مسؤولون يشيدون بدعم الإمارات لإيكاو.. ويؤكدون: البلوك تشين مستقبل الطيران
المدير الإقليمي لمنظمة الطيران المدني الدولي "إيكاو" يقول: إن الإمارات سباقة في طرح مبادرات تطوير قطاع الطيران المدني على مستوى العالم.
اختتمت فعاليات "قمة ومعرض تقنية البلوك تشين في قطاع الطيران" بأبوظبي، الخميس، بحضور أكثر من 800 مشارك من قادة صناعة الطيران الدولي يمثلون أكثر من 90 دولة وكذلك الشركاء والخبراء في مجال تقنية البلوك تشين ومسؤولي وممثلي الدول الأعضاء في منظمة الطيران المدني الدولي والمنظمات الإقليمية والدولية.
وأجمع مسؤولون مشاركون في أعمال القمة، التي استمرت 3 أيام، على أهمية التقنية الجديدة في صياغة مستقبل صناعة هذا القطاع المهم على مستوى العالم من خلال توفير منصة موحدة للتبادل الآمن للمعلومات والبيانات ما يجعل صناعة النقل الجوي أكثر كفاءة وسلامة.
- برعاية محمد بن زايد.. انطلاق قمة ومعرض "البلوك تشين" بقطاع الطيران
- بالصور ..انطلاق "قمة مستقبل البلوك تشين" في دبي بمشاركة 10 آلاف زائر
وقال هؤلاء المسؤولون، على هامش اليوم الختامي لأعمال القمة: إن استخدام "البلوك تشين" يتطلب تضافر الجهود الدولية للاستخدام الأمثل والآمن لهذه التقنية التي من شأنها أن تحقق وفورات كبيرة لقطاع الطيران المدني على مستوى العالم.
وأشادوا بدعم الإمارات لجهود منظمة الطيران المدني الدولي "إيكاو" للمضي قدما في اعتماد هذه التكنولوجيا الناشئة" البلوك تشين" بما ينعكس إيجابيا على تطوير ومستقبل قطاع الطيران المدني على مستوى العالم، ويجعل صناعة النقل الجوي أكثر كفاءة وتنافسية في ظل تطبيق مبادئ الحوكمة المرنة.
وقال سيف محمد السويدي مدير عام الهيئة العامة للطيران المدني في الإمارات: إن استخدام تقنية البلوك تشين سيمكن قطاع الطيران المدني على مستوى العالم من الانطلاق إلى آفاق جديدة، وأضاف أن تقنية البلوك تشين تمثل مستقبل قطاع الطيران على مستوى العالم لأن من شأنها توفير منصة عالمية موحدة لتبادل المعلومات والبيانات، بالإضافة إلى تحقيق وفورات كبيرة في تبادل المعلومات والبيانات خاصة عملية شراء التذاكر.
وأوضح السويدي أن حجم الإقبال الذي شهدته القمة من مجتمع الطيران الدولي والقطاع التقني يدل على أن قطاع الطيران يحافظ على التزامه بضمان نمو وحماية منظومة الطيران المدني في جميع أنحاء العالم من خلال الاستخدام الفعال لتقنية البلوك تشين.
وأضاف أن الهيئة العامة للطيران المدني تعاقدت مع إحدى الشركات العالمية للبدء في وضع تطبيقات تستند إلى تقنية البلوك تشين، مشيرا إلى أن الإمارات ستكون إحدى الدول السباقة في استخدام التقنية التي من شأنها القضاء على البيروقراطية في قطاع الطيران العالمي من خلال "رقمنة" المعلومات والبيانات التي يمكن الولوج إليها من قبل الشركاء الاستراتيجيين جميعهم سواء شركات الطيران والجوازات والمطارات والذين يمكنهم استخدام المعلومة في الوقت نفسه بدلا عن المراسلات بالطرق التقليدية.
