مجلس الكنائس العالمي لـ"العين": ٣ رسائل لزيارة بابا الفاتيكان لمصر
منها الاعتراف بأهمية الأزهر ورغبة الكنيسة في العمل معه
أمين مجلس الكنائس العالمي يقول إن إحدى رسائل زيارة بابا الفاتيكان لمصر هي الاعتراف بأهمية الأزهر كمؤسسة رئيسية للإسلام المعتدل
قال الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي، القس أولاف فيكس تفانيت، لبوابة "العين" الإخبارية، إن زيارة بابا الفاتيكان فرنسيس لمصر تحمل ٣ رسائل؛ الأولى هي رغبة البابا في بناء علاقات جيدة ودائمة مع الشعب المصري ومع الأزهر كمؤسسة رئيسية للإسلام المعتدل، والثانية الاعتراف بأهمية مؤسسة الأزهر ورغبة الكنيسة الكاثوليكية في العمل البنّاء مع الأزهر في مجال العلاقات المسيحية الإسلامية، والثالثة تدعيم أصوات القادة المسلمين المعتدلين والثناء عليهم أمام العالم.
بالفيديو.. بابا الفاتيكان: زيارتي لمصر رسالة أخوة ودعوة للحوار
إنفوجراف.. مؤتمر الأزهر العالمي رسالة سلام للعالم
وفي حوار أجراه مع بوابة "العين" أوضح القس أولاف فيكس، أن شيخ الأزهر "لديه وقار عظيم؛ حيث يحظى باحترام وأهمية للمسلمين، ولديه تأثير إيجابي على عموم المسلمين"، مضيفا أن "هذا يطمئننا في ظل موجات التطرف باسم الدين".
وفي وقت سابق الثلاثاء، وصل وفد مجلس قادة الكنائس العالمي، برئاسة القس أولاف فيكس تفانيت، بدعوة من مشيخة الأزهر الشريف، للمشاركة في الجولة الخامسة من الحوار بين حكماء الشرق والغرب، المقررة الخميس، بالإضافة للمشاركة في مؤتمر الأزهر العالمي للسلام يومي الخميس والجمعة.
وفيما يلي نص الحوار:
- بداية، نحن بحاجة للتعرف إلى المزيد عن دور مجلس الكنائس العالمي في بناء السلام والتسامح بين الناس في الشرق والغرب؟
لدى مجلس الكنائس العالمي تاريخ طويل في العمل من أجل حقوق الإنسان، لا سيما التفاهم المتبادل بين الناس من جميع أنحاء العالم، ويولي مجلس الكنائس العالمي اهتماما خاصا لرفاة الكنائس المسيحية، لا سيما في الحالات التي يكون فيها السكان المسيحيون أقلية.
- وما رسائلكم التي توجهونها بتعاونكم مع مؤسسة الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين؟
بكل وضوح، لدينا رسالتان؛ الأولى أننا نريد دعم مكانة ودور الكنيسة القبطية في المجتمع المصري، وذلك في الوقت الذي نريد فيه أيضا دعم الكنائس الأخرى الموجودة في مصر. أما الرسالة الأخرى فهي تعتمد على الأولى وهي رغبتنا في تشجيع التعاون المسيحي الإسلامي، لا سيما في مجال بناء السلام وضمان معاملة الأقليات كمواطنين كاملين في بلدانهم.
ونحن نعمل معا مع شركائنا المسلمين بمشيخة الأزهر ومجلس حكماء المسلمين على ذلك؛ لأننا نتشارك الرؤية والدعوة، لإظهار أن إيماننا بالله، خالق جميع البشر، يحفزنا لتعزيز الحياة معا.
