أكتوبر في العراق.. غضب شعبي يحرق النفوذ الإيراني
التقرير التالي يرصد محطات الغضب العراقية منذ مطلع الشهر الجاري ضد النفوذ الإيراني والفساد في البلاد
تجددت الجمعة المظاهرات الحاشدة في العراق بعدما شهدت التحركات سقوط أكثر من 150 قتيلا منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول، حيث احتشد الآلاف في الشوارع احتجاجا على الفساد والبطالة وتدهور الخدمات العامة والمطالبة بإنهاء النفوذ الإيراني في البلاد.
وشهدت مظاهرات 25 أكتوبر/تشرين الأول سقوط ما يقرب من 40 قتيلا وأكثر من 2000 جريح، إثر استخدام مليشيات الحشد الشعبي التابعة لإيران والقوات الأمنية العراقية الخاضعة لها الرصاص الحي ضد المتظاهرين في بغداد والمدن الأخرى.
- حرق ودهس وقنص.. مليشيات إيران تستهدف متظاهري العراق
- رصاص مليشيات إيران يسقط 24 قتيلا و2000 جريح بالعراق
ومن بين القتلى 11 متظاهرا، لقي مصرعهم حرقا بعد إضرام النار بأحد مقرات مليشيا الحشد الشعبي في جنوب العراق.
التقرير التالي يرصد محطات الغضب العراقية منذ مطلع الشهر الجاري ضد النفوذ الإيراني والفساد في البلاد.
الأسبوع الأول وشرارة المظاهرات
في 1 أكتوبر/تشرين الأول، تظاهر أكثر من ألف شخص في شوارع بغداد وعدة مدن في جنوب العراق، بطريقة عفوية منددين بالفساد وتردي الأوضاع الاقتصادية والتدخلات الإيرانية في القرار العراقي.
وانطلقت أول مظاهرة حاشدة ضد حكومة عبدالمهدي بعد نحو عام من تشكيلها، إثر دعوة على شبكات التواصل الاجتماعي.
وتجمّع المتظاهرون في ساحة التحرير بالعاصمة، في حراك بدا عفويا وفرّقت شرطة مكافحة الشغب الحشود باستخدام خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، قبل استخدام الرصاص الحي الذي سمع دويه في بغداد.
في 2 أكتوبر/تشرين الأول، اتساع رقعة المظاهرات في أنحاء جنوب العراق مع مشاركة الآلاف، وحاولت الشرطة تفريق الحشود عبر إطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي.
وأطلقت شرطة مكافحة الشغب الرصاص الحي خلال المظاهرات التي خرجت في بغداد وفي مدينتي النجف والناصرية، أما السلطات ففرضت حظراً للتجول في بغداد وعدة مدن أخرى.
وفي 3 أكتوبر/تشرين الأول، بدأت حدة المواجهات تتزايد في بغداد، ووقعت صدامات عنيفة عندما تحدّى آلاف المتظاهرين حظر التجوّل وخرجوا في مظاهرات في العاصمة ومدن جنوبية.
ففي بغداد أطلقت قوات الأمن الرصاص الحي على الحشود المتظاهرة التي أغلقت الشوارع وأشعلت الإطارات أمام مقار حكومية في عدة مدن بينها ميسان والنجف والبصرة وواسط وبابل.
ولجأت السلطات في الأسبوع الأول من الشهر الجاري إلى قطع الإنترنت عن غالبية من مناطق البلاد، في إجراء اعتبرته منظمات حقوقية متعمّداً لمنع تغطية الاحتجاجات.
وفي أول خطاب منذ بدء الاحتجاجات، دافع رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي عن منجزات حكومته، وطلب منحها مزيداً من الوقت لتطبيق أجندة الإصلاحات، وحذّر من أن الأزمة الحالية قد "تدمّر الدولة العراقية برمتها".
وفي الرابع من الشهر نفسه، اتّهمت قوات الأمن "قناصة مجهولين" بإطلاق النار على المتظاهرين وعناصرها في بغداد.
كما فرقت قوات الأمن تجمعا كبيرا في العاصمة، حيث تم رفع حظر التجول، وواجه المتظاهرون الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع.
وفي نهاية الأسبوع الأول من أكتوبر/تشرين الأول، أعلنت الحكومة عن تدابير اجتماعية تتراوح ما بين مشاريع إسكان ومساعدات إلى الشباب العاطل عن العمل.
الأسبوع الثاني والثالث وتحركات الحكومة
في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، أقر الجيش العراقي بـ"الاستخدام المفرط للقوة" في الاشتباكات مع المحتجين في مدينة الصدر.
وأعلنت مليشيا الحشد الشعبي أنها مستعدة للتدخل لقمع المظاهرات إذا أمرت الحكومة بذلك، من جانب آخر دعا الرئيس برهم صالح القوى السياسية إلى "الحوار" دون "تدخل من الخارج".
في الثامن من الشهر ذاته، بعد ليلة هادئة في بغداد، تم رفع القيود الأمنية حول المنطقة الخضراء، وشارك أكثر من 200 نائب في جلسة استثنائية، هي الأولى منذ بداية الاحتجاجات.
وأجرى رئيس الوزراء عدة اجتماعات مع رئيس البرلمان ووزرائه وشيوخ العشائر والسلطات القضائية.
في 20 أكتوبر/تشرين الأول، وجهت دعوات على وسائل التواصل الاجتماعي للمشاركة في مظاهرات في 25 من الشهر ذاته، في ذكرى تشكيل حكومة عبدالمهدي.
وفي 22 كشف تحقيق رسمي أن حصيلة قتلى أسبوع من المظاهرات بلغت 157 قتيلا، غالبيتهم قتلوا في بغداد، وأعلنت الحكومة إقالة عدد من القادة الأمنيين.
وفي 24 أكتوبر/تشرين الأول تجددت المظاهرات ونزل المئات إلى شوارع بغداد، وشهدت مدينتا الديوانية والناصرية في جنوب العراق تحركات احتجاجية.
كما ظهر رئيس الوزراء في كلمة متلفزة قبل ساعات من الاحتجاجات، وقال إنه سيجري الأسبوع المقبل تعديلات وزارية بعيدا عن مفاهيم المحاصصة، بخلاف تشكيل مجلس القضاء الأعلى لمحاكمة المفسدين وإنزال العقاب اللازم بهم.
والجمعة، شهد العراق احتجاجات حاشدة ورفع المتظاهرون شعارات تطالب إيران بالخروج من العراق، وأخرى حملت عبارة "خامنئي عدونا الأول"، فيما ردد آخرون هتافات مناهضة لقاسم سليماني قائد فيلق القدس بمليشيا الحرس الثوري الإيراني.
وبحسب المفوضية العليا لحقوق الإنسان العراقية، الجمعة، فقد ارتفعت حصيلة الضحايا لأكثر من 1800 قتيل وجريح، مشيرة إلى أن 40 شخصا قتلوا، وأصيب نحو 1779.
aXA6IDMuMTQ5LjIzLjEyMyA= جزيرة ام اند امز