«أوبن إيه آي» تتحالف مع «برودكوم» لتطوير معالجات ذكاء اصطناعي عملاقة

أعلنت شركة «أوبن إيه آي» عن توقيع اتفاقية استراتيجية مع شركة «برودكوم» لتطوير مشترك لوحدات تسريع الذكاء الاصطناعي بقدرة تصل إلى 10 غيغاواط.
الخطوة تعكس تسارع سباق الذكاء الاصطناعي عالميا وتعزيز البنية التحتية المستقبلية لهذا القطاع المتنامي.
جاء الإعلان بعد أسبوع واحد فقط من صفقة مماثلة عقدتها «أوبن إيه آي» مع شركة «AMD» بقيمة مليارات الدولارات، لتوريد ما يصل إلى 6 غيغاواط من معالجات الذكاء الاصطناعي، في إطار خطة الشركة لتوسيع قدراتها التقنية وضمان استقلالها في مجال المعالجات المتقدمة.
وبحسب بنود الاتفاق الجديد، ستتولى «أوبن إيه آي» تصميم المعالجات وأنظمة التشغيل الخاصة بها، على أن يتم تطويرها وتنفيذها بالتعاون مع «برودكوم».
وعلق سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـ«أوبن إيه آي»، قائلا: "الشراكة مع برودكوم خطوة محورية في بناء البنية التحتية اللازمة لإطلاق الإمكانات الكاملة للذكاء الاصطناعي وتقديم فوائده للبشرية والشركات على حد سواء".
وأضاف: "تصميم وحداتنا الخاصة بالتسريع يعزز النظام البيئي الأوسع الذي يسعى إلى دفع حدود الذكاء الاصطناعي من أجل خدمة الجميع".
وأدى هذا الإعلان إلى قفزة في أسهم «برودكوم» بنسبة تجاوزت 9% خلال ساعات التداول المبكرة، بينما عزز مكانة «أوبن إيه آي» كأكبر شركة ناشئة في العالم من حيث القيمة السوقية، متفوقة على شركة «سبيس إكس» المملوكة لإيلون ماسك، بقيمة تقترب من 500 مليار دولار.
وتعكس هذه الخطوة توجها متزايدا بين عمالقة التكنولوجيا نحو تقليل الاعتماد على شركتي «إنفيديا» و«AMD» اللتين تهيمنان حاليا على سوق معالجات الذكاء الاصطناعي.
فشركات مثل «غوغل» و«أمازون» و«مايكروسوفت» باتت تطور رقاقاتها الخاصة لتعزيز استقلالها التقني، في مسعى للسيطرة على مفاصل البنية التحتية للذكاء الاصطناعي.
ومع ذلك، لا يبدو أن هذا الاتجاه سيؤدي إلى الاستغناء الكامل عن «إنفيديا» أو «AMD» في المدى القريب، إذ لا تزالان تشكلان حجر الأساس في الصناعة وتقدمان حلولا يصعب منافستها.
وفي السياق نفسه، كشفت تقارير حديثة عن صفقة ضخمة بين «أوبن إيه آي» و«إنفيديا» بقيمة 100 مليار دولار، تتضمن نشر أنظمة «إنفيديا» بقدرة تصل إلى 10 غيغاواط، ما يؤكد أن التعاون بين الشركات الكبرى ما زال قائما رغم التنافس المتصاعد في هذا المجال.
وتأتي هذه الصفقات ضمن سلسلة من التحركات الاستراتيجية التي تقوم بها «أوبن إيه آي» لتعزيز مكانتها التقنية، وتشمل شراكات مع شركات مثل «كور ويف» (CoreWeave) ومبادرتها الكبرى «ستارغيت» (Stargate) بالتعاون مع «أوراكل» (Oracle)، لتوسيع قدراتها في مجال الحوسبة الفائقة وتطوير نماذج أكثر تطورًا من الذكاء الاصطناعي التوليدي.
غير أن هذه الوتيرة المتسارعة من التوسع والإنفاق تثير تساؤلات حول استدامة نموذج أعمال «أوبن إيه آي»، خاصة في ظل عدم تحقيق أرباح حتى الآن.
كما حذر جيف بيزوس، مؤسس «أمازون»، من أن الحماس الزائد في سوق الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى تمويل جميع الأفكار الجيدة والسيئة على حد سواء، مما يخلق مخاطر فقاعة استثمارية مشابهة لما حدث في فترات الازدهار التكنولوجي السابقة.
وتعكس تحركات «أوبن إيه آي» رغبة واضحة في الهيمنة على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي عالميًا، عبر بناء شبكة واسعة من الشراكات والتحالفات التقنية.
لكن في المقابل، فإن هذا السباق يفتح الباب أمام تحديات تمويلية وتنظيمية وتقنية قد تعيد تشكيل مستقبل السوق في السنوات القليلة المقبلة، في ظل اشتداد المنافسة بين عمالقة التكنولوجيا على قيادة ثورة الذكاء الاصطناعي القادمة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjE3IA== جزيرة ام اند امز