إحداها تبحر إلى مصر.. سفن القمح الأوكرانية تتحرك بحذر
في ظروف غير طبيعية، ستبحر سفن القمح الأوكرانية، وذلك بعد تعليق روسيا مشاركتها في مبادرة حبوب البحر الأسود.
إذ غادرت سفينة شحن محملة بالقمح ميناءً أوكرانيّا على البحر الأسود.
وذلك وفق ما أعلن وزير البنى التحتية الأوكراني أولكسندر كوبراكوف الثلاثاء، غم التهديد الروسي بالتعامل مع السفن المدنية هناك كأهداف عسكرية محتملة.
وأطلقت موسكو هذا التحذير بعدما أوقفت العمل هذا الصيف باتفاق توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا يتيح لأوكرانيا تصدير حبوبها عبر البحر الأسود. لكن كييف أنشأت ممرا بحريا استخدمته الكثير من سفن الشحن.
إلى أين تبحر سفن القمح الروسية؟
وقال الوزير على منصة "إكس" إن "السفينة +ريزيلينت آفريكا+ المحملة بـ3 آلاف طن من القمح غادرت ميناء تشورنومورسك وهي تتجه نحو مضيق البوسفور"، فيما تتحدى أوكرانيا التهديدات الروسية من خلال سعيها لإنشاء ممرات بحرية لتصدير إنتاجها الزراعي.
وأوضح أن السفينة دخلت الميناء الأوكراني قبل أسابيع عبر الممر الذي أنشئ حديثا، بالإضافة إلى سفينة أخرى قال الوزير إنها ستبحر قريبا متوجّهة إلى مصر.
وقبل أسابيع علقت روسيا مشاركتها في مبادرة حبوب البحر الأسود، تسارعت عملية البحث عن ممرات بديلة في أوروبا.
ولم يعد أمام السفن الأوكرانية إلا البحث عن مسارات بديلة، من هنا قال الدكتور لفنت ارسين أورالي أستاذ العلاقات الدولية، لـ"العين الإخبارية"، إنه مع انسحاب روسيا من اتفاقية الحبوب، لم يعد البحر الأسود طريقًا آمنًا، فالموانئ الأوكرانية الآن في خط النار. اعتبارًا من المناطق النائية، أصبحت الطرق المؤدية إلى تلك الموانئ أهدافًا أيضًا.
أضاف في تصريحات سابقة لـ"العين الإخبارية" أنه فيما تواجه المسارات البديلة أيضًا خطر التعرض لضرب روسيا في أي لحظة. في الواقع، تم إنشاء مسار بديل عن طريق بولندا. ومع ذلك، نشأت مشكلة كبيرة بالنسبة للاتحاد الأوروبي؛ حيث أثرت على الأسعار في أوروبا وقوبل برد فعل المنتجين في المنطقة. باختصار، لا يوجد مسار بديل يمكنه أن يتفوق على البحر الأسود.
الموقف الروسي
ونهاية يوليو/ تموز الماضي، علق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أزمة الحبوب الأوكرانية، منذ انسحاب موسكو من اتفاق الحبوب.
وقال بوتين، إن روسيا قادرة على تعويض الحبوب الأوكرانية في السوق العالمية سواء على أساس تجاري أو بالمجان.
وفي مقال بعنوان "روسيا وأفريقيا: توحيد الجهود من أجل السلام والتقدم وخلق مستقبل ناجح" نُشر على موقع الكرملين، قال بوتين: "لم يعد هناك جدوى من استمرار صفقة الحبوب التي لا تحقق هدفها الإنساني، وقد اعترضنا على مسألة الموافقة على تمديد إضافي للصفقة، واعتبارًا من 18 يوليو/تموز الجاري تم تعليق العمل بالصفقة".
وأضاف "أود أن أؤكد لكم أن بلدنا قادر على تعويض الحبوب الأوكرانية، سواء على أساس تجارى أو على أساس مجاني، خاصة وأننا نتوقع مرة أخرى حصادًا كبيراً هذا العام"، مشددا على أن موسكو ستعمل على بذل كل ما بوسعها لمواصلة توريد الحبوب والغذاء والأسمدة إلى الدول الأفريقية.
وقال بوتين، إن اتفاق الحبوب استخدم من قبل الغرب وبلا خجل من أجل إثراء الشركات الأمريكية والأوروبية الكبيرة التي قامت بتصدير الحبوب من أوكرانيا وإعادة بيعها للدول الأخرى.
وكان اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية الحيوي لتأمين الغذاء في العالم، قد انقضت صلاحيته، منتصف يوليو/ تموز الماضي، بعد ساعات على هجوم أوكراني ألحق أضرارا للمرة الثانية بجسر استراتيجي يربط روسيا بشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في العام 2014.
ولم تمدد روسيا مشاركتها، وانتقدت موسكو مرارًا وتكرارًا حقيقة أن بنود الصفقة المتعلقة بروسيا لم يتم الوفاء بها.
وكان سبق لموسكو أن أعلنت رفضها تمديد الاتفاق الذي أبرم في يوليو/تموز 2022 مع أوكرانيا برعاية الأمم المتحدة وتركيا منددة بالعوائق الماثلة أمام تصدير المنتجات الزراعية الروسية.