كوكب الشرق تلقي بأنوارها على مسرح الشارقة للموسيقى
في ليلة طربية من ليالي مهرجان الشارقة للموسيقى العالمية حلّت أم كلثوم ضيفة، بروحها وأغنياتها على مسرح جزيرة العلم بالشارقة.
حلّت "كوكب الشرق" أم كلثوم ضيفة، بروحها وأغنياتها، مساء الأحد، على مسرح جزيرة العلم بالشارقة، في ليلة طربية من ليالي مهرجان الشارقة للموسيقى العالمية، الذي ينظمه مركز فرات قدوري للموسيقى، برعاية هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، سهر خلالها الجمهور مع الفنانة ريهام عبد الحكيم وأوركسترا دار الأوبرا المصرية بقيادة المايسترو محمد الموجي، إحياءً لذكرى "سيدة الغناء العربي".
حضر الأمسية الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مركز الشارقة الإعلامي، رئيس مؤسسة الشارقة للإعلام، والدكتورة إيناس عبد الدايم، رئيس دار الأوبرا المصرية، وجيهان مرسي، مدير مهرجان الموسيقى العربية في مصر، والفنان فرات قدوري، مدير مهرجان الشارقة للموسيقى العالمية، وعدد من نجوم المجتمع والمشاهير وحشد من الجمهور.
وأبهرت فرقة دار الأوبرا المصرية، التي تضم 18 عازفاً يتقدمهم المايسترو الشهير محمد الموجي، الحضور بأدائها لمقطوعة موسيقية كلاسيكية رائعة، قبيل صعود الفنانة ريهام عبد الحكيم على المسرح، لتبدأ الأمسية قوية قبل انطلاقتها الفعلية، ومن ثم استهلت المطربة الشابة ثالث أمسيات المهرجان بتقديمها لأغنية "ألف ليلة وليلة"، التي غنتها السيدة أم كلثوم عام 1969، وهي من مقام موسيقي يسمى "فرح فزا"، أحد مشتقات مقام النهاوند الذي يعتبر من أكثر المقامات الموسيقية التي يستخدمها الملحنون العرب في الأغنيات الرومانسية.
وبعد أغنيتها الأولى، رحبت الفنانة ريهام عبد الحكيم بالجمهور، وأعربت عن سعادتها بكونها تغني في إمارة الشارقة، عاصمة الثقافة، وفي مسرح جزيرة العلم الجميل، وشكرت مركز فرات قدوري للموسيقى، وهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، على تنظيمهما لهذا المهرجان الرائع، ونقلت لعشاق الطرب الأصيل والموسيقى الجميلة تحيات دار الأوبرا المصرية.
واستمتع الحضور بأغنية "حيّرت قلبي معاك"، وهي من تأليف أحمد رامي، وتلحين رياض السنباطي، وغنتها أم كلثوم عام 1961، حيث صفق لها الجمهور مطولاً، منبهراً بأداء الفنانة ريهام عبد الحكيم، وهي تقلّد "كوكب الشرق" ليس بصوتها الجهوري العذب فحسب، وإنما أيضاً في إطلالتها على المسرح، وحركات يديها، وروحها التي أثبتت أن الموسيقى الأصلية لا تموت.
وتواصلت الأمسية مع أغنية "فكروني" وهي من كلمات الشاعر عبدالوهاب محمد وألحان محمد عبد الوهاب على مقام الرست وغنتها أم كلثوم أول مرة عام 1966، والتي لم تخلو من عزف بين فترة وأخرى لأداء منفرد لأحد أعضاء الفرقة، تأكيداً على أن اللحن المميز والناجح هو جزء لا ينفصل عن الكلمات والأشعار التي يغنيها الفنان، وهو ما أضفى على الأمسية المزيد من المتعة والإبداع.
وعلى وقع خلفية المسرح التي تعاقبت عليها صور "سيدة الغناء العربي" مذكرة الحضور بذلك الزمن الجميل الذي كانت فيه حفلات أم كلثوم تمتد لساعات طويلة جامعة نخب المجتمع وعشاق الطرب الأصيل، اختتمت الفنانة ريهام عبد الحكيم حفلتها بأغنية "الأطلال"، إحدى أشهر وأجمل أغنيات أم كلثوم وهي من كلمات الشاعر إبراهيم ناجي، وألحان الموسيقار رياض السنباطي، وغنتها "كوكب الشرق" عام 1965. وقد وقف الجمهور مصفقاً مطولاً لنجمته المصرية الموهوبة التي أحيت فيه زمن الموسيقى الكلاسيكية، وذكرته بالأغنيات الجميلة لأم كلثوم.
وضمن فعاليات الدورة الرابعة من مهرجان الشارقة للموسيقى العالمية، سيكون الجمهور على موعد الإثنين، وفي تمام الساعة التاسعة مساءً على مسرح القصباء، مع أمسية تمزج بين موسيقى الجاز والموسيقى الهندية الكلاسيكية، يقدمها فرقة ثلاثي مايك ديل فيرو، مع عازف الباص جيرون فيرداغ، وعازف الدرامز برونو كاستيلوشي، بمشاركة الموسيقار الهندي الشهير وعازف السيتار العالمي نيلادري كومار، ومغنية الجاز العالمية ديبورا كارتر، والتي ستقدم مزيجاً من أغنياتها المعروفة.
ويستضيف مسرح القصباء في الساعة التاسعة من مساء غدٍ الثلاثاء أمسية موسيقية باريسية، يقدمها المؤلف الموسيقي وعازف الأوكورديون الفرنسي دانيال ميل، والذي يكرم فيها عازف الأكورديون الأرجنتيني العالمي آستور بياتزولا، أحد أهم عازفي التانغو في القرن العشرين، ليقدم موسيقى التانغو برفقة مجموعة مبدعة من ثلاثة عازفين على "التشيلو" و"الدبل باس"، في أجواء تستحضر الثورة الموسيقية التي أحدثها بياتزولا، من خلال مزج مقطوعاته بالموسيقى الكلاسيكية إضافة إلى الجاز، الأمر الذي أخرج التانغو التقليدي من شكله المتعارف عليه.
وتتواصل فعاليات مهرجان الشارقة للموسيقى العالمية حتى الرابع عشر من يناير الجاري، في واجهة المجاز المائية، والقصباء، وجزيرة العلم، بمشاركة نخبة من الفنانين والفرق الموسيقية من 14 دولة عربية وأجنبية، هي: الإمارات العربية المتحدة، ولبنان، والعراق، ومصر، والأردن، وسوريا، وفرنسا، وإسبانيا، وهولندا، وأوكرانيا، وتركيا، وكوبا، وكولومبيا، والولايات المتحدة الأمريكية.
ويسعى مركز فرات قدوري للموسيقى، الذي يتخذ من القصباء مقراً له، من خلال إقامة هذا المهرجان، الأول من نوعه في إمارة الشارقة، إلى تعزيز الحضور الثقافي والفني للشارقة ولدولة الإمارات العربية المتحدة، بالإضافة إلى تعريف المجتمع الإماراتي بمختلف الثقافات الموسيقية من جميع أرجاء العالم، فضلاً عن إثراء رصيد إمارة الشارقة بعناصر الجذب الثقافية والفنية والسياحية.