بالصور.. "لادا الثمانينيات" صامدة أمام الزمن في أديس أبابا
الزائر للعاصمة الإثيوبية أديس أبابا يجد الآلاف من سيارات الأجرة الـ"لادا" القديمة ذات اللونين الأزرق والأبيض.
يجد زائر العاصمة الإثيوبية أديس أبابا سيارات الـ"لادا" بمجرد أن تحط قدماه مطار بولي الدولي، وهي من طرازات اختفت منذ الثمانينيات، لكنها ما زالت تعمل في إثيوبيا وتزاحم أفخم السيارات الحديثة بالعاصمة.
"لادا" سيارة روسية تنتجها شركة "أوتوفاز" لصناعة السيارات، والتي تأسست في أوائل الستينيات من القرن العشرين، وكان أول إنتاج للسيارة الـ"لادا "في عام 1972، وبلغ إنتاجها في حينها أكثر من 2000 سيارة في اليوم، وشقت الكثير من هذه السيارات طريقها إلى إثيوبيا في عهد نظام منغستو هيلا مريام العسكري السابق (1974-1991).
ومن أشهر طرازات الـ"لادا"، "ريفا" و"نيفا"، وهي الأكثر انتشاراً، وتحظى بشعبية كبيرة في أوساط الطبقة العاملة.
الـ"لادا" تحتفظ بمكانتها في أديس أبابا
تحتفظ هذه السيارة التي تكاد تكون اختفت في كثير من دول العالم بمكانتها في العاصمة الإثيوبية، والزائر للمدينة يرى أن معظمها مطلية باللونين الأزرق والأبيض، وهي ألوان تعبر عن العلامة الرسمية لسيارة الأجرة "التاكسي" في أديس أبابا.
ويمكنك رؤية سيارة الأجرة الـ"لادا" كل يوم في أنحاء أديس أبابا، ويقدر عددها بحوالي 5000 سيارة، وتتميز هذه الطرازات القديمة بالقوة والمتانة، وهو السر الذي جعلها تصمد حتى الآن في شوارع العاصمة الإثيوبية.
ويميل كثير من الشباب ومحدودي الدخل لاستخدام تاكسي الـ"لادا"، ويحرص سائقوها على صيانتها بشكل مستمر.
"العين الإخبارية" التقت عددا من سائقي وأصحاب سيارات الـ"لادا"، وكان من بينهم أفريم أبب، وقال إنه يقود هذه السيارة منذ 14 عاماً، وإن العمل عليها كان جيداً في الماضي، لكنه الآن يواجه صعوبات بسبب وجود سيارات الأجرة الجديدة في شوارع العاصمة أديس أبابا، لكن هناك زبائن يفضلون اختيار تاكسي الـ"لادا" لأسعاره المناسبة، وخبرة سائقيه في معرفة الطرقات جيداً.
وبدوره قال برهانو شفراو إنه يقود تاكسي الـ"لادا" منذ 3 سنوات، مضيفاً أن العمل على هذه السيارة في الماضي أفضل من الآن، لأنه لم يكن يوجد الكثير من سيارات الأجرة الجديدة في طرقات العاصمة أديس أبابا، وأشار "شفراو" إلى أنه يجني في اليوم حوالي 300 بر إثيوبي.
صعوبة الحصول على قطع غيار أصلية
ويشكو سائقو الـ"لادا" من صعوبة إيجاد قطع غيار أصلية، وقالوا إنهم يستعيضون عنها بتوليف قطع غيار أخرى مستعملة وبحالة جيدة، وتباع بأسعار مناسبة.
وتعمل الحكومة الإثيوبية على تغيير تاكسي الـ"لادا"، عن طريق دعم سائقيه وتنظيمهم في جمعيات، من أجل توفير سيارات جديدة لهم بالتقسيط عبر البنوك، لتغيير مظهر المدينة، وتطوير خدمات سيارات الأجرة "التاكسي".
وينشط التاكسي عادة ليلاً لاحتياج الزبائن له بكثرة، خاصة بعد أن تتوقف حافلات الركاب في هذا الوقت.
ويقول أحد الأفراد الذين يستخدمون تاكسي الـ"لادا" لفترة طويلة "لسائقي هذه التاكسيات ميزات عديدة، أهمها أنهم يفضلون الهدوء، وعدم التحدث في أمور عامة لا يحتاج الشخص إلى سماعها، ولديهم قدرة عجيبة على الصبر والانتظار، ويهرع السائق لخدمتك في أي مكان وأي منطقة بأديس أبابا لدى حاجتك إليه".