى كل من يرغب في المشاركة بالحدث حلق الذقن فقط في آخر يوم من أكتوبر أو أول يوم من نوفمبر، وإطلاق العنان للشارب ينمو حتى آخر يوم في الشهر.
من أهم أهداف المبادرة التوعية بأهمية الكشف المبكر والتشجيع على الخضوع للفحوصات الطبية السنوية، خاصة أن الرجال لا يقبلون بشكل كبير على ذلك؛ لاكتشاف الأمراض الخطيرة والمزمنة خاصة السرطانات والضغط والسكري.
سرطان البروستات هو ثاني أنواع الأورام أكثر انتشاراً بين الرجال في الولايات المتحدة، ويصاب به 6 من كل 10 رجال فوق سن الـ 60.
بينما سرطان الخصية ينتشر بين الرجال بين 15 و34 عاما، ويصيب بشكل كبير الرجال الذين لديهم أقاربهم أصيبوا بهذا المرض.
توعية وتبرع
منذ ذلك العام انتشر الموضوع بين الرجال حول العالم وأصبح نوفمبر الشهر الأكثر أهمية لديهم، ليس فقط للتركيز على الأمراض والوقاية منها بل لجمع التبرعات ومنع الشباب من الموت في سن مبكرة.
وتجمع المؤسسة الخيرية الأموال لتقديم برامج بحثية مبتكرة ورائعة ودعم تمكّن الرجال من عيش حياة أكثر سعادة وصحة وأطول.
وبعد مشاركة نحو 6 ملايين من 20 دولة في الحركة العالمية، جمعت "موفمبر" أكثر من 730 مليون دولار لدعم ما يزيد عن 1250 مشروعا صحيا للرجال.
وهذه البرامج الطبية والأكاديمية مختصة بسرطاني البروستات والخصيتين ومجالات الصحة العقلية والذهنية المتردية والوقاية من الانتحار وقلة النشاط الجسدي.
أيضا تعتبر هذه الحركة الدولية أكبر ممول غير حكومي لأبحاث سرطان البروستات في العالم، وتأمل في تقليل عدد الرجال الذين يموتون قبل الأوان بنسبة 25% بحلول عام 2030
قال المدير الإقليمي لموفمبر في الولايات المتحدة مارك هيدستروم، قال "إذا كان هناك وقت لاحتضان موفمبر وحلاقة الشعر ثم تنمية الشارب، فهو الآن بالتزامن مع (كوفيد-19). لقد كان عامًا صعبًا للغاية ما يجعل الحملة الآن الأكثر أهمية لنا".
وأضاف: "أظهرت الأبحاث التي أجريناها أن تأثير الوباء على الصحة العقلية للرجال مثير للقلق ويؤثر سلبا عليهم من خلال فقدان الوظائف والضغوط على العلاقات والعزلة الاجتماعية".