تعلم لغة جديدة في ساعة واحدة يوميا
حسب دراسة أجراها المعهد الأمريكي للخدمات الخارجية فإن 480 ساعة من الممارسة والتدريب تمكنك من الوصول إلى مستوى أساسي من إتقان أي لغة.
سواء كنت تتعلم لغة جديدة لتساعدك في الحصول على وظيفة جديدة، أو حتى لإجراء محادثة عابرة، فبإمكانك صقل المهارات اللغوية مهما كان عمرك أو خبراتك السابقة بالدراسة لمدة ساعة واحدة يومياً.
وكثير منا يعتقد أن تعلم لغة أخرى صعبة للغاية، فآلاف الكلمات الغريبة والتراكيب المختلفة والشعور بالحرج كلها عوامل كافية لأن تجعل كثيرين يشعرون بالقلق، كما أن الانشغال بالحياة العملية يجعل من الصعب على المرء أن يجد الوقت اللازم لتعلم لغة جديدة ولكن مع الممارسة وتخصيص وقت للتعلم ستسهل الحفظ وفهم اللغات التي تريد أن تمارسها.
وتُظهر الأبحاث أن هناك علاقة مباشرة بين الذكاء وإتقان لغة ثانية، وبين مهارات الذاكرة وزيادة التحصيل العلمي، بحسب ما نشرته موقع بي بي سي العربية.
ويقول الخبراء إن تعلم لغة ثانية يكون مفيدا للغاية في تعزيز الفوائد المعرفية، كما أن ذلك يؤدي بشكل طبيعي إلى تطور وظائفنا التنفيذية.
وبحسب جولي فييز، أستاذة في قسم علم الأعصاب بجامعة بيتسبيرغ، فإن الوظائف التنفيذية هي القدرة عالية المستوى على الاستفادة من المعلومات واستخدامها بطريقة مرنة والاحتفاظ بهذه المعلومات في الذاكرة. ويطلق عليها اسم الوظائف التنفيذية لأنه يُنظر إليها على أنها مهارات يجب أن تتوفر في المدير التنفيذي، الذي يتولى إدارة مجموعة من الناس ويتعامل مع كثير من المعلومات ويقوم بمهمات متعددة ويحدد الأولويات وفقا لأهميتها.
وتقول ليزا مينيغيتي، محللة معلومات من تريفيزو بإيطاليا وتتقن التحدث بالإنجليزية والفرنسية والسويدية والإسبانية والروسية والإيطالية، إن التحدي بالنسبة لها كان الخلط بين المصطلحات المتشابهة بين اللغات.
وتضيف: "من الطبيعي بالنسبة للمخ أن ينتقل لاستخدام المصطلحات المختصرة، ويحدث ذلك في كثير من الأحيان وبسهولة أكبر مع اللغات التي تنتمي إلى العائلة نفسها؛ لأن التشابه فيما بينها يكون كبيرا".
وترى بيفرلي بيكر، أستاذة اللغات الأجنبية بجامعة أوتاوا، أنه يمكن التغلب على هذه المشكلة بكل بساطة عن طريق تعلم لغة ذات عدد قليل من المفردات المتشابهة مع اللغة التي تعرفها سلفاً، وتقول: "إذا اخترت لغتين تختلفان في نظام الكتابة وفي أشياء أخرى، (كاليابانية والإسبانية على سبيل المثال)، فإنك لن تواجه مشكلة الخلط بين الكلمات".
ويقسم المعهد الأمريكي للخدمات الخارجية اللغات إلى 4 مجموعات، من حيث صعوبة التعلم لمتحدثي اللغة الإنجليزية الأصليين، تشمل المجموعة الأولى اللغات الفرنسية والإسبانية والألمانية والرومانية والإيطالية والبرتغالية والسواحيلية، هي الأسهل بالمقارنة بباقي المجموعات. وبالطبع، كلما كانت اللغة الجديدة بعيدة عن لغتك الأصلية، كانت أصعب في التعلم "الهولندية والفيتنامية على سبيل المثال"، لكن التركيز على تطبيق محدد يمكنه أن يختصر الوقت اللازم للتعلم بشكل كبير.
وحسب دراسة أجراها المعهد، يتطلب الوصول إلى مستوى أساسي من إتقان لغة من اللغات السابقة نحو 480 ساعة من الممارسة والتدريب، ويزداد الأمر صعوبة كلما انتقلنا إلى الأسفل في القائمة؛ إذ يستغرق الأمر 720 ساعة لإتقان لغة من لغات المجموعة الثانية، والتي تشمل البلغارية والبورمية واليونانية والهندية والفارسية والأوردية، بينما تضم المجموعة الثالثة الأمهرية والكمبودية والتشيكية والفنلندية والعبرية، أما المجموعة الرابعة فتضم أكثر اللغات صعوبة للناطقين باللغة الإنجليزية، وهي العربية والصينية واليابانية والكورية.
aXA6IDMuMTMzLjEzOS4yOCA= جزيرة ام اند امز