الاتفاق النووي.. النظام يستعد بـ"الخطة ب" وشخصيات معارضة تنتقد التفاوض
فيما تعثر قطار الاتفاق النووي الإيراني في محطة التجديد، التي جعلته في حالة "موت سريري"، كان النظام الإيراني يحاول مغازلة القوى الغربية برسائل العودة وتحذيرات التجاهل.
فعلى الطريق إلى القنبلة النووية، جمعت إيران ما يكفي من المواد لصنع "عدة أسلحة نووية"، إلا أنها لا تملك واحدًا حتى الآن، في الوقت الذي باتت فيه عملية إحياء اتفاق 2015، "شبه مستحيلة"، بعد أن وصلت إلى طريق مسدود العام الماضي.
ورغم تعثر مفاوضات إحياء الاتفاق النووي على صخرة الاحتجاجات التي اندلعت ضد النظام في منتصف سبتمبر/أيلول 2022، والعقوبات التي فرضتها القوى الغربية على طهران، فإن إيران ما انفكت ترسل رسائل مغازلة لتلك القوى.
رسائل النظام
آخر تلك الرسائل، ما صرح به رئيس الحكومة الإيرانية إبراهيم رئيسي، في خطاب ألقاه يوم الخميس الماضي، أمام سفراء الدول الأجنبية في طهران، قائلا، إن "إيران مستعدة لإنهاء المفاوضات النووية".
ورغم إعلان رئيسي استعداد إيران، لإنهاء مفاوضات خطة إحياء الاتفاق النووي، إلا أنه اتهم الولايات المتحدة والترويكا الأوروبية بالوقوع في "الأوهام وسوء التقدير"، بدلاً من استغلال الفرصة للتفاوض.
فيما قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، إنه "إنه إذا لم تقرر أمريكا العودة إلى الاتفاق النووي، فسيتم تنفيذ الخطة ب من قبل إيران"، دون كشف تفاصيلها.
المعارضة تتدخل
ورغم أن الولايات المتحدة تجاهلت دعوات إيران، مشيرة إلى أن خطة إحياء الاتفاق النووي لم تعد على جدول أعمال إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، فإن ثماني شخصيات بارزة تعارض النظام الإيراني عرضت في لقاء مشترك بواشنطن، وجهات نظرها حول "مستقبل الحركة الديمقراطية الإيرانية".
وأعلنت هذه الشخصيات، إعداد نص مشترك بعنوان "ميثاق التضامن والتنظيم من أجل إيران" مع التأكيد على المبادئ المشتركة القائمة على حقوق الإنسان والمساواة الإنسانية، والذي سيصدر نهاية الشهر الجاري.
واستنكر ولي العهد الإيراني السابق الأمير رضا بهلوي، المفاوضات الغربية مع نظام طهران، مخاطبا الدول الغربية، قائلا: "أنتم لا تزالون مصرين على التفاوض النووي مع نظام هو المسؤول عن حصار الشعب الإيراني".
وأضاف بهلوي منتقدا مفاوضات الدول الغربية مع النظام الإيراني: "بإصراركم على التفاوض مع النظام الحاكم في إيران تكونون شركاء عمليا في الجرائم التي يرتكبها".
وقال رضا بهلوي: "يجب على العالم أن يفهم أن لدينا العديد من المتخصصين والخبراء في مجالات الحكم والقانون والعدالة الذين يمكنهم تصميم مسار إعادة إعمار بلادنا"، مضيفاً "كلما توفرت الأرضية لإسقاط الحكومة، أعددنا الطريق لانهيار الجمهورية الإيرانية".
قطار "الثورة"
من جانبها، قالت الناشطة والحقوقية الإيرانية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، شيرين عبادي، إن "قطار الثورة انطلق وآخر محطته سقوط النظام"، مشيرة إلى أن "الثورة التي بدأت بوفاة مهسا أميني لا مكان لها، وأن المحطة الأخيرة هي سقوط النظام".
بدوره، قال عبد الله مهتدي زعيم حزب كومله الكردستاني المعارض: "يوم وفاة مهسا أميني لم تسكت كردستان وخرجت إلى الشوارع"، مضيفاً أن "عدونا المشترك الوحيد والقوة المصممة على تدميرنا جميعًا هو النظام، وأنه يجب أن نتحد من أجل إسقاط هذا النظام من زاهدان إلى كردستان وإلى طهران وغيرها من المدن الجريحة في إيران".
فيما قالت الناشطة البارزة مسيح علي نجاد، إن "دعم هذه الثورة يتجاوز الحدود"، مشيدة بدور المرأة الإيرانية في الاحتجاجات الأخيرة. وأشارت إلى أن "اسم مهسا أصبح رمزًا للتعاطف بين الناس، ومقتلها يمثل ثورة كبيرة في إيران".
وقالت "إنه من أجل التضامن، من الضروري الاتفاق على مبادئ تستند إلى إعلان حقوق الإنسان، ومبادئ تستند إلى القضاء على التمييز، ومبادئ يمكن لكل إيراني أن يرى نفسه فيها، ومبادئ تصور نهاية الاضطهاد".
aXA6IDE4LjIyNS4yNTUuMTk2IA== جزيرة ام اند امز