نور سلطان نزارباييف.. استفتاء كازاخستان يلاحق "زعيم الأمة"

أعاد الاستفتاء على التعديلات الدستورية في كازاخستان، الرئيس السابق نور سلطان نزارباييف مجددا للواجهة بعد غياب 3 سنوات عن المشهد.

وترتبط بعض التعديلات بإلغاء البنود المتعلقة بوضعية أول رئيس لكازاخستان نور سلطان نزارباييف والتي منحها له الدستور الحالي للبلاد.

وتولى نزارباييف رئاسة كازاخستان منذ عام 1990، وفي 2015 انتخب لفترة رئاسية خامسة.

وفي عام 2007 منح البرلمان الكازاخستاني "نزارباييف" الحق في الترشح لرئاسة الدولة لعدد غير محدود من المرات، كونه الرئيس الأول والوحيد للبلاد منذ حصولها على الاستقلال عام 1991.

وظل الرجل يترشح لدورات متتالية كان آخرها في 2015 حين انتخب لفترة رئاسية خامسة كان يفترض انتهائها في أبريل/نيسان عام 2020.

لكنه في يوم 19 مارس/آذار عام 2019، أعلن تقديم استقالته من منصبه بعد 3 عقود قضاها في السلطة.

وخرج نزارباييف في كلمة تليفزيونية وجهها للشعب قائلا: "اتخذت القرار بوقف صلاحياتي بصفة رئيس الدولة.. في هذه السنة أكمل 30 عاما منذ أن بدأت العمل في أعلى منصب.. لقد شرفني شعبي العظيم بأن أصبح أول رئيس لكازاخستان المستقلة".

ووقع نزارباييف، البالغ من العمر 78 عاما، مرسوما يقضي بتنحيه خلال بث مباشر لكلمته، مشيرا إلى أن هذا المرسوم هو الأخير الذي يوقعه بصفته رئيسا.

وعقب خروج الرئيس الكازاخستاني السابق من دائرة السلطة، لم يمر سوى عام واحد حتى غادرت ابنته داريجا نزارباييف منصبها كرئيس مجلس الشيوخ بعد أن ظلت في المرتبة الثانية بالسلطة بعد الرئيس قاسم جومارت توكايي.

ورغم رحيله عن السلطة إلا أنه تمت إعادة تسمية العاصمة ومطارها والجامعة الرئيسية باسم نزارباييف.

واحتفظ الرئيس الكازاخستاني السابق بحالة صمت غير مسبوقة منذ اندلاع أسوأ اضطرابات شهدتها البلاد منذ الاستقلال ووقعت في يناير/كانون الثاني الماضي.

وبحسب تقارير لصحيفة الجارديان البريطانية فإن نور سلطان نزارباييف ظل صامتًا وغائبًا عن الرأي العام رغم سقوط قتلى ومصابين في الاحتجاجات.. ببساطة لقد اختفى الرجل الذي جسد كازاخستان لفترة طويلة.

خروج نزارباييف من السلطة لم يكن كافيا للتوقف عن تتبع مقر إقامته فأشارت تقارير إلى تواجده على ضفاف بحيرة جنيف بينما تحدث آخرون عن بقائه في كازاخستان، ربما في العاصمة نور سلطان، المدينة التي تحمل اسمه.

وما بين هذا وذاك، وبعد 3 سنوات من رحيل نزارباييف عن السلطة فلا يزال كثير من الكازاخستانيين ينظرون إليه كـ"زعيم الأمة" ولاعب رئيس في مجلس الأمن القوي للبلاد.