مرشحة البوكر أميرة غنيم لـ"العين الإخبارية": المجتمع العربي مأزوم
بعد إضافة روايتها لقائمة منافسات جائزة البوكر العربية 2021, حاورنا التونسية أميرة غنيم، واستقرأنا نصها "نازلة دار الأكابر".
فعن ترشيح عملها الروائي إلى واحدة من أهم مسابقات الأدب العربي الحديثة الجائزة العالمية للرواية العربية، وتقديرها حظوظها فيها، أجابت أميرة غنيم في حوار مع "العين الإخبارية" أنّه ليس بوسع أيّ مترشّح أن يقدّر في هذه المرحلة حجم حظوظه في الفوز بالجائزة.
وتابعت: "كلّ ما يمكنني أن أثق فيه هو مصداقيّة الجائزة العالميّة للرواية العربيّة وتعويلها على لجان تحكيم لا تولي اعتبارا إلّا لقيمة العمل الأدبيّ بما يفتح المجال لتنافس مخصب وشريف بين الأعمال المرشّحة."
وأضافت: ومع ذلك فإنّ وصول "نازلة دار الأكابر" إلى القائمة الطويلة خطوة مهمّة في مسار المسابقة، وهي منسجمة مع تفاعلات القرّاء الذين أبدوا احتفاء مبهجا بالرواية منذ صدورها، ومنسجمة أيضا مع تتويجها قبل أشهرٍ قليلة بجائزة أدبيّة على المستوى الوطنيّ.. وعسى أن تكون هذه الخطوة مشفوعة بما يدعم وصول الرواية إلى أكبر عدد من القرّاء في العالم العربيّ.
وبخصوص استحضار "نازلة دار الأكابر" شخصية المفكر الاصلاحي ومحرر المرأة التونسية الطاهر الحداد في الظروف الراهنة، أكدت الروائية أن شخصيّة الطاهر الحدّاد ليست محور السرد في "نازلة دار الأكابر" إذ هو الحاضر الغائب، يستجلي القارئ بعض ملامحه ممّا تستحضره عنه الشخصيّات المتناوبة على رواية النازلة، دون أن يفرد له السرد مساحة واسعة".
وأردفت: "غير أنّ لحضوره ضمن النسيج التخييليّ للرواية رمزيّة بلا شكّ لعلّ أبرزها إعادة الاعتبار لشخصيّاتٍ من التاريخ التونسيّ ومن التاريخ العربيّ الجماعيّ، تعرّضت بسبب مواقفها الفكريّة إلى القهر الاجتماعيّ ودفعت غاليا ضريبة دفاعها عن التحرّر في سياقٍ أيديولوجيّ يقدّس المحافظة والتقليد".
الكاتبة قالت أيضا "وليس خافيا أنّ القضايا التي طرقها المصلح الطاهر الحدّاد منذ ثلاثينات القرن الماضي ما تزال إلى اليوم على طاولة التجاذبات الفكريّة في مجتمع عربيّ مأزومٍ لم يحسم بعد وبشكل نهائيّ مواقفه الأيديولوجيّة مع المرأة أساسا ومع الحريّات الفرديّة".
وعن مزج الرواية التاريخ بالحاضر وغوصها في جميل الموروث لتزيين الراهن وتقديرها دور الرواية التونسية في في بناء تونس جديدة رغم الأزمات العامة ردّت أميرة غنيم أنها لا ترى أنّ من أغراض الرواية تزيين الراهن، فهي تستضيف القارئ إلى فضائها لتقدّم إليه وجهة نظر.
وتابعت: "كلّ رواية جيّدة هي أحبولة لذيذة توقع في شرَك السؤال، وهي إلى ذلك فضاء للتفاعل والنقاش حول القضايا الحارقة لا فقط في واقعنا المحلّي أو واقعنا العربيّ وإنّما أيضا تلك القضايا المتعلّقة بكينونتنا البشريّة الهشّة المتعالية على تقسيمات العرق والجنس والمعتقد".
المرشحة إلى جائزة بوكر العربية بينت أنها تعتقد أنّ الرواية، بمقتضى اتّساع جنسها لضروب مختلفة من القول، قادرة على تحريك الراكد ورجّ المستقرّ لا سيّما مع مناخ حريّة التعبير الذي زادها سطوة على النفوس وأكسبها جاذبيّة عند القرّاء، لكنّ تأثيرها على الواقع وقدرتها على البناء أو الهدم قدرة بعيدة المدى قد لا ترى آثارها إلّا بعد جيلٍ كامل وربّما أكثر.
وقالت الروائية إن في تونس حراكا أدبيّا جميلا، وأقلام كثيرة متميّزة سردا وشعرا تصنع بهاء المشهد الأدبيّ الراهن. غير أنّ مسألة الريادة على الساحة العربيّة لم تعد، في اعتقادي، مطلبا يسعى إليه الأدب في تونس أو خارجها. مضى زمان الصراع الأدبيّ بين المشرق والمغرب وصار لزاما علينا أن نحوّل بوصلة التنافس على الريادة من الإطار الضيّق للإبداعات العربيّة القطريّة فيما بينها إلى إطار أرحب أظنّه جديرا ببذل الجهد وأعني به التنافس على إعلاء منزلة الأدب العربيّ من الأدب العالميّ. ومن هذه الزاوية.
وتنظر الكاتبة "بتقدير كبير إلى الجوائز العربيّة التي تسهم في إخراج العمل المتوّج من الفضاء العربيّ إلى العالميّة عبر تسهيل مسالك الترجمة إلى الألسن الأجنبيّة، وتتساءل: "هل نطمح يوما إلى أن تستعيد العربيّة ريادتها في صناعة الثقافة والفكر الإنسانيّ؟" لتجيب: "نعم بلا شكّ، ونرجو في الأثناء أن ينال الأدب العربيّ بفضل جهود مبدعيه من الأقطار العربيّة المختلفة المحلّ اللائق بسمعته التاريخيّة في رحاب الإبداع العالميّ".
aXA6IDE4LjExNi44Ni4xNjAg جزيرة ام اند امز