أوباما والأزمة اليمنية.. فرصة "الوقت الضائع"
كماهجم يبحث عن فرصة للتهديف في الوقت الضائع بمباراة مصيرية، يبدو حال أوباما، الذي تبحث إدارته، عن نجاح بالملف اليمني
كماهجم يبحث عن فرصة للتهديف في الوقت الضائع بمباراة مصيرية، يبدو حال الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الذي تبحث إدارته، عن نجاح في الملف اليمني، بعد فشلها في الملف السوري، الذي باتت كل تفاصيله في يد روسيا.
وبينما أعلنت روسيا في 18 ديسمبر الجاري عن اجتماع يضم وزير خارجيتها مع وزيري خارجية تركيا وإيران في موسكو لإدارة الملف السوري في المرحلة القادمة بعد إجلاء المعارضة من حلب، كان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يجتمع في اليوم نفسه مع اللجنة الرباعية العربية بشأن استئناف مفاوضات الحل السياسي في اليمن.
ويرى مراقبون أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى العاصمة السعودية الرياض واجتماعه بأعضاء الرباعية، إنما يعكس رغبة إدارة الرئيس باراك أوباما في تحقيق اختراق سريع في الملف اليمني، قبل استلام الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب السلطة في 20 يناير.
وتبدو هذه الرؤية متسقة مع تصريحات نقلتها أكثر من صحيفة عربية عن مصدر سياسي يمني، مقرب من الحكومة، وهو أن واشنطن والأمم المتحدة تمارسان ضغوطا على الأطراف اليمنية لدفعها إلى الانخراط في جولة مفاوضات قصيرة ومكثّفة للتوصل إلى اتفاق نهائي.
وحملت نتائج اجتماع كيري مع الرباعية الدولية ما يمكن وصفه بأنه محاولة لاستيعاب غضب الحكومة اليمنية وبعض الأطراف الإقليمية من مبادرة المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ، والتي كانت توصف بأنها تعطي الانقلابيين الحوثيين مكافأة على انقلابهم.
وكانت أبرز النتائج إحداث تعديلات على المبادرة الأممية، أهمها تأجيل مناقشة وضع الرئيس هادي إلى فترة ما بعد تنفيذ شرط انسحاب المتمرّدين الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح من المدن وتسليم الأسلحة.
وكانت الصيغة المطروحة سابقا تفترض الاتفاق على نائب جديد توافقي للرئيس هادي تحال إليه كل صلاحيات الرئيس بعد شهر من بدء تنفيذ الاتفاق.
ولكن هل سيقبل الطرف الانقلابي هذه التعديلات، خصوصا بعد إعلانهم عن تشكيل حكومتهم الموازية في صنعاء؟
الإجابة على هذا السؤال ستحددها نتائج اجتماع الأردن الأسبوع المقبل، الذي اتفقت اللجنة الرباعية مع كيري على عقده، وقال عنه ولد الشيخ، إنه اجتماع تقني للجنة التهدئة والتنسيق لوقف إطلاق النار، بينما يكشف سياق تعديل المبادرة الأممية، أن الهدف منه هو إطلاق مشاورات سياسية بين الحكومة الشرعية والمتمرّدين.
ويعتبر مسار السلام في اليمن متوقّفا بشكل عملي منذ الصيف الماضي مع انتهاء محادثات مباشرة بين الفرقاء اليمنيين احتضنتها العاصمة الكويتية لعدّة أشهر ولم يسجّل خلالها تقدّم يذكر باتجاه تحقيق السلام في البلد.
وتبقى الأيام المقبلة لتكشف مدى نجاح إدارة أوباما في تسجيل هدف في الوقت الضائع.
aXA6IDE4LjIyNi4xNy4yNTEg
جزيرة ام اند امز