هبوط النفط والأسواق تترقب اجتماع أوبك
الأسواق تترقب بشغف نتيجة اجتماع منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" الخميس.
تترقب الأسواق بشغف، نتيجة اجتماع منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك"، الخميس، فيما تحث السعودية، أكبر المنتجين، على تمديد التخفيضات الإنتاجية لـ9 أشهر، بينما تظهر روسيا ترددا.
وتجتمع أوبك ومنتجون رئيسيون من بينهم روسيا في فيينا، لمناقشة الاستمرار في قيود الإنتاج، في مسعى لتصريف المخزونات العالمية بهدف المساعدة في رفع الأسعار.
وهبطت أسعار النفط، الأربعاء، بفعل شكوك في أن منظمة أوبك وروسيا ستتفقان على تمديد تخفيضات إنتاج الخام الذي أخذته السوق بالفعل في اعتبارها، وبعد تقرير عن زيادة غير متوقعة في مخزونات الخام الأمريكية.
وبلغت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 57.69 دولار للبرميل بحلول الساعة 05:43 بتوقيت جرينتش بانخفاض قدره 30 سنتا، أو ما يعادل 0.5% عن التسوية السابقة.
وتتوقع السوق، على نطاق واسع، أن تمدد أوبك تخفيضات الإنتاج حتى نهاية عام 2018، لكن شكوكا ثارت خلال الأيام القليلة الماضية حول هذا الأمر.
وتخفض أوبك وروسيا و9 منتجين آخرين إنتاج النفط بنحو 1.8 مليون برميل يوميا حتى نهاية مارس/آذار 2018.
وتتجه "أوبك" لإجراء مباحثات وصفها مراقبون بأصعب مما هو متوقع، وسط مخاوف من أن تتجاوز جهودها لإعادة التوازن إلى سوق النفط الأثر المرجو منها وتحدث نقصا في الأسواق العالمية بما يؤدي لمزيد من الارتفاع في الأسعار.
وقال وزير الطاقة الإماراتي سهيل بن محمد المزروعي لدى وصوله إلى فيينا، إن تمديد اتفاق عالمي لخفض إمدادات النفط حتى نهاية 2018 ما زال السيناريو الرئيسي لكنه ليس الخيار الوحيد.
ولمحت السعودية أكبر منتج في أوبك إلى أنها تريد تداول الخام عند نحو 60 دولارا للبرميل، مع استعداد المملكة لإدراج أسهم في شركة النفط الوطنية العملاقة أرامكو واستمرار معاناتها من عجز ضخم في الموازنة.
وتريد الحكومة الروسية أيضا أن تكون أسعار الخام مرتفعة قبل الانتخابات الرئاسية التي ستجري في مارس/آذار 2018، لكن مسؤولين في موسكو عبّروا عن مخاوفهم من أن يؤدي ارتفاع أسعار النفط أكثر إلى تعزيز الروبل، وهو الأمر الذي قد يقوض تنافسية الاقتصاد الروسي.
ومع ارتفاع النفط فوق 60 دولارا للبرميل، سارع المنتجون الأمريكيون بقوة إلى التحوط لإنتاجهم في المستقبل، وهو ما أثار مخاوف من ارتفاع جديد في إنتاج النفط الصخري بالولايات المتحدة التي لا تشارك في اتفاق تقييد الإمدادات العالمية.
وقال بنك جولدمان ساكس، وهو أحد البنوك الأكثر نشاطا في تداول السلع الأولية وتحوط منتجي الخام، الثلاثاء، إن نتيجة اجتماع أوبك محل شك.
وقال البنك الأمريكي في مذكرة: "يرجع غياب مثل هذا الإجماع إلى عدم اليقين بشأن مدى التقدم نحو إعادة التوازن لسوق النفط فضلا عن تداول برنت عند 63 دولارا للبرميل".
وأضاف: "السعي لتمديد التخفيضات لمدة 9 أشهر قبل 4 أشهر من موعد انتهاء العمل بتخفيضات الإنتاج وفي ظل تسارع عودة التوازن يتعارض مع تصريحات سابقة بضرورة بقاء التخفيضات رهنا بالبيانات لتقييم مدى فعاليتها".
وتراجعت أسعار النفط يوم الثلاثاء متأثرة بحالة عدم اليقين التي تحيط باجتماع أوبك، هذا الأسبوع، والذي سيناقش تمديد تخفيضاتها الإنتاجية لدعم الأسعار.
وأنهت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت لأقرب استحقاق جلسة التداول منخفضة 23 سنتا أو ما يعادل 0.4% لتبلغ عند التسوية 63.61 دولار للبرميل.
وأغلقت عقود خام القياس الأمريكي غرب تكساس الوسيط منخفضة 12 سنتا أو 0.2% إلى 57.99 دولار للبرميل بعد هبوطها 1.4% في الجلسة السابقة.