مراقبون: أين يختفي الدواعش المهزمون في الموصل؟
في الوقت الذي تدور فيه رحى الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي في الموصل، ينشغل المراقبون في واشنطن بالإجابة عن سؤال: أين يختفي الدواعش المهزومون؟
في الوقت الذي تدور فيه رحى الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي لإسقاط عاصمة خلافتهم المزعومة في الموصل، ينشغل المراقبون في واشنطن بالإجابة عن سؤال حيرهم كثيراً؛ أين يختفي الدواعش المهزومون؟
ووفقاً لتصريح أدلى به أحد كبار مسئولي الدفاع الأمريكيين لموقع "ذا ديلي بيست" الأمريكي فإن قوات الأمن العراقية لم تسمح للجيش الأمريكي سوى باستجواب عدد محدود من سجناء داعش منذ بداية الهجوم على الموصل في منتصف شهر أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، وأكد مسئول آخر بوزارة الدفاع أن الجيش الأمريكي لا يصل إلى السجناء الذين تعتقلهم القوات العراقية إلا في حالات نادرة.
وكانت القوات العراقية قد أعلنت عن مقتل المئات من عناصر داعش منذ بداية المعركة منذ نحو 3 أسابيع فيما تشير تقديرات المسئولين الأمريكيين إلى فرار عدد أقل من مقاتلي داعش.
وأعرب المسئول الأمني الأمريكي عن مخاوفه من استغلال هؤلاء المقاتلين الفارين لخبراتهم القتالية والمعلومات التي لديهم عن أرض المعركة في العودة مرة أخرى باستعدادات أفضل، فيما أعرب عن حزنه لضياع فرصة الحصول على معلومات استخباراتية مفيدة منهم.
وهناك صعوبة بالغة في اعتقال المقاتلين داخل مدينة تعج بالقنابل والأنفاق وتعد موطناً لمئات الآلاف من المدنيين مما يجعل محاولات اختراقها لإلقاء القبض على المقاتلين عملية شديدة الخطورة.
ويقول جيمس جيفري السفير الأمريكي السابق بالعراق (2010- 2012)، إنه "لا يمكن إلقاء القبض على المقاتلين في المناطق المدنية، حيث تكون تلك العملية خطرة للغاية.. فنحن لم نلق القبض على العديد من الأشخاص خلال معارك الفلوجة في 2004".
وخلال حرب العراق، تمكنت الولايات المتحدة من اعتقال آلاف السجناء العراقيين مما مكنها من الحصول على معلومات استخباراتية مفيدة، ولكنها لا تستطيع عمل الشيء نفسه هذه المرة.
وعن ذلك يقول فيليب سولندز الباحث بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، إن عدم تواجد قوات أمريكية على الجبهة يجعل من الصعب إلقاء القبض على المقاتلين، ومن ثم يقلل فرصة الحصول على معلومات استخباراتية فعالة، سواء في مواجهة التنظيم على المدى البعيد أو في التقدم في المعركة التي تدور رحاها في الوقت الراهن.
ومن جهة أخرى، أعربت "هيومان رايتس ووتش" عن مخاوفها بشأن عدم وجود تقارير عن عدد المحتجزين حيث تعتقد إن القوات العراقية والكردية تحتجز على الأقل "37 رجلاً من مناطق قريبة من الموصل لاتهامهم بأنهم على صلة بتنظيم الدولة"، مشيرة إلى أن الحكومة لم تسمح لهم بإجراء أية اتصالات خارجية.
وعلى صعيد آخر، كان تنظيم داعش دائماً يحث مقاتليه على القتال حتى الموت مؤكداً بأن من سيقصر في ذلك سيتعرض للعقاب، وأكد التنظيم أن الاستسلام لقوات العدو يعد جريمة عقوبتها الموت، وهناك دليل على أن التنظيم نفذ بالفعل عمليات إعدام لمقاتليه الذين سلموا أنفسهم. ففي بداية الشهر الجاري، تلقى مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان تقارير بشأن قتل التنظيم 50 من مقاتليه بقاعدة الغزلاني العسكرية في الموصل نظراً لاتهامهم بالفرار.
ويعتقد المراقبون أن القوات العراقية والكردية اعتقلت المئات من مقاتلي داعش بالتأكيد، ولكن ليس من الواضح عددهم أو عدد من مازال قيد الاعتقال.
وأكد أحد المسئولين الأكراد اعتقال المئات من المقاتلين حتى الآن، ولكنه لم يستطع تحديد العدد الذي ما زال قيد الاعتقال، مشيراً إلى أن من يعتقد بأنه من مقاتلي داعش يتم تسليمه للقوات العراقية.
ونظرا لأن مقاتلي داعش إما يفرون أو يموتون، فليس أمام الولايات المتحدة أمل في الحصول على معلومات استخباراتية مفيدة إلا من خلال الوثائق والملفات الإلكترونية وليس عبر عمليات الاستجواب.
ووفقاً لمسئولين بالبنتاجون فإن الاعتقاد بأن مقاتلي داعش لن يستسلموا دفع القوات المحلية إلى الإيمان بأن هناك طريقة واحدة لهزيمة داعش وهي قتلهم.
وأضاف المسئولون بالبنتاجون إلى أن القوات الأمريكية تشارك في العمليات في الموصل بشكل استشاري فقط، وأنها لا تتدخل في عمليات الاعتقال بعد ما أثارته عمليات الاعتقال التي قامت بها من قبل في سجن أبو غريب من انتقادات لاذعة.