نحو 40 رئيس دولة يتوافدون على إسرائيل وفلسطين دون أفق للسلام
الرئيس الفلسطيني سيطالبهم بتحريك عملية السلام ونتنياهو سيناقش فرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية
بدأ عشرات القادة الدوليين في التوافد على إسرائيل للمشاركة في المنتدى الخامس لـ"الهولوكست" مع زيارة فلسطين؛ لكن دون أفق لتحريك عملية السلام المجمدة منذ سنوات.
- مصدران فلسطيني وغربي يرجحان إطلاق صفقة القرن قبل نهاية يناير
- وسط تقديرات بقرب إعلانها.. "صفقة القرن" ستحسم وضع الضفة الغربية
وقال مسؤول بالرئاسة الفلسطينية لـ"العين الإخبارية" إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيستقبل في اليومين القادمين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس الروسي فلاديمير بوتين وولي العهد البريطاني الأمير شارلز وقادة آخرين.
وأضاف أن الرئيس الفلسطيني سيستقبل بوتين والأمير شارلز في مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية والرئيس الفرنسي في مدينة رام الله (وسط).
ورجح المسؤول أن يتم استقبال قادة دوليين آخرين (لم يحددهم) خلال اليومين القادمين.
وأوضح أن محادثات الرئيس عباس مع القادة الدوليين ستتركز على الدعوة لعقد مؤتمر دولي للسلام لتحقيق حل الدولتين ووقف الاعتداءات الإسرائيلية وعلى رأسها الاستيطان والدعوة للاعتراف بالدولة الفلسطينية.
بدورها، قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية، في بيان، إن نحو 40 رئيس دولة سيبدأون في التوافد اليوم للمشاركة في منتدى دولي حول الهولوكست الخميس المقبل.
ومن أبرز المشاركين في المنتدى الرؤساء الفرنسي والروسي والإيطالي والألماني والبرتغالي، إضافة الى نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس وولي العهد البريطاني الأمير شارلز.
المنتدى الخامس للهولوكست سينعقد تحت عنوان "تذكر المحرقة، محاربة معاداة السامية"، وينظمه المنتدى العالمي للهولوكست، بالتعاون مع متحف "ياد فاشيم" الذي يخلد ذكرى الهولوكست.
وعلى الرغم من أنه يتوافق مع الذكرى السنوية الـ 75 لتحرير معسكر الإبادة النازي "اوشفيتس" فإن الرئيس البولندي أندريه دودا سيغيب عن المنتدى بسبب خلافات إسرائيلية-بولندية حول مسؤولية الأخيرة في المحرقة النازية.
وبدأت الشرطة الإسرائيلية نشر ما يقارب 11 ألف شرطي ومتطوع أمن لتأمين المنتدى وبخاصة في مدينة القدس الغربية ومطار بن غوريون الدولي قرب تل أبيب.
ورجحت الشرطة الإسرائيلية أن تشهد المدينة اكتظاظات مرورية شديدة حتى الجمعة بسبب إغلاق طرق لتأمين حركة القادة الدوليين.
ومصطلح "الهولوكوست" استخدمته إسرائيل لوصف حملات حكومة ألمانيا النازية وبعض حلفائها لتصفية يهود في أوروبا عرقيا، إبان الحرب العالمية الثانية (1939 ـ 1945) ونجحت في الحصول على تعويضات ضخمة.
ويعتزم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استغلال لقاءاته مع القادة الدوليين لتجنيدهم في المعركة التي تخوضها إسرائيل ضد المحكمة الجنائية الدولية.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إنه "على الرغم من أن نتنياهو سيتناول القضية الإيرانية في المقام الأول خلال اجتماعاته بالقادة، إلا أنه سيتعامل أيضًا مع قرار المدعية العامة في المحكمة الجنائية الدولية، فاتو بنسودا، بأن هناك أساسًا لبدء تحقيق ضد إسرائيل فيما يتعلق بجرائم الحرب في الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية".
وفي هذا الصدد، قال نتنياهو، في تصريحات صحفية، الثلاثاء، إن "إدارة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب تحدثت بأشد التعبيرات ضد المحكمة الجنائية الدولية ضد هذا القرار الشائن".
وطالب نتنياهو بـ"اتخاذ خطوة عملية وبفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية وعلى موظفيها ومدعييها كلهم".
قال مصدران فلسطيني وغربي إن ثمة تقديرات بشأن إطلاق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطته لحل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي المعروفة بـ"صفقة القرن" قبل نهاية الشهر الجاري.
وأوضح مصدر سياسي فلسطيني، رفض الكشف عن اسمه، لـ"العين الإخبارية"، أن "معلومات توافرت بشأن سعي الرئيس الأمريكي إلى نشر الخطة (صفقة القرن) قبل نهاية الشهر الجاري.. لا معلومات لدينا بسبب عدم وجود اتصالات مع الإدارة الأمريكية ولكننا ننظر ببالغ الخطورة".
من جهته، قال دبلوماسي غربي، طلب أيضا عدم تعريفه، لـ"العين الإخبارية"، إن "المعلومات المتوافرة تشير إلى أن الإدارة الأمريكية قد تنشر الخطة يوم 27 من الشهر الجاري".
ولم تتأكد المعلومات من الجانب الأمريكي؛ إذ قال مسؤول إن ترامب "سيتخذ القرار حول توقيت نشر الخطة".
وكانت الإدارة الأمريكية قد أرجأت لأكثر من مرة العام الماضي نشر الخطة بانتظار تشكل حكومة إسرائيلية بعد الانتخابات.
ولكن إعادة الانتخابات الإسرائيلية مرتين وفي انتظار أن تجري انتخابات ثالثة يوم 2 مارس/آذار المقبل دون أفق بتشكيل حكومة دفعت الإدارة الأمريكية لبحث نشر الخطة قبل الانتخابات.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد أعلن في أكثر من مناسبة رفضه الخطة الأمريكية بعد إعلان ترامب أنها تسقط موضوع القدس من طاولة المفاوضات.