أويا.. أسرار قرية يونانية تصنف بين الأجمل في العالم

كأنها لوحة فنية حية خرجت من قلب بطاقة بريدية.. قرية أويا (Oia) في جزيرة سانتوريني باليونان، تتوَّج اليوم بلقب عالمي جديد بعد أن اختارتها مجلة فوربس ضمن قائمة أجمل 50 قرية في العالم لعام 2025.
ببيوتها البيضاء التي يعانقها ضوء الشمس، وقبابها الزرقاء، وأزقتها المرصوفة بالحجارة، وحدائقها المزهرة بالبوغانفيليا (نبات متسلق)، ترسم أويا مشهدًا أخّاذًا يأسِر القلوب ويجعلها أيقونة لا تُنسى على بحر إيجه، بحسب مجلة "أون فول" الفرنسية المتخصصة في السفر.
شرفة على بحر إيجه
وتتدلّى أويا على المنحدرات البركانية كعقد منازل بيضاء ناصعة يتدرّج نزولًا نحو البحر، بواجهات مزينة بنوافذ خشبية ملوّنة وسلالم متعرجة تؤدي إلى شرفات تطل على الأفق.
مشهد يجعل القرية تبدو كلوحة انطباعية تتغير ألوانها بتبدل ضوء الشمس على جدرانها البيضاء، بين زرقة السماء وصفاء البحر.
غروب الشمس.. الطقس المقدّس
سر سحر أويا يكمن في لحظة الغروب التي تتحول إلى طقس جماعي. مع كل مساء، يحتشد الزوار على الأسطح والشرفات وأطلال القلعة الفينيسية لمشاهدة قرص الشمس وهو يغرق في الأفق، مُلوِّنًا البيوت بظلال ذهبية وردية.
- هجوم إلكتروني يشل مطارات أوروبية من برلين إلى هيثرو
- فلاي دبي تعزز حضورها في رومانيا.. رحلات إلى مطار ياش
وفي الأسفل، تعيش خليج أمودي أجواءً مختلفة مع مطاعمها البحرية، أطباق الأخطبوط المشوي، النبيذ المحلي، وأصوات الأمواج التي تضيف سحرًا آخر لليلة المتوسطية.
بين الفخامة والبساطة البوهيمية
وراء الصورة البطاقية، تحتفظ أويا بروحها الفنية والثقافية؛ من معارض الفنون إلى مكتباتها الصغيرة وورش السيراميك. أما بيوتها الكهفية القديمة فقد تحولت إلى أجنحة فندقية راقية مع مسابح لا متناهية وإطلالات ساحرة، لتجمع بين رفاهية هادئة وأناقة متصالحة مع الطبيعة.
إرث يتجدد عبر الزمن
أويا ليست مجرد وجهة سياحية، بل قصة جزيرة صاغها البركان وأعاد تشكيلها عبر الزمن. كنائسها البيزنطية تروي حكاية الإيمان، متاحفها البحرية تذكّر بتاريخها التجاري، ومساراتها الجبلية تقود إلى كنائس معزولة يغمرها السكون. هكذا تحافظ القرية على توازن نادر بين الأصالة والانفتاح، وبين التراث والحداثة.
وتعد أويا اليوم، بعد تصنيف فوربس، ليست فقط قرية على قائمة الأجمل في العالم، بل رمزًا حيًّا لهوية المتوسط: مزيج من الجمال الطبيعي، ودفء الضيافة، ورقيّ لا يعرف الزمان.