أبواب الرياض مفتوحة لإعادة قطر إلى وطنها الخليجي، على أن تقوم بالاعتذار وتصحيح الأخطاء التي قامت بها بالسابق بشكل علني.
تنمو آلاف الأشجار في الغابات دون أن تُصدر صوتاً ودون أن يدري بها أحد، وتسقط شجرةٌ واحدة فيسمع دويَّ سقوطها كلُّ من في المحيط، فما الذي تنتظره قطر كي تعلن أن كل ما ادَّعته في السنوات القليلة الماضية ما كان إلا ضياعاً وتضليلاً وسوء تقدير أو خدعة لم تنبت الثمار المرجوة منها بغض النظر ما كانت؟!
ألا يدرك المجتمع القطري حقيقة الواقع في القضية القطرية؟
عندما أصدرت دول المقاطعة قوائم لأفراد وكيانات إرهابية تابعة أو مدعومة من قطر أنكر تنظيم الحمدين وادعى أن لا أساس لها من الصحة، ولكن لسخرية القدر أنه قد اتضح من بين التسعة عشر اسما المذكورين في القائمة التي أعدتها دول المقاطعة عشرة أسماء تظهر الآن في القائمة القطرية؟! فهل هو اكتشاف حقيقة أم تصحيح مسار؟!
هل تخفى عنه حقيقة التراجع في الآراء السياسية لبعض زعماء قطر بما يختص بقائمة الإرهاب التي أصدرتها الدول المقاطِعة، بعض التهويل والتصفيق والنشر لبعض الأسماء المتصفة بالإرهاب قبل أسمائهم الأولى؛ أليس ذلك كافياً لأن يستشف الشعب القطري لعبة التضليل التي يمارسها تنظيم الحمدين؟
ألا يستحق الشعب القطري بعض التبريرات؛ لمَ يقوم النظام القطري بالإتيان بالأفعال والتصريحات والتسترات التي يقوم بها وينكرها ثم يخفيها ولا يعترف بها علناً على الرغم من إدراكه الحقيقة؟
ألا يكفي الشعب القطري كل الضغوط التي مر ويمر بها بسبب الاختيار الخاطئ من قبل قيادته ومن قبل عناد البعض وتستر البعض الآخر على الحقائق التي يجب أن تخرج للعلن وللرأي العام وسط المجتمع القطري؟!
تساؤلات كثيرة تُطرح على منبر الصحيح والخاطئ.. غير القابل للتصحيح والخطوات التي يجب اتباعها لتصحيح وتدارك ما نستطيع تداركه وتفاديه؟
إن أبواب الرياض مفتوحة لإعادة قطر إلى وطنها الخليجي، على أن تقوم بالاعتذار وتصحيح الأخطاء التي قامت بها بالسابق بشكل علني، والتوقف عن تصرفاتها وتصريحاتها الداعمة للإرهاب، وأن تهتم لواقع الشعب القطري الذي يدفع ثمن كل الأخطاء التي بدرت من تنظيم الحمدين بالفترة السابقة.
إن قرار المقاطعة ما كان إلا كعقوبةٍ لابن عاقّ أخلَّ بالاتفاقات والمبادئ والقيم والأخلاق العربية والإسلامية على حد سواء، فروَّج للإرهاب وخرب عقول الشباب والمجتمعات بأفكار طرحها عبر منصاته الإعلامية المسممة بالأكاذيب والتلفيقات والأدلة المزورة، والآن وبعد أن كشفت كل الأوراق على طاولات المباحثات والاعترافات.
إن قائمة الإرهاب الرسمية التي صدرت عن قطر تؤكد بالدليل القاطع أن المطالب التي قدمتها الدول الأربع بما يتعلق بالملف القطري كانت على أساس حقيقي لا يمكن إنكاره أو التلون لإخفاء مصداقيته وشرعيته، خاصة بعد كل التبريرات والأعذار الواهية الجوفاء التي تسترت بها قطر منذ بداية أزمتها.
ألا يكفي للمجتمع العربي والدولي حقيقة أنه عندما أصدرت دول المقاطعة قوائم لأفراد وكيانات إرهابية تابعة أو مدعومة من قطر أنكر تنظيم الحمدين وادعى أن لا أساس لها من الصحة، ولكن لسخرية القدر أنه قد اتضح من بين التسعة عشر اسماً المذكورين في القائمة التي أعدتها دول المقاطعة عشرة أسماء تظهر الآن في القائمة القطرية؟! فهل هو اكتشاف حقيقة أم تصحيح مسار؟!
يجب على تنظيم الحمدين إدراك أن بعض المسارات كي يتم تصحيحها فإنه تتوجب العودة إلى البداية؛ وأن الخداع الإعلامي الذي مارسه الإعلام القطري في الكثير من الأحداث منذ عقد من الزمن اكتشفت أساليبه وألاعيبه، لقد كان لهذا الإعلام كبير الأثر في توجه الأمور والتطور السلبي لمجرى الأحداث، خاصةً على الساحة القطرية الداخلية، ولكن عندما يسكت أهل الحق عن الحق، يظن أهل الباطل أنهم على حق.
وفي رسالةٍ شفافة للشعب القطري أرجو أن يصل صداها إلى الجميع، لا تدعوا أي مجال للمرتزقة بسلخكم من مجتمعكم وواقعكم وحقكم بأن تمارسوا عاداتكم وتقاليدكم الخليجية في وسط المجتمع الخليجي الموحد؛ لأن الحق لا بد أن يظهر في يومٍ من الأيام، وأنتم الأحق بالحق، فيجب أن تنطلق كلمة الحق من أفواه القطريين الشرفاء بالمطالبة بأن يتوقف تنظيم الحمدين عن التصرف برعونة، والتفكر في التاريخ الذي يجمع الخليجيين سوية، وتفادي المزيد من الانحدار نحو الهاوية حال استمر نظام قطر بدعم الإرهاب والمكابرة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة