"رحلات العودة".. فلسطينيون يواجهون الاحتلال بثقافة الحياة
حيوية الفعالية وتنوع برامجها من الدبكات والرقصات الشعبية ودندنة العود تبدو تطورًا كبيرًا في فعاليات مسيرة العودة.
عبر رحلات شبابية وعائلية حضر فيها التراث الفلسطيني بمأكولاته وأغانيه ورقصاته، اختار الفلسطينيون إحياء الطابع السلمي لفعاليات مسيرة العودة الكبرى جنوب قطاع غزة.
وافترش المشاركون الأرض على مقربة من مخيم العوة في خزاعة، شرق خانيونس، تحت أشجار الزيتون المعمرة على شكل مجموعات، بعدما قدموا من أرجاء متفرقة من غزة.
وبأحد أركان المكان، احتضن فنان شاب العود وبدأ يدندن بألحان العودة ليثير في الحضور شجن الحنين لبلداتهم الأصلية التي يفصلهم عنها السياج الحدودي الذي يبعد مئات الأمتار عن المكان.
وفي زاوية أخرى، انهمكت سيدة فلسطينية بعمل خبز الصاج البلدي الذي لا تحلو الرحلات الريفية إلا بحضوره، بينما أشعل آخرون النار وبدأوا بتجهيز الشاي والقهوة.
من بعيد، كانت تبدو مواقع الاحتلال هادئة، بلا رصاص أو قنابل وبلا تجمعات على مقربة من السياج الحدودي، فيما تجلّت رسالة أراد المنظمون التأكيد عليها تحت شعار الطباع السلمي للفعالية.
وأكد أحمد أبو أرتيمة، أحد منسقي مسيرة العودة الكبرى، أن هذه الفعالة جاءت رسالة لتأكيد استمرار مسيرة العودة وتأكيد طابعها السلمي.
وقال أبو ارتيمة لـ"العين الإخبارية": "أردنا التأكيد بارتباط نضالنا بالحياة والجمال وليس بالدماء والخسائر".
وأضاف: "بهذا النموذج البسيط، نواجه الاحتلال الذي يدّعي أننا حالة من التخريب والموت والعبثية، ونرد عليه بأننا شعب صاحب قضية، نناضل بكل الوسائل، خبز الصاج وإشعال النار والدبكة والعود".
كما أعرب عن أمله في إعادة تنظيم هذه الفعالية والفكرة غير المركزية لتعزيز هذه الحالة النضالية التي تواجه الاحتلال بثقافة الحياة.
حيوية الفعالية وتنوع برامجها من الدبكات والرقصات الشعبية إلى دندنة العود والرسم في الهواء الطلق، تبدو تطورًا كبيرًا في فعاليات مسيرة العودة التي غلب عليها مؤخرًا إشعال الإطارات والبالونات، وهي التي استجلبت ردودًا إسرائيلية قاسية، آخرها قرار إغلاق معبر كرم أبو سالم بشكل كامل وتقليص مساحة الصيد، وهو القرار الثاني خلال أسبوع بتشديد حصار غزة المستمر منذ 12عامًا.
وقالت إحدى المشاركات في الفعالية، رضا النجار: "أردنا أن نوصل رسالة بسلمية المسيرة وحبنا لتراثنا وهويتنا، وسلاحنا اليوم هو خبز الصاج وهذا الحضور الجميل، تحت ظلال أشجار الزيتون المعمرة رمز المحبة والسلام".
وأضافت: "نفتخر بتراثنا وهويتنا الثقافية وأكلاتنا، ونمارس الفرح والحياة، ونتحدى الاحتلال بهذا النمط السلمي".
بدوره، أوضح الناشط محمد الحسني، أن هذه الفعالية تأكيد حقيقي على أن الشباب لا يزال يحلم بالعودة، قائلًا: "نعيد إحياء الذاكرة من جديد وأننا متشبثون بأرضنا وهويتنا وتراثنا، كما هو الزيتون في هذه الأرض، ونحن مستمرون حتى العودة وفك الحصار".
أما الناشطة إسراء العرعير، فأكدت هي الأخرى أن الرحلة تأكيد على سلمية مسيرة العودة الكبرى، مضيفة: "وسائلنا سلمية، جئنا لنقول نحن نحب الحياة.. ارحل يا محتل من أرضنا. نريد أن نعيش بحرية وأمان وسلام".
واتفقت معها نداء اللحام بقولها: "مخيماتنا سلمية وليست عسكرية، نريد الحياة ولدينا روح الرفاهية وحب الحياة، وسننتزع هذا الحق ونعيش هذا الحب".
aXA6IDMuMTQ0LjIuNSA= جزيرة ام اند امز