بلغاريا تكسر سطوة الغاز الروسي.. مفاجأة "صوفيا" لبوتين
تمكنت بلغاريا من تأمين احتياجاتها من الغاز الطبيعي المستورد للفترة من 27 إلى 30 أبريل الحالي ثم طوال مايو المقبل، بحسب مصادر مطلعة.
مصادر بديلة للغاز الروسي
وذلك من خلال مصادر بديلة للإمدادات الروسية التي توقفت بسبب الخلاف على سداد قيمتها بالروبل الروسي.
وذكرت وكالة بلومبرج للأنباء أن شركات ماي تيلينيوس وديبا كوميرشال اليونانيتين وإم.إي.تي المجرية فازت بمناقصة توريد الغاز إلى بلغاريا.
وبحسب أحد المصادر فإن إجمالي الإمدادات التي ستصل إلى بلغاريا خلال الشهر المقبل تعادل 61 ألف ميجاوات/ساعة يوميا.
وقالت المصادر إن شركة بلغارجاز البلغارية تشتري الغاز مباشرة من شركتي ماي تيلينيوس وديبا مباشرة، حيث يبلغ إجمالي الإمدادات خلال الشهر الحالي ما يعادل 40 ألف ميجاوات/ساعة يوميا.
يأتي ذلك فيما اتفق الاتحاد الأوروبي وبلغاريا على تشكيل أول فريق عمل إقليمي في إطار منصة الشراء الأوروبية للطاقة، بعد أن تم قطع إمدادات الغاز الروسي عن البلاد.
ووفقا لوكالة بلومبرج قال الاتحاد الأوروبي في بيان بعد سلسلة من الاجتماعات مع نائب رئيس الوزراء البلغاري أسين فاسيليف: "سيبحث هذا المشروع التجريبي احتياجات الغاز والكهرباء، والأسعار والتدفقات، وكذلك جوانب البنية التحتية".
وقال إن قوة العمل "ستدعم وتنسق وتنفذ خطط الاستعداد المشتركة في المنطقة، بما في ذلك عمليات الشراء الدولية والتخزين وخطوط الربط البيني".
ومن المقرر أن تتواصل بلغاريا مع دول منطقتها في هذا الصدد، وستتولى تنظيم أول اجتماع وزاري في 5 أيار/ مايو المقبل.
وتسعى منصة الشراء الأوروبية للطاقة إلى تعزيز أمن الطاقة للتكتل عقب غزو روسيا لأوكرانيا.
تحرر وبدائل
وعلى ما يبدو أن الحرب الدائرة في شرق أوروبا ستغير الكثير من الثوابت في القارة العجوز، بعد أن بات واضحا للجميع أهمية روسيا كمصدر رئيسي للطاقة.
ألمانيا التي تعتمد بشكل رئيسي على روسيا كمصدر للطاقة، بدأت في تعديل قوانينها من أجل تأمين الإمدادات من الطاقة خلال السنوات المقبلة.
ووافق مجلس الوزراء الألماني يوم الإثنين 25 أبريل/نيسان 2022، على تعديل قانوني سيمًكن الحكومة من السيطرة على ملكية شركات الطاقة كإجراء ملاذ أخير لتأمين إمدادات في حالة الطوارئ، وفقا لفوربس.
وقاومت ألمانيا حتى الآن الدعوات إلى المقاطعة الأوروبية رداً على الحرب في أوكرانيا، حيث تعتمد بشكل كبير على الغاز الروسي لاحتياجاتها من الطاقة.
وتعتمد ألمانيا على ثلث وارداتها من النفط الروسي، و45% من مشترياتها من الفحم، و55% من واردات الغاز من روسيا.
وقررت ألمانيا منذ أشهر تعليق المصادقة على تشغيل خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 مع روسيا، ردًا على اعتراف موسكو بالمنطقتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا، فيما اعترف رئيس ألمانيا، فرانك والتر شتاينماير، أن انفتاحه السابق على روسيا ودعمه لخط أنبوب الغاز نورد ستريم 2 كان خطأ.
وجعلت حرب روسيا على أوكرانيا بعض المسؤولين الألمان يندمون علناً على اهتمامهم السابق بإقامة علاقات أقوى مع روسيا. والأربعاء 20 أبريل 2022، قررت ألمانيا وقف واردات النفط من روسيا بحلول نهاية العام.
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية ،أنالينا بيربوك، خلال زيارة إلى لاتفيا، إن بلادها ستخفض النفط إلى النصف بحلول الصيف وسيكون عند صفر بحلول نهاية العام، ثم سيعقبه الغاز.. في خارطة طريق أوروبية مشتركة، ووصفت أن التخارج الكامل للاتحاد الأوروبي، قوة مشتركة.
وأضافت:"أقول بكل وضوح وبلا لبس.. نعم، ألمانيا ستنهي أيضا تدريجيا وبشكل كامل واردات الطاقة من روسيا."
بولندا تتجه للفطام
فيما وضعت بولندا الأساس لإنهاء مشتريات الغاز الروسي من خلال بناء محطة للغاز الطبيعي المسال في ميناء winoujście على بحر البلطيق.
