الصين تستعين بـ"النووي" لنسف انبعاثات الكربون.. أرقام قياسية
وافقت الصين مؤخرًا على بناء 6 مفاعلات نووية جديدة ضمن خطتها لكبح انبعاثات الكربون، مما يعزز مكانتها كأسرع منتج طاقة نووية نموًا بالعالم
على الرغم من أن الصين بدأت في تطوير تكنولوجيا الطاقة النووية في منتصف الثمانينيات، متأخرة لعقود من بعض الاقتصادات الكبرى الأخرى، إلا أنه من المتوقع أن تمتلك بكين أكبر أسطول نووي في العالم بحلول عام 2030.
زاد توليد الكهرباء من محطات الطاقة النووية الصينية أربعة أضعاف تقريبًا في العقد الماضي، لتصبح بكين ثاني أكبر منتج في العالم متجاوزة فرنسا.
تتطلع الصين أيضًا إلى تصدير تكنولوجيا الطاقة النووية الخاصة بها، لزيادة نمو الصادرات من هذه التكنولوجيا.
- أعين العالم تراقب اقتصاد الصين.. ماذا تقول الأرقام؟
- السيارات الصينية تصدم ألمانيا واليابان.. ميلاد عملاق جديد
حجم الطاقة النووية في الصين
بدأت الصين بناء أول محطة نووية لها في عام 1985، ويقدر معهد أكسفورد لدراسات الطاقة (OIES) أنها ستمتلك أكبر أسطول نووي في العالم بحلول عام 2030.
في الوقت الحالي، تُعد الصين الآن ثاني أكبر منتج للطاقة النووية في العالم بعد الولايات المتحدة، بعد أن تجاوزت فرنسا في عام 2020.
بلغت قدرة الصين المركبة بحلول نهاية يونيو/حزيران 2023، ما يقرب من 57 غيغاواط، وفقًا للبيانات الرسمية.
بينما بلغت قدرة الولايات المتحدة المركبة حوالي 96 غيغاواط، في الوقت الحالي.
تقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن الصين هي أسرع منتج للطاقة النووية توسعاً في العالم.
لدى الصين 23 وحدة نووية قيد الإنشاء، بإجمالي قدرة إضافية تزيد عن 21 غيغاواط.
بالإضافة إلى ذلك، وافقت الصين على 10 مفاعلات جديدة في عام 2022 و6 وحدات أخرى في أوائل أغسطس/آب 2023.
تمتلك الصين اثنين من 6 مفاعلات على مستوى العالم، اكتمل بناؤها في عام 2022، بالإضافة إلى خمسة من ثماني وحدات بدأ البناء فيها خلال نفس العام، وفقًا للرابطة النووية العالمية .(WNA)
أدى هذا الارتفاع غير المسبوق إلى زيادة الإنتاج النووي الصيني بأكثر من أربعة أضعاف في العقد الماضي، من 98 تيراواط/ ساعة في عام 2012 إلى 418 تيراواط/ ساعة في عام 2022.
دخلت الصين أيضًا قائمة البلدان الأكبر نموًا في الإنتاج النووي خلال السنوات العشر الأخيرة، التي تضم عددا قليلا من الدول، وهي: روسيا (+60 تيراواط/ ساعة) وكوريا الجنوبية (+ 25 تيراواط/ ساعة) والإمارات العربية المتحدة (+20 تيراواط/ ساعة) وباكستان (+ 17 تيراواط/ ساعة).
توليد الكهرباء من الطاقة النووية، تيراواط ساعة، بلدان مختارة في 2013 و2022.
على الرغم من هذا النمو، لا تزال الطاقة النووية تشكل 5٪ فقط من مزيج الكهرباء في الصين، وهي أقل من حصة الطاقة النووية البالغة 9٪ من الإمدادات العالمية في عام 2022.
كما أصبحت الصين من رواد الابتكار النووي، فهي أول دولة تبني مفاعلا من الجيل الرابع، وتربط مشروعا تجريبيا بالشبكة في عام 2021.
الطاقة النووية وخطط المناخ
تضع الصين، أكبر مصدر للانبعاثات في العالم، في خطتها المناخية المعتمدة في 2020، التزامات ببناء 150 مفاعلا جديدا على الأقل في السنوات ال 15 المقبلة، أي أكثر مما بنته بقية دول العالم في السنوات الـ35 الماضية.
سيكلفها هذا الجهد ما يصل إلى 440 مليار دولار على الأقل، حتى عام 2035.
يمكن أن تضيف الصين ما يصل إلى 10 مفاعلات سنويًا، لتصل إلى القدرة المستهدفة بحلول عام 2035، والتي تبلغ 300 غيغاواط، وفقًا لتوقعات جمعية الطاقة النووية الصينية.
يرى الخبراء أن الطاقة النووية هي "الوقود الملائم" للصين، لأنه يلبي احتياجات البلاد، ويزيل مخاوفها حول أمن الطاقة والحاجة إلى إزالة الكربون.
تعتمد البلاد على الطاقة النووية لتطوير مزيج طاقة متنوع، وخلق المزيد من الوظائف، وتحسين سلسلة التوريد الخاصة بها.
تمكنت الصين من بناء محطات نووية جديدة بسعر أرخص بكثير من العديد من البلدان الأخرى.
قدر المحللون تكلفة كل كيلوواط من القدرة النووية المركبة في الصين بنحو ثلث تلك الموجودة في الولايات المتحدة أو فرنسا، حسبما أفادت بلومبرغ.
تقدر وكالة الطاقة الدولية أن الكهرباء من الطاقة النووية تكلف 65 دولارًا لكل ميغاواط في الساعة، مقارنة بـ 105 دولارات في الولايات المتحدة و140 دولارًا في الاتحاد الأوروبي.
يعد نهج الصين في البناء النووي، الذي أطلقت عليه مسمى: "تصميم واحد، وبناء متعدد"، كأحد أسباب نجاحها، وفق خبراء.
أشارت ورقة بحثية نُشرت عام 2018 في مجلة الاستدامة إلى أن الطاقة النووية في الصين يمكن أن تصبح أكثر قدرة على المنافسة من الفحم بحلول عام 2030.
دعت الحكومة الصينية إلى "التطوير النشط للطاقة النووية"، مع "وتيرة ثابتة" للبناء، كجزء من خطة عملها لعام 2021، تأهبًا للوصول إلى ذروة انبعاثاتها من ثاني أكسيد الكربون قبل عام 2030.
كما تسعى الصين إلى تصدير تكنولوجيا الطاقة النووية للخارج، ولا تكتفي ببناء المشاريع داخل حدودها.
في عام 2019، ذكرت وكالة رويترز أن أحد كبار مسؤولي الصناعة قال إن الصين تهدف إلى بناء ما يصل إلى 30 وحدة طاقة نووية في الخارج بحلول عام 2030.
وقعت المملكة المتحدة والأرجنتين ودول أخرى اتفاقيات للتعاون مع الصين بشأن المفاعلات النووية المحلية، لكن المخاوف الأمنية في المملكة المتحدة والتأخيرات الكبيرة في الأرجنتين حدت من التعاون الكامل.
في باكستان، 8 مفاعلات تم بناؤها بمساعدة صينية إما قيد التشغيل أو قيد الإنشاء، وتهدف الصين إلى استخدام هذه المشاريع "كنقطة انطلاق" لزيادة نمو الصادرات لهذه التكنولوجيا.