وقال عمر بن غالب نائب مدير عام الهيئة العامة للطيران المدني: إن ضمان التعاون بين الجهات الحكومية والشركاء الدوليين في قطاع الطيران والعديد من الجهات المعنية في التصدي للتحديات التي يواجهها القطاع أمر بالغ الأهمية، واليوم أثبتت الإمارات التزامها برفع مستوى التعاون بين الدول عبر الحدود من خلال توفير منصة تفاعلية تجمع قادة الطيران المدني والجهات المعنية والشركاء من أجل تبادل المعرفة والخبرات في مجال تقنية البلوك تشين.
وأضاف أنه في هذا الحدث شهدنا أمثلة واعدة على التنفيذ المحتمل لهذه التكنولوجيا في الصناعة والقطاع العام ما يساعد على جعل صناعة النقل الجوي أكثر كفاءة وتنافسية، مشيرا إلى أن "إيكاو" ستقترح ورقة عمل للمضي قدما في اعتماد هذه التكنولوجيا الناشئة وهي المبادرة التي ستدعمها الإمارات.
وقال المهندس سليمان أحمد البسام مساعد الرئيس للمطارات بالهيئة العامة للطيران المدني السعودي: إن قمة البلوك تشين التي تستضيفها أبوظبي تعد أحد أهم المؤتمرات المؤثرة في صناعة النقل الجوي على مستوى العالم كونها تشكل مستقبل منظومة الطيران المدني عبر تبني تقنيات المستقبل التي تتضمن فوائد كثيرة على صعيد سلامة المسافرين وأمن المعلومات، إضافة إلى بناء الثقة والمشاركة الفعالة فيما يخص نقل البيانات والمعلومات التي تنقص الجهات العاملة في المطارات.
وأضاف أن تقنية البلوك تشين ستسهل عملية التواصل الآمن بين الشركات وتحقيق التكامل مع التقنيات الحديثة الأخرى للخروج بمنصة عالمية موحدة تؤثر إيجابيا على صناعة النقل الجوي، مشيرا إلى أن عدد الخبراء والمسؤولين المشاركين في أعمال قمة البلوك تشين يؤكد الاهتمام العالمي بتطوير منظومة الطيران المدني نحو آفاق جديدة من شأنها إحداث تحولات جذرية تعود بالنفع على آمن وسلامة الركاب .
ومن جانبه، قال محمد خليفة رحمة المدير الإقليمي للشرق الأوسط لمنظمة الطيران المدني الدولي "إيكاو": إن الإمارات سباقة في طرح المبادرات التي تسهم في تطوير قطاع الطيران المدني على مستوى العالم، مشيرا إلى أن دعم الإمارات لجهود "إيكاو" في تطبيق تقنية البلوك تشين سيحدث نقلة نوعية في تطور منظومة الطيران، وهو ما تطلبه الصناعة بشكل مستمر لمجابهة التحديات الحالية والمستقبلية الخاصة بالسلامة الجوية وأمن الطيران.
وأضاف أن قطاع الطيران العربي ينمو سريعا وتوقع بحلول العام 2045 أن يحقق معدل نمو 5% سنويا ليتضاعف بذلك القطاع مرتين بحلول العام 2030، مشيرا إلى أن قطاع الطيران العربي سيشهد زيادة في عدد الركاب من 150 مليون راكب حاليا إلى 450 مليون راكب، إضافة إلى نمو عدد الطائرات من 1500 حاليا إلى 4620 طائرة بحلول العام 2045.
ولفت إلى أن قطاع الطيران العربي يسهم بنسبة كبيرة في الناتج المحلي للدول العربية، مشيرا إلى أن القطاع يسهم بنسبة تتراوح ما بين 12 و15% من الناتج المحلي للإمارات والتي تعد من أعلى النسب على مستوى العالم ما يؤكد رياديته، لافتا إلى أن قطاع الطيران يوفر أكثر من نصف مليون وظيفة في الدول العربية.
وقال: إن توفير الخبرات في قطاع الطيران المدني تعد أهم التحديات المستقبلية التي تواجه القطاع، مشيرا إلى أن الإمارات والسعودية بحاجة إلى نحو 22 ألف طيار و24 ألف مهندس وفني وأكثر من 50 ألف مضيف ومضيفة يخدمون القطاع وذلك بحلول العام 2045.