- ولكن قد يعتقد البعض أن هذه المفاهيم عامة في ظل تجنيد التنظيمات الإرهابية للشباب للقيام بتنفيذ العمليات الإرهابية؟
عندما نتحدث عن الإيمان بالله، فنحن بحاجة للتفكير فيما يعنيه أننا نؤمن بأن الله واحد، والهجمات الإرهابية المروعة التي حدثت في مصر مؤخرا تجعلنا ندرك مدى أهمية أننا متحدون في جهود مشتركة للتصدي للغة اللإنسانية للإرهاب، بل تجعلنا ندرك أيضا أهمية أن المسيحيين والمسلمين يتكاتفون من أجل إنشاء واقع مختلف، حيث يمكن استخدام دياناتنا من أجل تعزيز التعايش السلمي بدلا من إضفاء الشرعية على العنف.
- كيف تقرأون زيارة بابا الفاتيكان إلى مصر في هذا التوقيت ومشاركته الأزهر في مؤتمره العالمي للسلام؟
في رأيي البابا فرنسيس يريد بناء علاقات جيدة ودائمة مع شعب مصر ومع الأزهر كمؤسسة رئيسية للإسلام المعتدل. وزيارته لمصر اعتراف بأهمية مؤسسة الأزهر ورغبة الكنيسة الكاثوليكية في العمل البنّاء مع الأزهر في مجال العلاقات المسيحية الإسلامية. ومن الواضح أن زيارة البابا تهدف إلى تدعيم أصوات القادة المسلمين المعتدلين والثناء عليهم أمام العالم.
- وماذا عن مجلس قادة الكنائس العالمي، ما خططه للتعاون مع مجلس حكماء المسلمين في نشر ثقافة التسامح وإرساء السلام؟
نأمل في القيام بذلك كنتيجة لاجتماعاتنا السابقة، ربما نطور مثالا أو 2 من أمثلة التعاون المسلم المسيحي، وسنعلن ذلك قريبا.
- التقيت شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب من قبل، كيف تنظرون إلى دوره في نشر السلام العالمي والمنهج الوسطي للإسلام؟
الدكتور أحمد الطيب شخص يتمتع بوقار عظيم ويحظى باحترام واهتمام المسلمين المؤمنين، ومن الواضح أن لديه القدرة على التأثير عليهم بشكل إيجابي وهذا يطمئننا في ظل ما يعانيه العالم من تطرف باسم الدين.
- البعض يرى الأزهر ومجلس حكماء المسلمين المرآة الحقيقية للإسلام.. كيف ترى ذلك؟
في رأيي، مبادرة الأزهر لتأسيس مجلس حكماء المسلمين ليصبح بمثابة منتدى دولي لمجموعة من الأصوات الإسلامية المعتدلة، خطوة ذات أهمية حيوية بالنسبة للإسلام نفسه، وللشرق الأوسط وللعالم. وأتمنى أن يتطور المجلس أكثر فأكثر، وأن يصبح انعكاسا أشمل للإسلام.
- غدا تعقد الجولة الخامسة للحوار بين حكماء الشرق والغرب، وكنتم قد ألمحتم في الجولة الماضية عن رغبتكم في أن يوفر المعهد المسكوني ببوسي إمكانية لانضمام الشباب من مختلف العقائد لمنتدى أديان معا كل صيف، هل ننتظر قيامكم بذلك بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين قريبا؟
على مدى السنوات العشر الماضية، أدار المعهد المسكوني بسويسرا دورات صيفية تضم شبابا مسيحيين ومسلمين ويهوديين. وكان هناك مشاركون من مصر في عدد من المناسبات، أما بخصوص التعاون مع مجلس حكماء المسلمين فنحن بدأنا فعليا حيث دعا زميلي كلار آموس المدير التنفيذي لبرنامج الحوار والتعاون بين الأديان التابع للمجلس العالمي، القائمين على مجلس حكماء المسلمين لاقتراح أسماء للمشاركة في دورة هذا الصيف.. ونحن بصدد التنفيذ.
aXA6IDMuMTM4LjEzNC4yMjEg جزيرة ام اند امز