"بائع خائب" بلغ العالمية.. فصول من سيرة ميشيل شلهوب الشهير بعمر الشريف
تحل ذكرى وفاة النجم المصري عمر الشريف الإثنين 10 يوليو/تموز، إذ توفي قبل 8 سنوات تاركا خلفه سيرة غنية وحبا جارفا توطن في قلوب عشاق الفن.
عشق عمر، الذي ولد باسم ميشيل ديمتري شلهوب، الفن وهرب من التجارة (مهنة والده) بأعجوبة ليتمكن من تحقيق حلمه بالتمثيل، إذ كان يبيع الأخشاب بأسعار أقل حتى أبعده والده عن المجال لأنه "بياع خايب"، وفقا لما قاله الفنان العالمي في حوار سابق مع مجلة "الموعد".
عاش الشريف 83 عاما، قضى منها 61 عاما أمام الكاميرا وتحت الأضواء، ليخلد اسمه بين أفضل وأهم النجوم في تاريخ الفن المصري والعربي، ويحظى بلقب "لورانس العرب".
السيرة الذاتية لـ عمر الشريف
ولد عمر يوم 10 أبريل/نيسان 1932 في الإسكندرية لأسرة قدمت إلى مصر من بلاد الشام، وكان والده (جوزيف شلهوب) ميسور الحال بفضل عمله في تجارة الأخشاب، وتربى على الديانة المسيحية، تحديدا المذهب الروماني الكاثوليكي.
درس الصغير في كلية (فيكتوريا) الإنجليزية بالإسكندرية ومنها بدأ شغفه بالتمثيل، ثم تدرج في دراسته حتى وصل إلى جامعة القاهرة ودرس الرياضيات والفيزياء.
بعد انتهاء الدراسة الجامعية، عمل عمر سنوات مع والده في تجارة الأخشاب قبل أن يهرب من المجال إلى الفن، إذ سافر إلى لندن ودرس التمثيل في الأكاديمية الملكية للفنون الدرامية.
وفي عام 1954 واتته الفرصة بلقاء المخرج المصري الكبير يوسف شاهين، الذي عرض عليه بطولة فيلم "صراع في الوادي" أمام فاتن حمامة، ومنحه اسم عمر الشريف الذي رافقه بقية حياته.
رغم عشق الشاب للتمثيل فإنه لم يحلم بذلك النجاح الساحق الذي حققه الفيلم والذي فتح له أبواب المجد، إذ مثل نحو 20 فيلما سينمائيا في غضون 8 سنوات فقط، خلال الفترة من 1954 حتى عام 1962.
ويبدو أن تلك الفترة كانت فاصلة في حياة الشريف، إذ وقع في حب فاتن حمامة خلال فترة عملهما معا في فيلم "صراع في الوادي"، ليتزوجها في العام التالي 1955 بعد اعتناق الديانة الإسلامية.
عالمية عمر الشريف
على الصعيد المصري، حقق الشريف شهرة واسعة بمجرد ظهوره الأول على الشاشة الفضية واقتران اسمه بـ"سيدة الشاشة" فاتن حمامة التي قدم معها 5 أفلام في بداية مسيرته الفنية حققت نجاحا كبيرا كان آخرها "نهر الحب" عام 1960.
المحطة التالية كانت خارج مصر ورسمت بداية نجوميته العالمية، إذ وقع اختيار المخرج الإنجليزي ديفيد لين على الشاب المصري للعب دور في فيلمه الجديد "لورانس العرب" في عام 1962، وهو العمل الذي بات أحد أفضل الأعمال السينمائية العالمية وواحدا من أفضل ما أنتجته السينما البريطانية على الإطلاق.
ورغم أنه أول عمل عالمي يقدمه الشريف فإنه ترشح لجائزة الأوسكار عن دوره فيه في فئة "أفضل ممثل في دور مساعد"، لكن لم يحالفه الحظ وينال الجائزة لكن نال جائزة أخرى رفيعة عن الدور ذاته وهي "الكرة الذهبية"، فضلا عن شهرة عالمية لم يخطط لها ولكن ساقه قدره إليها.
ومع المخرج ذاته أعاد عمر الكرة وقدم العديد من الأعمال السينمائية، لكن دوره في فيلم "الدكتور زيفاجو" كان أحد أهم ما قدمه خلال تلك الفترة والتي حاز عنها جائزة "الكرة الذهبية" للمرة الثانية خلال 3 سنوات فقط.
وعلى مدار 3 عقود، تحديدا خلال الفترة من الستينيات حتى بداية التسعينيات، ظل النجم المصري منشغلا بالسينما العالمية ونقل إقامته إلى أوروبا وأمريكا، وهو أحد أسباب انفصاله عن زوجته وطلاقهما، وقدم أدوارا كثيرة متنوعة مهمة أضافت إلى تاريخه المزيد من الوهج.
ولم يعد إلى مصر حتى بداية التسعينيات، إذ استقر في القاهرة بشكل نهائي لكن هذه المرة دن حبيبته فاتن حمامة التي لم يتزوج بعد انفصاله عنها، وظل على ذكراها حتى توفي 10 يوليو/تموز 2015.
خلال مسيرته الدسمة، شارك عمر الشريف في نحو 114 عملا فنيا تنوع بين مسلسلات وأفلام، وإن كانت الأخيرة صاحبة الحظ الأوفر في المجمل.
وتعد أشهر أعماله التي قدمها باللغة العربية، وفقا لموقع elcinema: أفلام "نهر الحب"، "إشاعة حب"، "ضحك ولعب وجد وحب"، "إحنا التلامذة"، "المسافر"، و"المماليك".