ربما تتوقف منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» عن نشر حساباتها لحجم الطلب العالمي على نفطها الخام في تقريرها الشهري للنفط.
هذا ما كشفه مصدران مطلعان في تصريحات لـ«رويترز»، حيث قالوا إن «أوبك» ستركز بدلاً من ذلك على توقعات الطلب على النفط الصادرة عن تحالف أوبك+ الأوسع نطاقا.
ويعكس التغيير ما أصبح تعاوناً قائماً منذ فترة بين أعضاء أوبك والتحالف الأشمل في اتخاذ قرارات جماعية بشأن إمدادات النفط.
قياس قوة سوق النفط
ونشرت الأمانة العامة لـ«أوبك»، ومقرها فيينا، في تقريرها الشهري تقديراً لحجم الطلب على الخام الذي تنتجه الدول الأعضاء في أوبك، وهو تقرير يُشار إليه أحيانا باسم "الطلب على أوبك". ويراقب محللون ومتعاملون الأعداد الواردة بوصفها مؤشرا على قوة سوق النفط.
والطلب على نفط أوبك هو أساسا كمية الخام التي يتعين على المنظمة ضخها لتحقيق توازن في السوق، مع الأخذ في الاعتبار العرض المتوقع من خارج المنظمة والمشتقات الأخرى التي تنتجها مثل سوائل الغاز الطبيعي المستثناة من اتفاقيات الإنتاج.
وكانت أوبك قد توقعت ارتفاعًا قويًا في الطلب على الوقود خلال فصل الصيف، كما تمسكت بتوقعاتها بنمو قوي نسبيًا للطلب العالمي على النفط في عام 2024 في تقريرها الشهري الذي صدر في أبريل/نيسان الماضي، مما يسلط الضوء على فجوة كبيرة على غير العادة بين توقعات قوة الطلب على النفط.
وبحسب التقرير، الطلب العالمي على النفط سيرتفع بمقدار 2.25 مليون برميل يوميًا في عام 2024 و1.85 مليون برميل يوميًا في عام 2025، ولم يطرأ أي تغيير على كلتا التوقعات بالمقارنة مع تقرير شهر مارس/آذار الماضي.
فيما صعدت أسعار النفط خلال تعاملات، الخميس 9 مايو/أيار 2024، قرابة الواحد بالمئة إلى أعلى مستوى في أسبوع بعد أن أشارت بيانات من الصين والولايات المتحدة إلى أن الطلب في أكبر دولتين مستهلكتين للنفط في العالم قد يرتفع.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 40 سنتاً بما يعادل 0.5% إلى 83.98 دولار للبرميل. وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 46 سنتاً بما يعادل 0.6% إلى 79.45 دولار للبرميل. ويتجه كلا الخامين القياسيين لتحقيق أعلى إغلاق لهما منذ 30 أبريل/نيسان.
- قراءة في خفض «أوبك+» الطوعي.. «هندسة نفطية» يقودها التحالف
- روسيا تعلن سياسة «أوبك+» بشأن إنتاج النفط.. «لا حاجة للتوقع»
مؤشر طلب خام «أوبك+»
لكن المصدرين قالا إن «أوبك» ستصدر فقط بدءا من هذا الشهر تقديرا لحجم الطلب على الخام المنتج في دول ميثاق التعاون المشترك. وميثاق التعاون المشترك هو الاسم الرسمي لتحالف أوبك+ الذي يضم الاثنتي عشرة دولة الأعضاء في أوبك، إضافة إلى عشر دول غير أعضاء منها روسيا، أكبر منتج للنفط من بين تلك الدول.
وذكر أحد المصدرين أن الطلب على الخام من أوبك+ صار الآن أكثر ملاءمة لأن ميثاق التعاون المشترك في الوقت الحالي هو إطار عمل التعاون بشأن سوق النفط. ورفض كلا المصدرين ذكر اسميهما.
ونشرت منظمة أوبك، للمرة الأولى، رقماً للطلب على خام دول أوبك+ في تقريرها لشهر أبريل/نيسان نُشر إلى جانب الطلب التقليدي على نفطها.
حصة الخام الأدنى لـ«أوبك» منذ عقود
وتراجعت حصة أوبك في سوق الخام إلى أدنى مستوى منذ عدة عقود إلى 27% بعد انسحاب أنجولا في أواخر العام الماضي. ويملك تحالف أوبك+ حصة أكبر قدرها نحو 41%، وفقاً لحسابات «رويترز»، وقد تزيد إذا كانت جميع أنواع النفط مشمولة.
وتشكل ميثاق التعاون المشترك في 2016 بعد أن أدت تخمة في المعروض من النفط بين عامي 2014 و2016 إلى دفع الأسعار إلى الهبوط وحفزت أوبك ودولا غير أعضاء فيها على العمل المشترك على تقليص الإنتاج ودعم السوق لأول مرة منذ 2001.
ويتمثل الهدف الرئيسي لأوبك، التي تأسست في 1960، في "تنسيق السياسات النفطية وتوحيدها لدى جميع الدول الأعضاء"، وفقا لنظامها التأسيسي. وتعين الدول الأعضاء مسؤولين في مجلس المحافظين ولجان أخرى.