«إزالة النووي» على طاولة الأمم المتحدة.. احتفال مبتور بهدف لم يتحقق
في ساحة خارجية بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، يقبع تمثال للقديس جورج وهو يقتل التنين، في إشارة إلى أن "الخير يهزم الشر".
التمثال المصنوع من البرونز المصبوب مع تنين مكون من قطع لصاروخين مُدمرين من طراز بيرشينغ النووية السوفياتية والأمريكية، يُمثل حسب الأمم المتحدة، هزيمة شبح الحرب النووية من خلال المعاهدة التاريخية بين الاتحاد السوفياتي السابق والولايات المتحدة الموقعة في العام 1987، للقضاء على الصواريخ النووية متوسطة وقصيرة المدى.
- جمعية الأمم المتحدة.. مستقبل العالم على الطاولة وفلسطين «حاضرة»
- تصويت تاريخي.. جمعية الأمم المتحدة تدفع نحو «الدولة الفلسطينية»
لكن يبدو أن التنين قد يستيقظ مُجددا، إذ عاد شبح الحرب النووية يُسيطر على العالم من جديد، وكرر مسؤولون غربيون وروس كبار تهديدات باللجوء إلى تلك الأسلحة المُدمرة، مع وصول الاستقطاب الدولي إلى مربع استخدام القوة العسكرية على خلفية اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.
وفيما تحتفل الأمم المتحدة في 26 سبتمبر/أيلول الجاري، باليوم الدولي للإزالة الكاملة للأسلحة النووية، على هامش اجتماعات الدورة 79 للجمعية العامة، مثل انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة القوى النووية متوسطة المدى، في أغسطس/أب من العام 2019، نهاية لتلك المعاهدة.
عدد الأسلحة بالعالم
وتحقيق نزع السلاح النووي العالمي كان موضوعا لأول قرار للجمعية العامة في العام 1946، لكن وبعد نحو 8 عقود، لا يزال يوجد 12 ألفا و 512 سلاحا نوويا، في العالم، حسب موقع الأمم المتحدة.
كما تتمتع البلدان التي تمتلك تلك الأسلحة بخطط تمويل طويلة الأمد لتحديث ترساناتها النووية، ولا يزال أكثر من نصف سكان العالم يعيشون إما في بلدان تمتلك أسلحة نووية أو في دول أعضاء في تحالفات نووية.
وبالرغم من وقوع خفض كبير في الأسلحة النووية التي نُشرت في ذروة الحرب الباردة، فإنه لم يُدمر فعليا أي سلاح نووي وفقا لاتفاقية في هذا الصدد، كما أنه لا تجري حاليا أي مفاوضات متعلقة بنزع السلاح النووي.
وفي الوقت نفسه، لا تزال عقيدة الردع النووي عنصرا أساسيا في السياسات الأمنية لجميع الدول الحائزة للسلاح النووي والعديد من حلفائها.
وذكرت الأمم المتحدة، أن الإحباط يتنامى بين الدول الأعضاء بشأن ما يُنظر إليه على أنه بطء وتيرة نزع السلاح النووي، ويتفاقم هذا الإحباط مع تزايد المخاوف بشأن العواقب الكارثية على الإنسانية من استخدام ولو سلاح نووي واحد، ناهيك عن حرب نووية إقليمية أو عالمية.
ودأبت الأمم المتحدة على الاحتفال باليوم العالمي للإزالة الكاملة للأسلحة النووية منذ العام 2014، من خلال فعاليات تُقام في نيويورك وجنيف.
مخاطر متفاقمة
ويجري احتفال هذا العام، وسط تلويح روسي بتغيير عقيدتها النووية، في اتجاه تخفيف القيود على اللجوء إلى استخدام سلاح نووي، بعدما تصاعد يتصاعد توظيف الردع النووي في الصراع الجاري بين روسيا والغرب، على خلفية الحرب في أوكرانيا.
وأجرت روسيا، التي تملك مع الولايات المتحدة نحو 90 % من الأسلحة النووية في العالم، تدريبات تحاكي استخدام قنابل نووية تكتيكية، قرب الحدود الروسية، في قت ذكر معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام "سيبري"، في تقريره السنوي هذا العام، أن البلدان التسع المسلحة نووياً واصلت "تحديث ترساناتها النووية ونشر العديد منها أنظمة أسلحة نووية جديدة أو ذات قدرة نووية في العام 2023".
وحسب المعهد تلك البلدان، هي: الولايات المتحدة وروسيا والمملكة المتحدة وفرنسا والصين والهند وباكستان وكوريا الشمالية وإسرائيل.