حاول تبريرها فأدان نفسه.. فيديو إسرائيلي يفضح قتل 3 أطفال فلسطينيين
جيش الاحتلال نشر مقطع فيديو قصير بدا أنه موثق من طائرة مراقبة ويظهر فيه مكان تمركز 3 أشخاص قرب الشريط الحدودي لقطاع غزة
في محاولة لتبرير استهداف الأطفال قرب السياج الحدودي الفاصل بقطاع غزة، قدم جيش الاحتلال الإسرائيلي عبر مقطع مصور دليل إدانته بقتل ثلاثة فتية فلسطينيين بـ"دون ذنب".
ونشر الناطق باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، مقطع فيديو قصيرا (26 ثانية)، بدا أنه موثق من طائرة مراقبة، ويظهر فيه مكان تمركز 3 أشخاص قرب الشريط الحدودي، ويلقي أحدهم جسما بدا أنه انفجر بشكل محدود على بعد خطوتين منهم، قبل أن يجري استهدافهم من القوات الإسرائيلية وقتلهم في المكان.
وقال أدرعي، في بيان: "رصدت قوات الجيش 3 مشتبه فيهم اجتازوا السياج الأمني من جنوب قطاع غزة ودخلوا إلى منطقة وعرة بالحدود"، على حد زعمه.
وأضاف: "هرعت القوات إلى المكان وقامت بتطويق المنطقة وبأعمال تمشيط بحثًا عن المشتبه فيهم الذين ألقوا عبوة ناسفة أو قنبلة يدوية باتجاه القوات"، مشيرا إلى أن الجنود أطلقوا النار باتجاههم ورصدوا إصابتهم.
العائلات تتحدث
وبخلاف ادعاءات الاحتلال، أكدت مصادر محلية لـ"العين الإخبارية" أن الأطفال الثلاثة تتراوح أعمارهم بين 17-18 عامًا، وهم: محمد هاني أبو منديل، وسالم زويد النعامي، ومحمود خالد سعيد، جميعهم طلاب في مدرسة شهداء المغازي الثانوية للبنين.
وقالت والدة محمد لـ"العين الإخبارية": إن ابنها طالب في الثانوية العامة، ولا ينتمي لأي فصيل، مشيرة إلى أن الاتصال انقطع بابنها الليلة الماضية، ولاحقا علموا من وسائل الإعلام باستشهاده.
أحد أقارب الشهيد أكد أن "الاحتلال الإسرائيلي اعتاد على التلفيق"، مضيفا: "الشهداء الثلاثة هم أطفال صغار في عمر الزهور، وطلاب لا علاقة لهم بالفصائل، وهم مدنيون، والفيديو الذي نشره الاحتلال يؤكد أنه جرى إعدامهم ميدانيا وكان بالإمكان اعتقالهم".
ولم تتلق العائلات حتى الآن تأكيدا من الجهات الفلسطينية الرسمية نبأ استشهاد أبنائهم، وكل ما لديهم الإعلان من الناطق باسم الجيش الإسرائيلي.
وتوجه آباء الشهداء للجنة الدولية للصليب الأحمر لتقديم بلاغ والمطالبة بالتدخل لتسليم جثامين أبنائهم.
وقال والد سالم النعامي: "نناشد المؤسسات الحقوقية والصليب الأحمر والسلطة الفلسطينية التدخل لإبلاغنا بمصير أبنائها وتسليمنا جثامينهم حال تأكيد استشهادهم".
التفاف على الحقيقة
وفند خبراء في القانون التقتهم "العين الإخبارية" رواية الاحتلال ومقطع الفيديو الذي بثه، مؤكدين أن ما حدث يصنف جريمة إعدام ميداني دون أي مبرر.
ورأى تحسين عليان، الباحث في مؤسسة الحق لحقوق الإنسان، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تحاول أحيانا تغيير الوقائع من خلال نشر الفيديوهات للالتفاف على الحقيقة.
وقال عليان: "نحن في المؤسسة لنا تجربة مع الفيديوهات عندما نشر الجيش الإسرائيلي مقطعا حول قتل المسعف ساجد مزهر في مخيم الدهيشة وقد أثبتنا بالأدلة القطعية أن الفيديو ليس هو المسعف ساجد وإنما شخص آخر".
وأشار إلى أن هذه الفيديوهات تؤثر خصوصا على الصعيد الدولي؛ حيث كانت منظمة الصحة العالمية ستتبنى الرواية الإسرائيلية حول مقتل المسعف مزهر قبل أن تعدل عن ذلك أمام الأدلة الصحيحة التي قدمتها مؤسسته.
تحليل الفيديو
ووفق تحليل الخبراء للفيديو الذي نشره جيش الاحتلال؛ فإن الأمر لا يتعلق بعبوة ناسفة كما يدعي الاحتلال، إنما جسم متفجر ربما يكون من الألعاب النارية؛ إذ انطلق على مسافة خطوتين منهم وكان انفجاره محدودا دون تأثير.
بمعنى أنه لم يشكل أي خطر على حياة الجنود الذين أقدموا على استهداف قاتل للأطفال الثلاثة وكانوا يرصدونهم بالكاميرا، وكان بإمكانهم اعتقالهم أو إصابتهم في الأطراف بالحد الأقصى.
وقال الدكتور عبد الكريم شبير، وهو خبير في القانون، إن الفيديو يثبت كيف أعدم جنود الاحتلال فتية تحت سن الـ18 لا يشكلون أي تهديد للجنود.
وتابع: "هذه جريمة ضمن الانتهاكات الخطيرة للقانون الدولي الإنساني واتفاقية روما ونحن أمام هذه الجريمة المصورة إسرائيليا مدعوون لدحض رواية الاحتلال وفضح جريمته مكتملة الأركان بحق أطفال فلسطين".
وشدد على أن الاحتلال أخل بمبدأ الضرورة والتناسب في تعامله مع الأطفال الثلاثة، وكان بإمكانه اعتقالهم خاصة أن كاميراته كانت ترصد تحركهم في منطقة الشريط الحدودي.
واتفق معه اللواء المتقاعد واصف عريقات بأن فيديو الاحتلال يدلل على أنه كان بإمكان الجنود التعامل وفق قواعد التعامل العسكرية التي تفرض التدرج بديلا عن القتل المباشر لفتية لا يشكلون أي خطر.
وقال عريقات لـ"العين الإخبارية": "كان يمكن لجنود الاحتلال إطلاق الرصاص على الأقدام لكنهم يريدون القتل من أجل القتل".
ورأى أن عملية القتل هذه مرتبطة بأبعاد سياسية لدى قادة الاحتلال ومحاولة لطمأنة المستوطنين في البلدات الإسرائيلية المجاورة لقطاع غزة ليس أكثر.
aXA6IDMuMTQxLjIwMS45NSA=
جزيرة ام اند امز