خبراء ليبيون: مؤتمر برلين فشل في التصدي للتدخلات الأجنبية
اختلف محللون ليبيون حول نجاح مؤتمر برلين لحل الأزمة الليبية في تحقيق أهدافه، لكنهم اتفقوا على فشله في وقف التدخلات الأجنبية.
ففي يناير 2020، اتفق المسؤولون في 11 دولة، على توحيد المؤسسات الليبية، ووقف التدخلات الخارجية، واحترام حظر الأسلحة المفروض على ليبيا، ووقف إطلاق النار.
وأكد المحللون، في تصريحات متفرقة لـ"العين الإخبارية"، أن مخرجات برلين نجحت في تحقيق الاتفاق العسكري بين الفرقاء الليبيين، وفشلت في إيقاف تصدير السلاح إلى البلاد الغنية بالنفط والتصدي للتدخلات الخارجية.
فشل حظر الأسلحة
ناصف الفرجاني المحلل السياسي الليبي، يرى أن مؤتمر برلين لم يحقق أي تقدم في مسألة وقف تدفق الأسلحة، حتى عملية إيريني لم تحقق أي نتيجة تذكر.
وأضاف الفرجاني في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن عدم التوافق جاء بسبب الاختلاف بين دول الاتحاد الأوروبي، وتقاطع مصالح بعض دول الاتحاد مع تركيا، ما جعل تدفق الأسلحة حتى الآن إلى غرب ليبيا.
ويشير المحلل الليبي إلى وجود بعض المتغيرات الدولية التي قد تؤدي لتطبيق حظر السلاح وإخراج المرتزقة، خاصة بعد إنتاج سلطة على توافق وطني بموجب الحوار السياسي والتقدم الكبير في عمل اللجنة العسكرية المشتركة، وكذلك مدى التزام المجتمع الدولي بوقف التدخلات الأجنبية، بحسب اتفاق جنيف
وكشف الفرجاني عن وجود معلومات بتحديد أكثر من مطار كنقطة لترحيل المرتزقة الموجودين في ليبيا.
وقف إطلاق النار
مستشار المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان ليبيا مفتاح أحمد القيلوشي يرى أن أفضل النجاحات التي حققها اتفاق برلين، هو الحوار العسكري والنتائج التي وصلت إليها، مشيرا إلى أنها ضربت مخططات الإخوان في ليبيا.
القليوشي عبر عن مخاوفه من استمرار المرتزقة السوريين في ظل الدعم العسكري التركي لهم، مضيفا أن الطائرات التركية مستمرة يوميا في الهبوط بمطاري معيتيقة ومصراتة وقاعدة الوطية العسكرية.
وأعرب عن أمله في أن تنتج عن الحوار السياسي الليبي سلطة جديدة تنقذ الشعب، الذي أصبح تحت خط الفقر ويعاني انعدام الأمن وتهالك القطاعات الصحية والاجتماعية والمعيشية.
واتفق معه الدكتور مختار الجدال، عضو المجلس الانتقالي الليبي السابق، أن مؤتمر برلين فشل في كل شيء، باستثناء وقف إطلاق النار والمسار الأمني، الذي يبدو أنه سيتعثر بسبب تصلب سلطة المليشيات.
وأكد الجدال، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن المشكلة في ليبيا أمنية أكثر منها سياسية، والحل يكمن في جمع السلاح وحل المليشيات وإخراج المرتزقة، مشيرا إلى أن المرتزقة مازالوا يصلون كل يوم إلى البلاد.
وأوضح أن المسار السياسي ما زال متعثرا حتى بعد فرض عليهم اتفاق، مشيرا إلى أن من يسيطر على الأرض لن يرضى بما يتم الاتفاق عليه في الغرف المغلقة، خاصة من جانب المليشيات، متى تعرضت تركيا إلى هزة في جبهتها الأخرى.
ولفت إلى أن الأوروبيين لا يهمهم من ليبيا إلا انسياب وصول النفط والغاز وإيقاف الهجرة غير الشرعية
الأكثر شمولاً لكنها مخيبة
على صعيد متصل، أشار كامل المرعاش المحلل السياسي الليبي في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إلى أن مخرجات برلين كانت الأكثر شمولًا لحلول الأزمة الليبية، مؤكدا أنها أخذت دروس إخفاق وتجارب كل المبادرات السابقة.
ولفت المحلل السياسي الليبي إلى أ ن مخرجات برلين نجحت في تحديد المسارات الثلاث التي تسير الآن لتفكيك العراقيل التي تواجه الحل الشامل لبلد مزقته الحروب بين أبنائه، وقسمته جغرافيا بين شرق وغرب.
وتابع: "لكن وبشكل مخيب للآمال تماما، تخلت ألمانيا وبشكل مخزي عن التزاماتها في تطبيق مخرجات برلين، خصوصًا فيما يتعلق بحظر إرسال السلاح والعتاد والتدخل المباشر الذي عطل المسارات الثلاث، الامني والعسكري، الاقتصادي والمالي والسياسي".
وأكد المحلل السياسي الليبي على تعطيل ألماني للعملية الاتحاد الأوروبي "أريني" لمنع تسرب السلاح الى ليبيا، وفضلت مصالحها الاقتصادية وبشكل اناني مع تركيا عن اجبارها على احترام التعهدات التي وقعت عليها في مخرجات برلين.