ومن جانبها، تتجه بولندا إلى الفطام نهائيا من الغاز الروسي الذي كان خلال العقود الخمس الماضية، المصدر الرئيسي لتوفير احتياجاته من الغاز الطبيعي والغاز الطبيعي المسال.
وتدرس وارسو حاليا، إصدار تشريع لحظر استيراد الغاز البترولي المسال من روسيا في إطار تحركاتها لحظر استيراد المنتجات النفطية والفحم من روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا.
والشهر الماضي، قال رئيس الوزراء البولندي ماتيوز موراويكي: "على مدى السنوات الخمس الماضية، بنينا خط أنابيب غاز البلطيق إلى النرويج وخلال ستة أشهر، وللمرة الأولى منذ عقود، سنكون مستقلين عن الغاز الروسي".
ولكن سيكون من الأصعب بكثير بالنسبة لبولندا أن تقطع حاجتها من الفحم الروسي إلى جانب النفط وحتى الغاز خلال المستقبل القريب.
وينتهي عقد إمداد بولندا بالغاز طويل الأجل مع شركة غازبروم الروسية بنهاية العام الجاري، وليس لدى وارسو أي خطط لتجديده بينما تبحث عن بديل له بأسعار مناسبة، وهو ما يعقد الأمور بالنسبة لبولندا.
ووفق بيانات جازبروم لعام 2021، فإن روسيا حاليا تزود بولندا بنسب نحو 55 بالمئة من الطلب السنوي، البالغ نحو 21 مليار متر مكعب من الغاز.
ومن المقرر أن يتم إنهاء مشتريات الغاز الروسي من خلال بناء محطة للغاز الطبيعي المسال في ميناء winoujście على بحر البلطيق.
هذه المحطة، التي تشغلها وتديرها الشركات القطرية والأمريكية، قادرة على مناولة 5 مليارات مليار متر مكعب من الغاز وسيتم توسيعها إلى 7.5 مليار متر مكعب في عام 2023.
بينما المشروع الذي أوشك على الانتهاء من تحول الغاز البولندي من موسكو، هو أنبوب البلطيق الذي يربط بولندا بحقول الغاز البحرية في النرويج، بسعة نهائية تبلغ 10 مليارات متر مكعب.
كذلك، ما تزال بولندا تعتمد بشكل كبير على الفحم والنفط الروسي؛ وكان لديها رابع أعلى فاتورة لواردات الطاقة من روسيا مقارنة بأي دولة في الاتحاد الأوروبي، حيث أرسلت العام الماضي 15.4 مليار يورو إلى موسكو، مقابل شراء الفحم والنفط الروسيين.
على الرغم من أن بولندا لديها أكبر صناعة لتعدين الفحم في الاتحاد الأوروبي، إلا أن الفحم الصلب الذي تنتجه باهظ الثمن وتشتري الشركات الخاصة كميات كبيرة من الفحم الروسي منخفض الكبريت.
في العام الماضي، استوردت بولندا 8.3 مليون طن، مقارنة بإنتاج محلي يبلغ حوالي 54 مليون طن.
وكانت ليتوانيا سبقت بولندا وألمانيا، حيث قال الرئيس جيتاناس نوسيدا في تغريدة على تويتر: "من هذا الشهر فصاعدا، لم يعد هناك غاز روسي في ليتوانيا"، حيث حث الدول الأوروبية الأخرى على فعل الشيء نفسه.
وتمكنت ليتوانيا من خفض اعتمادها في مجال الطاقة على موسكو بعد أن أطلقت محطة استيراد الغاز الطبيعي المسال Klaipeda البحرية في عام 2014.
أرباح جازبروم "قياسية"
أعلنت شركة الغاز الطبيعي الروسية العملاقة /جازبروم/ الخميس 27 أبريل 2022، تحقيق أعلى أرباح سنوية لها خلال العام الماضي، عندما زادت أسعار الغاز الطبيعي أثناء أزمة إمدادات الطاقة في أوروبا والتي كانت الأسوأ منذ عقود.
وأشارت وكالة بلومبرج للأنباء إلى أن الشركة الروسية استفادت من ارتفاع أسعار الغاز، عندما واجهت أوروبا نقصا حادا في إمدادات الغاز خلال الشتاء الماضي على خلفية نقص المخزونات وزيادة الطلب نتيجة تعافي الاقتصاد من جائحة فيروس كورونا المستجد.
وبلغ صافي أرباح جازبروم خلال العام الماضي 2.09 تريليون روبل (29.15 مليار دولار)، مقابل 135 مليار روبل فقط في العام السابق. وتقل أرباح الشركة عن متوسط توقعات الخبراء الذين استطلعت وكالة بلومبرج للأنباء رأيهم. كما زادت إيرادات الشركة المحتكرة لتصدير الغاز الطبيعي الروسي خلال العام الماضي بنسبة 62% إلى 10.2 تريليون روبل وهي أكبر إيرادات سنوية على الإطلاق بالنسبة لها.
aXA6IDE4LjExOS4xNDEuMTE1IA==
جزيرة ام اند امز