ومن جانبه، قال عبدالنبي منار مدير عام المنظمة العربية للطيران المدني: إن تقنية البلوك تشين تمثل مستقبل قطاع الطيران المدني على مستوى العالم لما توفره من معلومات موحدة تنعكس بشكل مباشر على أمن وسلامة الطيران المدني، مشيرا إلى أن دعم الإمارات لتطبيق تقنية البلوك تشين يمثل فرصة كبيرة لقطاع الطيران المدني العالمي، وذلك من خلال القمة التي تتضمن نقاشات ثرية قادرة على الخروج بتوصيات تسهم في تطوير القطاع بشكل يضمن سلامة النقل الجوي.
وأشار إلى أن مساهمة قطاع الطيران المدني بنسبة تصل إلى 15% في الناتج المحلي للإمارات تعد من أعلى النسب كون المتوسط العالمي يصل إلى 3.4% وهو ما يؤكد الدور الريادي لقطاع النقل الجوي الإماراتي.
وقال إسماعيل محمد البلوشي المدير العام المساعد لقطاع شؤون سلامة الطيران بالهيئة العامة للطيران المدني: إن قمة البلوك تشين تسهم في وضع أطر لتبادل المعلومات والبيانات في قطاع الطيران المدني من خلال استخدام هذه التقنية الحديثة، مشيرا إلى أن الخبراء المشاركين في أعمال القمة ناقشوا آلية تبادل وثائق الطائرات وصيانتها وبيانات تدريب أفراد الطيران والتي يتم تبادلها بين الدول ويجري الاحتفاظ بها على مدى عمر الطائرة، وتسمح تقنية البلوك تشين بتوثيق هذه المعلومات بطريقة دقيقة وصحيحة، ونوه إلى أن دعم الإمارات لهذا التوجه يأتي لكونها تعد جزءا من مستقبل الطيران المدني على مستوى العالم.
بدوره، قال محمد فيصل الدوسري المدير العام المساعد لقطاع تحقيقات الحوادث الجوية بالإنابة بالهيئة العامة للطيران المدني: إن قمة تقنية البلوك تشين نجحت في استقطاب أبرز الخبراء في قطاع الطيران المدني على مستوى العالم لمناقشة آليات توفير بيئة آمنة وفعالة لتبادل المعلومات والبيانات.
وقال المهندس ناصر أبوشربك رئيس سلطة الطيران المدني الفلسطيني: إن تقنية البلوك تشين سيكون لها أثر إيجابي كبير على قطاع الطيران المدني على مستوى العالم كونها ستوفر نحو 77 مليون ساعة عمل في الإمارات فقط بعد تطبيق هذه التقنية بشكل كامل، بالإضافة إلى توفير 40 ألف فرصة عمل ما يعني أن هناك تغييرا متسارعا في مستقبل منظومة الطيران المدني.
وشهد اليوم الختامي للقمة مناقشة العديد من المحاور الرئيسة في مجال تقنية البلوك تشين وجرى استعراض الحلول التقنية من قبل الخبراء والمختصين في هذا المجال وتبادل المعلومات مع المشاركين خاصة ما يتعلق بالطرق المثلى لتبني تقنية البلوك تشين والحاجة إلى قرارات حكومية لتسريع اعتماد تقنية البلوك تشين والذكاء الاصطناعي في جميع أنحاء العالم وتجربة وتقييم تقنية البلوك تشين في المفاهيم والمشاريع الحكومية.
كان اليوم الأول قد خصص لورش التعريف بالتقنية المتطورة وكيفية تطبيق استخداماتها وتناول اليوم الثاني الذي تخلله الافتتاح الرسمي للقمة التعريف بالحلول الرائدة والتجارب المتطورة المطبقة في قطاع الطيران والقطاعات المعنية الأخرى وإمكانية تأثير هذه التكنولوجيا على تجربة وأمن المسافر دوليا.
وعرضت الجهات المشاركة بما في ذلك الجهات الحكومية والشركات العالمية والمصنعون ومقدمو الخدمات -مجموعة متنوعة من الحلول المتعلقة بتقنية البلوك تشين، في معرض أقيم على هامش القمة.