اجتماع "أوبك+" يستهدف خفضا كبيرا لإنتاج النفط.. ومفأجاة من المستهلكين
اجتماع منتجي النفط يستهدف الوصول إلى اتفاق على خفض كبير لإنتاج النفط، وفقا لما قاله وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب
يستهدف اجتماع منتجي النفط بعد ظهر الخميس، الوصول إلى اتفاق على خفض كبير لإنتاج النفط، وفقا لما قاله وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب.
وأضاف عرقاب للإذاعة الحكومية أن مثل هذا الخفض سيكون من أجل "إعادة التوازن إلى السوق لمصلحة المنتجين والمستهلكين".
وتعقد منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء من بينهم روسيا، المجموعة التي تُعرف بأوبك+، اجتماعا عبر دائرة تلفزيونية مغلقة اليوم الخميس، بشأن خطط لتخفيضات أكبر في الإنتاج. يعقب ذلك مؤتمر عبر الهاتف غدا الجمعة بين وزراء الطاقة بمجموعة العشرين للاقتصادات الكبرى.
وقال وزير الطاقة الأمريكي دان برويليت، الخميس، إنه يرى أن دول أوبك+ تستطيع بسهولة خفض إنتاج النفط 10 ملايين برميل يوميا وإنه متفائل أن روسيا والسعودية ستسويان خلافاتهما.
وقال برويليت في مقابلة مع سي إن بي سي: "أعتقد أنهم يستطيعون بسهولة الوصول إلى عشرة ملايين، وربما أكثر، وبلا ريب أكثر إذا ضممت الدول الأخرى المنتجة للنفط، مثل كندا والبرازيل وأخرى. هذا ممكن بسهولة".
مفأجاة من المستهلكين
في حين قال فاتح بيرول المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية لتلفزيون العربية، الخميس، إن الدول المستوردة للنفط قد تعلن عن مشتريات للخام لدعم الطلب عليه الذي انهار نتيجة لأزمة فيروس كورونا.
ونقل تلفزيون العربية عن بيرول قوله: "قد نسمع شراء الدول غدا للنفط لبناء (احتياطيات) استراتيجياتها ودعم الطلب".
وأضاف: "سنشهد تعافيا للطلب تماشيا مع حل هذه المشكلة لعودة الاقتصاد العالمي، لكنني لا أتوقع أن يكون هناك" تعافٍ سريع جدا لأسعار النفط.
وتراجع الطلب العالمي على الوقود بما يصل إلى 30% بعدما أدت إجراءات مكافحة انتشار الفيروس إلى توقف الطائرات والحد من استخدام السيارات وكبح النشاط الاقتصادي.
وتابع بيرول: "من المهم جدا ما سيحصل يوم غد (الجمعة) في اجتماعات قمة العشرين.. هي ليست مشكلة تواجهها بعض الدول المنتجة للنفط فحسب، بل هي مشكلة يواجهها الاقتصاد العالمي".
وبلغت أسعار خام القياس العالمي برنت أدنى مستوى في 18 عاما الشهر الماضي ويجري تداول الخام بأقل من 34 دولارا للبرميل، أي عند نصف مستويات نهاية عام 2019، ما وجه ضربة قوية لميزانيات الدول المنتجة للخام وصناعة النفط الصخري الأمريكي عالية التكلفة.
خفض 15 مليون برميل يوميا
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع الماضي، إنه توصل إلى صفقة مع السعودية وروسيا يمكن أن تؤدي إلى خفض الإمدادات العالمية بما بين 10 و15 مليون برميل يوميا، وهو خفض غير مسبوق، لكن واشنطن لم تُبد بعد استعدادا للمشاركة.
وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن إبرام اتفاق جديد على تخفيضات في الإنتاج "صعب" من دون انضمام دول أخرى.
وسيبحث وزراء من أوبك+، التي تشمل أعضاء أوبك وروسيا ومنتجين آخرين للنفط، وأيضا مشاركين إضافيين الأمر في اجتماع عبر دائرة تلفزيونية مغلقة الساعة 14:00 بتوقيت جرينيتش. وتمت دعوة الولايات المتحدة للمشاركة.
وأشارت الرياض وموسكو، اللتان اختلفتا عندما انهار اتفاق سابق على كبح الإمدادات في مارس/آذار الماضي، إلى أن اتفاقهما على تخفيضات جديدة أكبر بكثير سيعتمد على تخفيض الولايات المتحدة أيضا للإنتاج.
ويعارض ترامب حتى الآن إصدار أوامر بتخفيض الإمدادات المحلية، قائلا إن الإنتاج يتراجع على أي حال بشكل طبيعي بسبب انخفاض الأسعار. وقالت روسيا أمس الأربعاء، إن هذه التخفيضات لا تُحتسب كتخفيض ملائم.
وفي تعقيد آخر، تسعى موسكو والرياض جاهدتين للاتفاق على المستويات التي ينبغي أن تكون أساسا للتخفيضات، حيث تصر السعودية على أن تكون مستويات أبريل/نيسان الجاري، الذي بدأت فيه زيادة كبيرة لإنتاجها، بينما تصر موسكو على مستويات الإنتاج في الربع الأول.
وقال جولدمان ساكس ويو.بي.إس، الخميس، إن التخفيضات المقترحة، رغم ضخامتها، فإنها لن تكفي لمعالجة التراجع الهائل في الطلب العالمي، وتوقعا إمكانية انخفاض أسعار الخام من جديد إلى 20 دولارا للبرميل، بل وأقل من ذلك.
وقال جولدمان ساكس في مذكرة: "في نهاية المطاف، فإن حجم صدمة الطلب ببساطة أكبر بكثير بالنسبة لأي خفض منسق للإمدادات".
واجتماع أوبك+ اليوم الخميس، سيعقبه اجتماع غدا الجمعة لوزراء الطاقة بدول مجموعة العشرين.
ومن أجل تحديد كيفية تقاسم الخفض بين المنتجين، يتعين على موسكو والرياض وغيرهما الاتفاق على مستويات الإنتاج التي ستُستخدم أساسا لحساب التخفيضات.
ورفعت السعودية الإنتاج إلى مستوى قياسي يبلغ 12.3 مليون برميل يوميا في أبريل/نيسان الجاري من أقل من 10 ملايين برميل يوميا في مارس/آذار الجاري. وزادت الكويت والإمارات أيضا إنتاجهما.
وذكرت وكالة تاس الروسية للأنباء أن أي تخفيضات ستستمر على الأرجح لثلاثة أشهر بدءا من مايو/أيار المقبل.
وبلغ أكبر خفض للإنتاج توافق عليه أوبك على الإطلاق 2.2 مليون برميل يوميا وذلك في 2008.
aXA6IDE4LjIyMS4xODMuMzQg جزيرة ام اند امز