طريق اللاعودة لا ينسحب على الشعب القطري وشعوب دول المقاطعة، لأن علاقتها ستبقى قوية ومتينة، متسلحة بأواصر القربى والمصير المشترك.
أستطيع التأكيد على أن الأزمة مع قطر بدأت تسلك طريق اللاعودة، بعدما قررت الدوحة أن تستعدي دول الخليج المقاطعة لها بطرق شتى وبأساليب متعددة، وتتعامل بـ"ندية مفرطة" مع دولة بحجم المملكة العربية السعودية، وتظن في نفسها دولة استراتيجية محورية في المنطقة، قادرة على تحدي الأشقاء مجتمعين، ومعاندة التاريخ والجغرافيا، وتنفيذ أجندة خارجية، هدفها الإضرار بالمنطقة العربية والإسلامية.
طريق اللاعودة لا ينسحب على الشعب القطري وشعوب دول المقاطعة، لأن علاقتها ستبقى قوية ومتينة، متسلحة بأواصر القربى والمصير المشترك، وإنما أعني بـ"اللاعودة" نظام الحمدين، الذي أستغرب حقا أن يواصل عداءه لإشقائه بهذه الصورة المقززة، تارة بإعلام الجزيرة الأصفر، وتارة أخرى بمواصلة المؤامرات في وضح النهار وبث الفتن والتدخل السافر في الشأن الداخلي للدول العربية، وتارة ثالثة بـ"الاستقواء" بالآخرين على الأشقاء.
ليس عندي شك في أن الأزمة مع قطر سوف تجد لها الحل المناسب في يوم ما، وسوف يعود الوئام بين الشعب القطري وشعوب الدول المقاطعة، ولكن الوئام مع تنظيم الحمدين غير قابل للحدوث، والتاريخ الحديث سيشهد على رعونة هذا التنظيم وجرائمه الإرهابية
أتذكر هنا حديث سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز عندما وصف الأزمة مع الدوحة بأنها "صغيرة جداً جداً جداً"، وكذلك حديث وزير الخارجية السابق عادل الجبير عندما أعلن أن الأزمة ذاتها "صغيرة جداً جداً"، وأتفق معهما على هذا التوصيف للأزمة، وأنها لا تشغل بال دول المقاطعة التي لديها ما هي أهم من قطر، ولكن ما يقلقني حقا الأساليب القطرية المبتكرة للهجوم الشامل على دول المقاطعة، وبخاصة المملكة العربية السعودية، ومحاولة التقليل من مكانتها ودورها الإقليمي والعربي والإسلامي، ووصل الأمر أخيراً إلى الهجوم الرياضي على المملكة، والتشكيك في مقدرات الرياضة السعودية على وقع منافسات بطولة آسيا لكرة القدم المقامة الآن في دولة الإمارات العربية، يساعدها على ذلك قناة الجزيرة وجيش فعال من الذباب الإلكتروني.
أعود وأكرر ما سبق أن ذكره غيري في مقالات سابقة أنه ينبغي وضع نهاية لأزمة قطر، وإجبارها على الرضوخ للمطالب العربية بطريقة أو بأخرى، خصوصا أن هذه المطالب على حق، والرفض القطري لها هو الباطل بعينه، وتأتي دعوتي تلك، لإيماني العميق بأن الدوحة اليوم باتت شوكة في ظهر العالم العربي، لا بد من اقتلاعها، هذه الشوكة تتعمد إحداث الجروح الغائرة في الجسد العربي الذي يتألم أصلا من جراح التفكك والترهل والحروب الدامية في أجزائه، ولن يكون قادراً على تحمل ما يرتكبه نظام الحمدين من تصرفات صبيانية، آن الأوان لإيقافها فوراً.
ليس عندي شك في أن الأزمة مع قطر سوف تجد لها الحل المناسب في يوم ما، وسوف يعود الوئام بين الشعب القطري وشعوب الدول المقاطعة، ولكن الوئام مع تنظيم الحمدين غير قابل للحدوث، والتاريخ الحديث سيشهد على رعونة هذا التنظيم وجرائمه الإرهابية التي نشرها في ربوع المنطقة، تارة بدعم الجمعيات الإرهابية بالعتاد والسلاح، وتارة أخرى باحتضانها ومدها بما تحتاج إليه، وتارة ثالثة بالتآمر الواضح والعلني على الأشقاء تحت ذرائع عدة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة