الدبلوماسية البرلمانية تمثل اليوم عنوانا جديدا لدعم العلاقات وتبادل الخبرات بين البلدين
العلاقات الجزائرية الإماراتية، مسيرة تفوق أربعة عقود من العلاقات المتميزة التي تخبرنا عن إدراك حقيقي للدور والمكانة التي يلعبها كلا البلدين في المنطقة العربية، وعن فهم البلدين لأهمية العمل المشترك، على اعتبار أن الجزائر تمثل شريكا مريحا بالنسبة للإمارات العربية المتحدة، كما تعتبر الجزائر بالنسبة لدولة الإمارات فضاء "جيواقتصادي" مهما يدعم التوجهات التنموية لها نحو أفريقيا وأوروبا، وذلك في سياق رؤية اقتصادية مشتركة تعمل على استغلال الفرص المتاحة وخلق أخرى تدعم بدائل الشراكة بين البلدين.
من أجل ذلك تمثل الدبلوماسية البرلمانية اليوم عنوانا جديدا لدعم العلاقات وتبادل الخبرات بين البلدين، وهي رهان استراتيجي جسده تنصيب مجموعة الصداقة البرلمانية الجزائرية الإماراتية في مقر البرلمان الجزائري وبحضور لافت للسفير الإماراتي في الجزائر، إذ تعد خطوة تعكس تركيز البلدين اليوم على ضرورة فتح وتنويع أفق التعاون والشراكة أكثر، خصوصا أن توقعات التغير في خارطة التعاون العربي خلال 2019 تحدثنا عن تزايد في مستوى التعاون الجزائري الإماراتي.
إن مبادئ المصالحة والتسامح تمثل عنوانا أساسيا يحكم دور الدبلوماسية في الجزائر وفي دولة الإمارات وتجسد توافق الرؤى والتطلعات المشتركة، وتعكس حجم التزامهما المسؤول بقضايا الأمن والتنمية في المنطقة
أهمية هذه الخطوة أيضا تأتي استكمالا للجهود التي تبذلها الدولتان، وتعكس مستوى التوافق بين قيادات البلدين ورؤيتهم الرامية إلى خلق جسر تواصل وتعاون يعزز الرابطة الأخوية وخدمة المصالح المشتركة بينهما. وهنا تبرز أهمية تنويع أدوات وآليات التعاون التي تؤسس لقاعدة تعاون صلبة تبنى على الفهم المشترك للقضايا وإدراك أهم التحولات التي تستوجب مواكبتها حساب وحسم الخيارات التنموية وفق منظور المنفعة المتبادلة، خصوصا أن الإمارات العربية المتحدة تمثل المستثمر رقم واحد في الجزائر برقم أعمال مهم، ليتعزز ذلك بالدعم الذي يخلقه العمل البرلماني المشترك الذي من شأنه تسهيل بحث إيجاد الحلول التشريعية والتنظيمية المرافقة للقضايا ذات الاهتمام المشترك بما يخدم إرساء متطلبات التنمية وشروط التعاون المستدام.
هذا ويمكن تقييم نقاط التميز في العلاقات الجزائرية الإماراتية من خلال الحديث عن عديد القواسم المشتركة بين البلدين، ومنطلقات التعاون التي تشمل الجوانب السياسية والاقتصادية والثقافية خصوصا، والتي تدفع أكثر نحو خلق شراكة استراتيجية تستوجبها التحولات التي تعيشها المنطقة العربية.
إن مبادئ المصالحة والتسامح تمثل عنوانا أساسيا يحكم دور الدبلوماسية في الجزائر وفي دولة الإمارات وتجسد توافق الرؤى والتطلعات المشتركة، وتعكس حجم التزامهما المسؤول بقضايا الأمن والتنمية في المنطقة سواء تحدثنا عن جهود الوساطة والمساعدات التنموية التي تقدمها الجزائر لعدد من الدول الأفريقية أو عن المكانة الأولى التي احتلتها دولة الإمارات ضمن أكبر المانحين الدوليين في مجال المساعدات التنموية سنة 2017، هذا وتعد مكافحة التطرف رهانا آخر يتقاسمه البلدان ضمن مقاربة استباقية ووقائية لتحقيق الأمن المجتمعي، كما يجسد توجها دبلوماسيا يسهم في إضفاء المزيد من الفاعلية والعقلانية على إدارة القضايا الإقليمية، على اعتبار أن التسامح والمصالحة يسهمان في زرع ثقافة السلام، ومنطلقان يحملان دعوة صريحة إلى الدول العربية تفيد بضرورة عقلنة إدارة القضايا الأمنية والأزمات في المنطقة العربية، كما يسهم المبدآن في دعم إنتاج الحلول المستدامة التي تؤسس لمفهوم السلام الدائم في المنطقة العربية.
إن التوجه الدبلوماسي للجزائر والإمارات يمثل اليوم عنوانا حقيقيا للالتزام والمسؤولية الرامية إلى تحقيق التميز عبر مفهوم السلام المستدام.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة