انتقام «بارني».. حين تحدى «مراوغو» أمريكا «جحيم» اليابان

"بارني" هي عملية للبحرية الأمريكية نُفذت خلال الحرب العالمية الثانية للانتقام لخسارة السفينة الحربية "واهو" وطاقمها.
وكانت "الخدمة الصامتة" أو قوة الغواصات التابعة للبحرية الأمريكية واحدا من أهم عوامل انتصار أمريكا على اليابان في المحيط الهادئ خلال الحرب العالمية الثانية.
وظلت الغواصة الأمريكية واهو (SS-238)، بقيادة القائد الأسطوري دادلي دبليو موش مورتون من أنجح عناصر قوة الغواصات الأمريكية، وذلك وفقا لما ذكره موقع "ناشيونال إنترست" الأمريكي.
ومن بين إنجازاتها، أنها كانت أول غواصة أمريكية تقضي على قافلة كاملة دون مساعدة، وحصل مورتون على وسام الصليب البحري مع ثلاث نجوم ذهبية لإغراقه 20 سفينة معادية، وهو ثاني أعلى رقم قياسي في الحرب لقائد غواصة، لكن لم تشهد واهو ولا مورتون نهاية الحرب، وهو ما حفز ضرورة الانتقام.
ففي أكتوبر/تشرين الأول عام 1943، وفي خضم المشاركة الرسمية للولايات المتحدة في الحرب العالمية الثانية أغرقت اليابان الغواصة واهو وطاقمها، الأمر الذي دفع نائب الأدميرال لوكوود للتخطيط العملية "بارني" بغرض الانتقام.
لكن الانتقام لم يكن الهدف الوحيد حيث كان هناك أيضًا مبرر استراتيجي للمهمة هو التسلل إلى بحر اليابان، وهو ما أدى إلى إرباك حركة الشحن التجاري الياباني.
وسُميت المهمة تيمنًا بالقائد ويليام برنارد "بارني" الذي تم تكليفه بتدريب الأسطول وتحسين استراتيجيته، ولم تكن المهمة سهلة على الإطلاق حيث تطلبت عبور قوارب "بارني" مضيق تسوشيما، المكتظ بالألغام.
كان سونار الغواصات FM فاعلًا في كشف الألغام، لكنه أصدر آنذاك رنينًا مزعجًا أُطلق عليه اسم "أجراس الجحيم" وازدادت المهمة تعقيدا بسبب احتكاك أسلاك الألغام بهياكل القوارب الأمريكية تحت الماء.
وعلى الرغم من تلك المخاطر، انطلقت تسع غواصات تابعة للبحرية الأمريكية، تُعرف مجتمعةً باسم "هيلكاتس هايدمان" مقسمة إلى 3 مجموعات تُسمى "هيب كاتس"، و"بوليكاتس"، و"بوبكاتس"، في رحلتها المحفوفة بالمخاطر في 29 مايو/أيار 1945.
ومن بين الغواصات المشاركة في العملية الغواصة "بوفين" (SS-287) التي ركزت بمجرد وصولها إلى بحر اليابان، على تعطيل الشحن الياباني.
وفي 11 يونيو/حزيران، رصدت بوفين وأغرقت سفينة الشحن "شينيو مارو"، الحيوية لخطوط الإمداد اليابانية، وبعد يومين شنت بوفين هجومًا جديدًا، دمرت خلاله سفينة الشحن "أكيورا مارو" وهي الانتصارات التي أظهرت فاعلية عملية "بارني" في إضعاف جهود اليابان الحربية.
وأغرقت الغواصات الأخرى المشتركة في العملية 28 سفينة يابانية، بما في ذلك مدمرة وغواصة تابعة للبحرية الإمبراطورية اليابانية.
وبفضل سرعاتها العالية، تمكنت الغواصات الأمريكية من الهرب من الدفاعات اليابانية، لتعلن بذلك انتهاء المهمة بنجاح، لكن العملية أسفرت عن فقدان الغواصة الأمريكية "يو إس إس بونفيش".
وفي 4 يوليو/تموز 1945، عادت الغواصة "بوفين" إلى ميناء "بيرل هاربور" ونالت إشادات واسعة لدورها المحوري، حيث يُنسب إليها الفضل في إغراق 6400 طن من سفن العدو وجسدت الصمود والشجاعة.
وقد كرّم نائب الأدميرال لوكوود بنفسه الغواصات المشاركة، وأطلق عليها اسم "المراوغين الأقوياء للألغام".
ومنذ ذلك الحين، حُفظت الغواصة بوفين للأجيال القادمة كمتحف عائم في بيرل هاربور.
aXA6IDE4LjIyMi4xNjEuMTc1IA== جزيرة ام اند امز