COP30 يختتم موعده الرسمي بلا اتفاق.. المفاوضات تمتد وسط الخلافات الدولية
تأجلت نتائج COP30 بسبب الخلافات حول الوقود الأحفوري والتمويل المناخي، مع استمرار اجتماعات مغلقة للمفاوضين وسط تهديدات دولية بعدم قبول أي اتفاق يفتقر لخارطة طريق واضحة.
تتواصل مفاوضات COP30 في بيليم البرازيلية وسط انقسامات حادة حول خطة التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، فيما يضغط الاتحاد الأوروبي والدول النامية لتأمين تمويل إضافي لمواجهة تغير المناخ.
تجاوزت محادثات الأمم المتحدة حول المناخ في مدينة بيليم البرازيلية، ضمن مؤتمر الأطراف الثلاثين (COP30)، الموعد المقرر لها يوم الجمعة عند السادسة مساءً (21:00 بتوقيت غرينتش)، في ظل استمرار انقسام الدول بشأن اتفاق مقترح لا يتضمن أي إشارة إلى التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، وفقا لوكالة "فرانس برس".
وواصل المفاوضون عقد اجتماعات مغلقة سعياً لتجاوز الخلافات والتوصل إلى اتفاق يحافظ على هدف الاحتباس الحراري طويل الأمد البالغ 1.5 درجة مئوية، ويثبت أن التعاون الدولي لا يزال ممكنًا رغم الانقسامات العالمية.
ولم يتطرق مشروع الاتفاق الذي كشفت عنه البرازيل، الدولة المضيفة، إلى كلمة "الوقود الأحفوري" أو "خريطة الطريق" التي دعا إليها الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا علنًا.
وقال فوبكي هوكسترا، مفوض المناخ في الاتحاد الأوروبي، إن النص "غير مقبول" وأن القمة قد تنتهي دون اتفاق. وأضاف: "ما هو مطروح الآن على الطاولة هو بوضوح عدم وجود اتفاق"، في حين اجتمع المفاوضون لمحاولة التوصل إلى حل وسط.
وحذرت أكثر من 30 دولة، بما في ذلك دول غنية واقتصادات ناشئة ودول جزرية صغيرة، من أنها سترفض أي اتفاق لا يتضمن خطة للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري.
وأكدت وزيرة التحول البيئي الفرنسية، مونيك باربو، أن بعض الدول تعيق التوصل إلى اتفاق بشأن الوقود الأحفوري.
وأشار وزير البيئة الألماني، كارستن شنايدر، إلى أن "المسودة الأخيرة لا يمكن أن تبقى على حالها" محذرًا من صعوبة المفاوضات مع اقتراب انتهاء مؤتمر COP30. وأضافت وزيرة البيئة الكولومبية، إيرين فيليز توريس، أن المؤتمر "لا يمكن أن ينتهي" دون وضع خارطة طريق للوقود الأحفوري.
ويحتاج التوصل إلى اتفاق إلى توافق نحو 200 دولة، فيما يشارك المؤتمر هذا العام بدون الولايات المتحدة التي قاطعته بسبب خلافات سياسية.
وقال رئيس مؤتمر COP30، الدبلوماسي البرازيلي أندريه كوريا دو لاغو، إن من يشككون في فعالية التعاون الدولي "سيسعدون عندما يرون أننا لا نستطيع التوصل إلى اتفاق فيما بيننا".
وقد تأجل المؤتمر لعدة ساعات بسبب حريق في القاعة يوم الخميس، مما اضطر إلى إخلاء المكان، حيث تلقى تسعة عشر شخصًا العلاج من استنشاق الدخان، واثنان من نوبات الهلع، وأُعيد فتح القاعة مساءً.
لا تزال الانقسامات قائمة حول التمويل اللازم للدول الفقيرة لمواجهة آثار تغير المناخ، مثل الفيضانات والجفاف، بالإضافة إلى الانتقال إلى مستقبل منخفض الكربون.
وأكدت مسودة القرار على ضرورة مضاعفة الدعم المالي للدول النامية، بما في ذلك "مضاعفة تمويل التكيف ثلاث مرات" بحلول عام 2030 مقارنة بمستويات 2025.
وقال جيك شميدت، المدير الاستراتيجي الأول في مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية، إن الاتحاد الأوروبي يطالب بمضاعفة تمويل التكيف قبل الموعد المناسب، دون الحصول على أي تنازلات حول التخلص من الوقود الأحفوري، واصفًا الوضع بأنه "يصعب تقبله".
وصفت برونوين تاكر، مسؤولة التمويل العام في مجموعة "أويل تشينج إنترناشونال"، مسودة النص الأخيرة بأنها "فاضحة"، مشيرة إلى أنها لا تتناول الوقود الأحفوري أو مساءلة الدول الغنية ماليًا، بل تقدم وعودًا غامضة حول التكيف.
وأكد هوكسترا استعداد الاتحاد الأوروبي للالتزام بالتكيف، لكنه شدد على ضرورة أن يكون التمويل ضمن الالتزامات التي تم الاتفاق عليها في COP29 في باكو، حيث وافقت الدول المتقدمة على توفير 300 مليار دولار سنويًا للمناخ بحلول عام 2035.
ويواجه الاتحاد الأوروبي أيضًا مقاومة من الصين والهند بشأن "ضريبة الكربون" على واردات الصلب والألمنيوم والأسمنت والأسمدة، وهي إجراءات تستعد بريطانيا وكندا لاعتمادها أيضًا.
يبقى مؤتمر COP30 في بيليم اختبارًا حقيقيًا للتعاون الدولي، وسط ضغوط شديدة للتوصل إلى اتفاق يوازن بين الحد من الوقود الأحفوري وتمويل التكيف المناخي للدول الأكثر تضررًا من تغير المناخ.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTUzIA== جزيرة ام اند امز